Skip to main content
النزوحات الأسكتلندية أو 300 عام من النفي

يؤرخ أحد المؤرخين الأسكتلنديين البارزين مسألة فقدان الأرض في المرتفعات، ويسجل أصوات أولئك الذين أرسلوا إلى المنفى في 300 عام من تاريخ أسكتلندا.
 
لا يمكن لكل من شاهد ذلك السهل العشبي المنخفض الخصب الواقع في جزر هبرديس، وأجزاء من المرتفعات الموجودة على السواحل الشمالية الغربية لأيرلندا وأسكتلندا، أن ينساه مطلقًا، فهو كتلة من الزهور البرية التي تزينها شواطئ رملية نائية.

ما أثار دهشة البعض هو معرفة أن الكثير من الأسلاف اختاروا العيش على الجانب الآخر من ذلك السهل العشبي، حيث الأرض الصخرية القحلة التي يصعب فيها نمو أي شيء، ليتضح أنهم عاشوا من قبل هناك، ثم أجبروا على مغادرة المكان في القرن التاسع عشر، كما كثير من الضحايا الآخرين الذين تخلوا عن المرتفعات.

قضية النزوح الجماعي
لا تزال قضية النزوح الجماعي للمرتفعات والجزر تحظى بأصدائها حتى يومنا هذا. فهي تقدم خلفية للصراع في البرلمان الأسكتلندي، في ما يتعلق بجهود إصلاح الأراضي. وانضم الصحافي والمؤرخ ماكس هاستينغز إلى النقاشات الدائرة، خلال الصيف الماضي، بكتابته في صحيفة "تايمز" عن رحلته السنوية للمرتفعات من أجل القنص وصيد الأسماك، موضحًا أن لعنة أسكتلندا تتمثل في شعورها بأنها ضحية، وتحدث عن تخلي السكان عن العيش في المرتفعات على أنه مثال على ذلك الأمر، ليؤيد أولئك الذين يدعون أن حجم ونطاق المعاناة كان مبالغًا فيه في واقع الأمر.

في كتابه الجديد "النزوحات الأسكتلندية: تاريخ المنفيين من 1600 إلى 1900" The Scottish Clearances: a History of the Dispossessed 1600 to 1900 (منشورات آلان لاين، 22 جنيهًا إسترلينيًا)، نجح الكاتب والمؤرخ الأسكتلندي المرموق توم ديفاين في سرد كثير من التفاصيل والمعلومات عن ملكية الأراضي، ونظام العشائر والمواقف المتغيرة تجاه المرتفعات، بدءًا من الجنود الأبطال ووصولًا إلى السكان الأصليين الكسالى.

مساحة لأصوات عدة
علَّقت "غارديان" على ذلك بقولها إن مضمون الكتاب تم تناوله بصورة جادة، وضم قسمًا كبيرًا حول نزع الملكية على الحدود، وكان الهدف إلقاء الضوء على ما حدث في الجزر والمرتفعات.

مال ديفاين إلى نفي فكرة أن سكان المرتفعات كانوا بطبيعتهم أكثر قتالية من سكان مناطق أخرى في المملكة المتحدة، وأوضح أن الأمور هناك كانت تسير وفق نهج اقتصادي بسيط، وهو أن زعماء العشائر كانوا يتصرفون كمقاولين عسكريين، حيث كانوا يوفرون الأشخاص المجندين مقابل ثمن.

كما أوجد ديفاين مساحة لأصوات من تم إرسالهم إلى المنفى، والذين غالبًا ما كان يتم تجاهلهم في الماضي لأن أوصافهم، التي سردت بالأغاني والشعر، كانت بلغة غيلية الأيرلندية. وختمت غارديان بلفتها إلى أن ديفاين استطاع أن يقدم في كتابه وصفًا متوازنًا ومفصلًا وقابلًا للقراءة بشكل كبير لواحدة من أقسى الحلقات في ذلك التاريخ.
 
 
 
هذا التقرير عن صحيفة "غارديان".

29 Dec, 2018 11:28:06 AM
0

لمشاركة الخبر