صدرت مختارات من قصص الكاتب المصري محمود الورداني تحت عنوان «صمت الرمال» الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة. وكتبت تلك القصص- وعددها 27 قصة- بين 1970 و2008. ويقول الورداني في تقديمه لهذا العمل: «حرصتُ في اختياري لها من بين أربع مجموعات هي كل ما يشكل إسهامي في القصة القصيرة، على اختيار ما يمثل كل المراحل التي أظن أنني مررت بها». ويضيف: «على رغم أنني كتبتُ عشرة أعمال روائية إلا أنني لم أستوعب تلك المقولة التي راجت لسنوات عدة ومضمونها أننا في زمن الرواية، وطبقاً لخبرتي الشخصية فإن هناك تجارب لا يمكن التعبير عنها إلا بالقصة القصيرة، وتجارب أخرى لا تقبل إلا أن يعبر عنها من خلال الأعمال الروائية». والمجموعات التي اختيرت منها القصص هي: «السَيرُ في الحديقة»، «النجوم العالية»، «في الظل والشمس»، و «الحفل الصباحي». ويقول الورداني: «سيلاحظ القارئ أنني رتبت هذه المختارات طبقاً لتاريخ كتابتها، متدرجاً من أول قصة اخترتها، وحتى القصة الأخيرة باستثناء القصص الثلاث الأخيرة التي رأيت أنها تشكل معاً ما يمكن اعتباره وحدة ما أو ضفيرة، وفي الأحوال كافة، فإن تاريخ الكتابة مثبت في نهاية كل قصة». واختتم بالقول: «آمل أن يطلع القارئ على تجربتي في كتابة القصة القصيرة وهي تجربة– بالنسبة لي على الأقل- أساسية وبالغة الأهمية؛ لأنها ثمرة أربعة عقود من العمل المتواصل».

ومن جو قصة «العطش» الواردة ضمن المختارات وكتبها الورداني في نيسان (أبريل) 2008: «أيقظتني الرائحة الثقيلة من نومي، وظللت أغالب النوم من دون أن أنجح في هزيمته، وأنتفض من كوابيس متتالية حتى خيل إليَّ أنني أخيراً أشعر بعطش حارق، وأسمع نباح كلاب بعيدة، توقفت مندهشاً وأنا في طريقي للحمام فقد كانت المنطقة التي انتقلت للسكن فيها أخيراً تمهيداً لبناء عش الزوجية خالية من الكلاب، وتذكرت أن تلك الملاحظة تحديداً كنت أكررها كثيراً لخطيبتي ماجدة لتقتنع بها ونبدأ على الفور في تحقيق حلمنا وننهل من حياة زوجية مستقرة يرفرف عليها الحب والحنان».