«سكاكين أليفة»..ذكريات وأشواق
يسير الكاتب السوري نوزاد جعدان في عوالم إنسانية متعددة، من خلال ديوانه الشعري الصادر حديثاً، والمعنون بإحدى قصائده، وآخرها ترتيباً في الديوان: «سكاكين أليفة».
الديوان يستقرئ ويتتبع من خلال لغته الشاعرية السهلة، مواضيع متعددة، لا يخلو فيها الإلقاء من لغة الشاعر، المتداولة، في قصائد متعددة منها، مبتدئاً إياها بقصيدة «أنا اللا مدعو إلى أفراحك يا وطني»..
التي يعبر فيها عن أشواق الملايين إلى بلادهم التي غادروها، واستقروا في دول المهجر، ومما يقول فيها: «كانت حفلاتكَ يا وطني شهية للسواح والغرباء.. حتى معالمك الأثرية.. أنا اللا مدعو إليها.. مع أني كنت آتيك بربطة عنق فخمة.. وبيدي باقة ورد..».
لغة شعبية
تتعدد موضوعات القصائد التي تفتقت عنها قريحة جعدان في ديوانه، غير أن الجميل اللافت فيها، تلك العبارات التي ينزل من خلالها إلى الناس في أسواقهم ومتاجرهم، وهو يلقي بجمل تحمل في طياتها بسمة استعمال المصطلحات المحببة للجماهير.
ففي «استراحة» قصيرة ممتعة، تراه يطوف بين أزقة الأحياء الشعبية بمفردات يخرج بها عن جمود وتصنع العبارات الرنانة قائلاً: «لكم كل قاعات وميكروفونات المنابر.. ولي كل شوارع وجدران المدينة.. لكم كل أشواك وسكاكين المطاعم.. ولي سندويشة فلافل أتناولها مع حبة مخلل على الرصيف.. لكم كل بدلات المدينة الأنيقة ولي ثياب مهلهلة ومعطف وحيد أُلبسه لحبيبتي إن بردت..».