القمة الثالثة لرواد التواصل الاجتماعي العرب تعقد في 10 ديسمبر
برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ينظّم "نادي دبي للصحافة" الدورة الثالثة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في 10 ديسمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية والعالم.
كشف نادي دبي للصحافة، الجهة المُنظِّمة للقمة، أن الدورة المقبلة ستواصل مساعيها من أجل الخروج بأفضل التصورات لسبل توظيف الإمكانات الكبيرة لمنصات التواصل الاجتماعي في خدمة الإنسان العربي، وفتح مسارات جديدة يمكن من خلالها تعظيم فرص المنطقة في الوصول إلى المستقبل المنشود لها من الرخاء والاستقرار والتقدم في مختلف المجالات.
قدرة على الإقناع
أكدت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، أن مناقشات القمة تهدف إلى مواكبة التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، والذي لا يمكن اعتبار المنطقة العربية في معزل عنه، لاسيما في السنوات الخمس العشرة الأخيرة التي شهدت انتشارًا واسعًا لمنصاته بين آلاف، بل ملايين المستخدمين العرب، خاصة مع زيادة انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال النقالة، التي مكنت أعدادًا متزايدة من المستخدمين من الانضمام إلى هذا العالم، بكل ما يحمله من فرص وتحديات.
وأوضحت أن القمة تهدف إلى التوصل إلى أفضل الصيغ لتوظيف الإيجابيات التي صاحبت هذا الانتشار الكبير واكتشاف أفضل السبل للاستعانة بالمميزات التي تتيحها منصات التواصل والانتفاع بها في إيجاد مساحة مؤثرة لحوار نافع وبنّاء بين مستخدميها في مختلف أنحاء العالم العربي لتحفيز الطاقات الإيجابية والأفكار المبدعة والمبادرات غير التقليدية، التي من شأنها تمكين منطقتنا من حجز مكان متقدم في مسيرة التنمية العالمية، وتحويل شبابنا إلى مساهمين فعليين في صياغة مستقبل أفضل لأوطانهم وللعالم من حولهم.
حول الدور المهم والمسؤولية الملقاة على عاتق المؤثرين في عالم التواصل الاجتماعي، نوّهت رئيسة اللجنة التنظيمية للقمة بما يملكه المؤثرون من قدرة على الإقناع بين الملايين من متابعيهم على مختلف المنصات، حيث تأتي هذه الشعبية الكبيرة مشمولة بمسؤولية أكبر حيال توظيفها بأسلوب يضمن استحداث إنجازات نوعية تعين المجتمعات العربية على تجاوز التحديات التي تواجهها وتفتح آفاقًا جديدة للنهوض بقدرات الإنسان العربي في شتى مجالات العمل والإبداع.
الوعي لدحض الشائعات
ولفتت رئيسة نادي دبي للصحافة إلى الواقع الجديد الذي عرفه العالم بانتشار منصات التواصل الاجتماعي والنمو المطرد لأعداد مستخدميها، بما في ذلك الدول العربية.
وقالت إن هذا الواقع بات يتطلب التعامل معه بأسلوب خاص يضمن نشر الوعي بين الناس والوصول به إلى أقصى مدى حتى لا يقعوا ضحية الأكاذيب والشائعات، التي لا تلبث أن تطل على مستخدمي منصات التواصل كل يوم، وهو ما سيشكل جانبًا مهمًا من مناقشات القمة، بغية التعرف إلى أفضل الأفكار في تعزيز وعي المجتمعات العربية وتعريف أفرادها بأهمية التدقيق في كل ما يرد إليهم عبر منصات التواصل من معلومات وأخبار، قبل الاعتماد عليها في ترسيخ قناعات أو تبني أفكار بعينها.
وحول أهمية مناقشات الدورة الثالثة من القمة، التي من المنتظر أن تستقطب أبرز المؤثرين العرب على منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، ويُقدَّر أعداد متابعيهم بالملايين في مختلف أنحاء العالم العربي وخارجه، أشارت منى المرِّي إلى أن القمة تمثل ساحة نموذجية لمناقشة كيفية الاستفادة من الانتشار الواسع لمنصات التواصل بين مليارات المستخدمين على مستوى العالم في التعريف بصورة أوسع بثقافتنا العربية وتراثنا الفكري والإبداعي الغني وكذلك إيضاح القدرات التي يتمتع بها الشباب المتميز من أبناء المنطقة التي تؤهلهم كشركاء حقيقيين في تشكيل مستقبل العالم.
تأثير إيجابي
تسعى قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب خلال نسختها الثالثة إلى تعزيز مكانتها كملتقى إقليمي وعالمي لمناقشة وتحليل الواقع الجديد الذي شكلته وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة فعالة لاستحداث وتطوير أفكار مبدعة تعزز التأثير الإيجابي لتلك الوسائل التي ساهمت في إيجاد فضاء إعلامي جديد يوازي، بل وربما يتخطى في أثره، الإعلام التقليدي بوسائله المتعارف عليها.
وهذا يستوجب التفكير في أفضل سبل توظيف لتلك الوسائل نحو خدمة المجتمع بأسلوب أمثل يراعي مصلحة أفراده ويمنحهم قنوات اتصال جديدة يمكن الاستفادة منها في نشر الإيجابية والتحفيز على العمل والبناء، وكذلك التفكير في الأسلوب الذي يضمن تفادي التأثيرات السلبية لتلك المنصات والمتمثلة في سوء الاستخدام بالترويج لقيم منحرفة أو أفكار هدامة.
الخلوي وسيلة للانتشار
من الجدير ذكره أن تقرير نظرة على الإعلام العربي، التابع لنادي دبي للصحافة، كان قد توقع استمرار "المحتوى الرقمي - الفيديو" المعروض على الهواتف المتحركة في تحقيق المزيد من المكاسب المالية في العام 2019، وجذب أعداد أكبر من المستخدمين، مع تطوّر كبير في نوعية المحتوى والإنتاج والأشكال المقدّمة والخاصة بهذا النمط من المحتوى.
وكان قد كشف عن أكثر من 420 مليون اشتراك للهاتف النقال في العالم العربي خلال العام 2017، مع انتشار بلغ في المنطقة العربية نحو 101%، وتزيد اشتراكات الهواتف النقالة في المنطقة العربية على عدد السكان بنحو 5.7 ملايين اشتراك، ونحو 63 % من العرب يستخدمون الانترنت من خلال أكثر من جهاز في الوقت نفسه، و98.4% من التطبيقات التي يستخدمها سكان الدول العربية في هواتفهم الذكية هي تطبيقات خاصة بالتواصل الاجتماعي، و64% من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في الدول العربية تحت سن الثلاثين.
كما بلغ عدد المستخدمين النشطين لمنصة "إنستغرام" في المنطقة العربية نحو 7.1 ملايين مستخدم مع مطلع العام 2017، وكشف تقرير نظرة على الإعلام العربي عن أن السنوات الخمس المقبلة ستغيّر وجه الإعلام الاجتماعي من خلال قراءة مؤشرات انخفاض حصة قطاع النشر من 35% من إجمال سوق الإعلام إلى 30% مع نهاية عام 2018، ونمو وسائل الإعلام المدفوعة بنسبة 3.7 % بحلول العام 2019، وارتفاع حسابات "فايسبوك" في المنطقة العربية بنسبة تزيد على الضعف خلال السنوات الثلاث الماضية.
يُذكر أن الدورة الثانية للقمة قد عقدت بمشاركة ما يزيد على 2500 من المهتمين والمتخصصين في التواصل الاجتماعي، وضمت أكثر 45 متحدثًا من المؤثرين العرب والدوليين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم استعراض تجاربهم وخبراتهم من خلال مجموعة من الجلسات وورش العمل والحوارات التي لاقت إقبالًا وتفاعلًا من الحضور عكس أهمية الموضوعات المطروحة.