Skip to main content
"أحمرة وحمرات" كتاب مختلف

كتاب "أحمِرة و حُمُرات"، لمؤلِّفه الشاعر شوقي مسلماني، عمل إبداعي تضمّن شروطاً فنيّة وجهتها روائية، جعلته يطرح الكثير من القضايا المعاصرة، حيث قصّة تتبعها ثانية، وكلّها على ألسنة الحيوانات، كأنّنا مع إبن المقفّع. ومثال جاهلي يقول "بال حمار فإستبال أحمرة"، أي أن الحمار إذا بال يستحثّ بقيّة الحمير على الإستبالة. تضمّن الكتاب  تسعة نصوص،  يعالج كلٌّ منها موضوعاً محدّداً، ودائماً الحمار هو المحور،  معتمداً أمثالاً حكميّة، من مثال قوله على لسان بجعة "لاتهرف بما لا تعرف". كما غنّى "أنت حمار وأنا أخوك، فبأي شريعة تغدر بي"؟. هادفاً طبعاً إلى تسجيل مظالم الحاكم المتجبّر. ويستمرّ المؤلّف من طريق هذا النسق، مستنطقاً الحيوانات، خصوصاً التي ترمز إلى البطش كالأسد،  والتي منها كبير كالفيل، ومنها صغير بحجم الفأر. وأيضاً مثلما عند إبن المقفّع يتغلّب الصغير بذكائه على الأضخم. والعبرة أن الشعوب بذكائها ورفضها للخنوع يمكن أن تواجه الجلاّد وتنتصر عليه. قد يقول قائل أنّ إبن المقفع صال وجال في هذه المواضيع، وردّنا أن شوقي مسلماني صالح ما بين الأصالة والمعاصرة، طارقاً باب التاريخ القديم والحديث،  كأن يستعمل أيضاً كلمة "لبيط" وتعميمها، وها هو عوض أن يقول حرب عرقيّة يقول لبيط عرقي، وعوض أن يقول حرب عالميّة يقول لبيط عالمي، وعوض حرب النجوم يقول لبيط النجوم".  "أحمرة وحمرات" كتاب النقائض، وفيه الذي ينهق، وهو الحمار، وفيه آخر يزعق، وهو الإنسان. وفيما النهيق طبعه المرح يكون الزعيق صناعة غوايتها أزيز الرصاص، انفجار القنابل وشيوع الموت والدمار. "أحمرة وحمرات" كتاب مختلف. 

03 Jan, 2019 10:27:52 AM
0

لمشاركة الخبر