Skip to main content
عشرة كتب عالمية لا يمكن تجاهلها هذا العام

بعد تجاوز مرحلة الاحتفالات بالعام الجديد، وتحديد أهداف الشهور الـ12 المقبلة، ثم تعديلها عدة مرات، يمكن إلقاء نظرة على ترشيحات هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي.سي) لأفضل الكتب المنتظر طرحها بالأسواق خلال 2019.

- الترشيح الأول: «وحتى عند الموت، فإن الفتيان متعبون»، هكذا يبدأ الكاتب والروائي الأميركي كولسون وايتهيد، روايته الجديدة «فتيان نيكيل» أوThe Nickel Boys التي تشكل إضافة ستلاحق القارئ بأجوائها. وفي روايته الجديدة، يحكي وايتهيد، الحاصل على جائزة «بوليتزر» المرموقة لعام 2016 وجائزة الكتاب الوطنية عن روايته «السكك الحديدية السرية»، قصص مراهقين سود يتم إرسالهم إلى أكاديمية نيكيل، وهي كيان خيالي عبارة عن مدرسة تقع في ولاية فلوريدا لتعديل السلوك والتأهيل. والمدرسة التي يفترض أن نشاطها ازدهر في عهد «جيم كرو»، في إشارة إلى مرحلة تطبيق قوانين الفصل العنصري الأميركي، كانت تتعهد بمنح «تدريب جسدي، وذهني، وأخلاقي».

ولكنها في الواقع كانت تقدم دروسا وحشية تتنوع ما بين الجلد بشكل بدائي، والانتهاكات الجنسية، وفي بعض الحالات، الذهاب في رحلات إلى «المكان النائي»، من حيث لا يعود الفتيان أبدا. وتركز الرواية على سيرة إليوود الذي يؤمن بتعاليم مارتن لوثر كينغ ويتفوق في دراسته حتى يأتي خطأ بريء. وتتطرق أيضا إلى سيرة تيرنر، الذي يعود للأكاديمية نيكيل للمرة الثانية ويوفر الحماية لإليوود حتى النقطة التي لم يعد يمكنه فيها الاستمرار في حمايته. ويعد مصدر وايتهيد لكتابة روايته قصص وآثار الجثث التي عثر عليها مدفونة وعليها أمارات على ما تعرضت له من وحشية بالموقع الحقيقي لمدرسة فلوريدا للفتيان. والكتاب يصدر عن Doubleday.

- الترشيح الثاني: في إصدارها الجديد «مصدر احترام الذات» أو The Source of Self Regard، تقدم الروائية والكاتبة الأميركية توني موريسون مجموعة جديدة ورائعة من المقالات والكلمات والتأملات حول الثقافة والفنون والعدالة الاجتماعية التي تغطي أربعة عقود من الزمان، بما في ذلك محاضرتها البليغة التي ألقتها بمناسبة حصولها على جائزة نوبل في الآداب عام 1993، ومديحها المازج ما بين الحلاوة والمرارة لسيرة الأديب الأميركي الراحل جايمس بالدوين، وتعليقها على خطابات مارتن لوثر كينغ، ومراجعتها الكاشفة لأعمالها. فروايتها «سولا «أو Sula كانت من وحي ذكرى من عهد الطفولة عن سيدة نالت وبسهولة عفو باقي محيطها من السيدات. وفي «محبوبة» أو Beloved، كانت مهتمة بما يساهم بقوة في تحقيق احترام الذات لدى إحدى السيدات من العبيد. فتقول موريسون حول عملها: «في كتاباتي، للكشف عما أعتبره الأشياء الصعبة والحقيقية والأبدية، فأنا أميل إلى وصف الأشخاص وهم رهن الضغوط، وليس فيما يعايشونه من الظروف اليسيرة، الأشخاص تمت محاصرتهم في الزاوية وأصبحوا مخيرين ما بين القيام بالصيد أو التخلص من الطعم». والكتاب يصدر عن Knopf.

- الترشيح الثالث: «فريق العزل» أو The Impeachers للكاتبة بريندا واين آبل، يتناول واقعة تاريخية جرت في 25 فبراير (شباط) عام 1868 عندما بدأ ثادوث ستيفينز، عضو مجلس النواب الأميركي، بدعم من التصويت الإيجابي للمجلس، بإجراءات عزل الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة أندرو جونسون، لاتهامه بـ«ارتكاب جرائم جسيمة وجنح أثناء توليه السلطة». ويتطرق الكتاب إلى رفض جونسون الذي كان سابقا نائبا للرئيس الأميركي الذي تم اغتياله إبراهام لينكولن، القبول بقرار الكونغرس، وقام بانتهاك امتيازاته، فيما خالف القوانين التي نحاها جانبا واعتبرها غير دستورية. ووفقا للكتاب، عبر جونسون عن موقفه قائلا: «هذه بلد للرجال من أصحاب العرق الأبيض، وما دمت الرئيس، فستظل بلدا للرجال من أصحاب العرق الأبيض». في كتابها، أعادت ويان آبل، كاتبة السيرة الذاتية الحاصلة على جائزة رابطة نقاد الكتاب الوطني، بعث أجواء التوتر السياسي، والمكائد، والتداعيات التشريعية التي صاحبت أول محاولة لعزل رئيس الولايات المتحدة. وكان السيناتور الأميركي حينذاك تشارلز سامنر، قد وصف ما جرى بأنه «من آخر أعظم المعارك في مجابهة العبودية». والكتاب يصدر عن Random House.

- الترشيح الرابع: «فهد أسود، ذئب أحمر» أو Black Leopard، Red Wolf للكاتب جامايكي الأصل والحائز على جائزة الـ«مان بوكر» مارلون جيمس، الذي يزيح الستار عن ثلاثيته العجائبية التي يسميها «صراع العروش الأفريقية». والبطولة في روايته للفتى المرتزق المسمى «تراكر» الذي يتمتع بحاسة شم استثنائية وقدرة هائلة على تتبع الروائح، وإن كان ينقصه كثيرا ليتعلمه. ومهمة «تراكر» أن يتتبع أثر فتى مفقود. وعلى مدار تسعة أعوام، فإن مساعي «تراكر» تجمع بينه وبين الفهد المتفنن بالصيد والمبدع في تغيير مظهره، ونيكا، المأجور الذي تتساقط طبقات جلده، وسانجوما، المعالج صاحب القدرات التي تجعل منه عرافا لا يشق له غبار، والساحرة رفيقة القمر التي يبلغ عمرها عدة قرون، وراوي القصص والشعر، بخلاف العشرات من الشخصيات غيرهم. وخلال رحلته، يواجه «تراكر» تهديدات ملوك ذهبت عقولهم، وفرسانا، ومستحضري أرواح، ولا يسلم أيضا مما يعرف بـ«أومولوزو» محترفي السير على الأسطح، والضباع المنتقمة التي تتبدل أشكالها، والـ«أبندولو» المقتاتين على الدماء، الذين يعتقد أنهم وراء اختفاء الفتى المفقود. ويمنح جيمس إشارة إلى الفكرة الرئيسية لروايته عندما يذكر في بدايتها: «الحقيقة يتغير شكلها، كما يأكل التمساح القمر». والكتاب يصدر عن Riverhead.

- الترشيح الخامس: «فوق الأرض، نكون رائعين لوقت قصير» أو On Earth، We are Briefly Gorgeous، للكاتب والشاعر الأميركي الفيتنامي المولد أوشن فونج، الحاصل على جائزة «تي إس إليوت». «أكتب في محاولة لوصالك». يكتب ليتل دوج، اللاجئ المولود في سايجون الذي ينتقل للاستقرار في الولايات المتحدة طفلا، يكتب مخاطبا والدته التي لا تستطيع القراءة. يتناول فونج في أولى روايته التي تشبه التعويذة السحرية سيرة ليتل دوج، وخفايا أمور العرق، والطبقة الاجتماعية، والنوع، وواقع اللاجئين، وكل ذلك عبر استعراض ليتل دوج لوقائع طفولته الحانية والعنيفة منها، وحقائق سنوات مراهقته، عندما تبادل المكاشفات الحميمية مع تريفور، زميله بالعمل. أما جدته لان فتحكي قصصا عن صباها في فيتنام، وسنوات الحرب عندما كان جسدها سببا في إبقائها على قيد الحياة، وسيرة زوجها الجندي بالقوات الأميركية الذي أصبح لاحقا جد ليتل دوج. يدير فوج تاريخ الذاكرة عبر لغة متقنة في حسيتها، فيخلق محيطا حلزونيا يجمع حكايات الابن، والأم، والجدة، والحب الأول، وبدايات تجربة الكتابة. الكتاب يصدر عن Penguin Press.

- الترشيح السادس: باولاواي أو Bowlaway، إليزابيث ماكراكين، رواية متميزة ذات طابع كوميدي تدور داخل بلدة صغيرة بولاية نيو إنغلاند الأميركية، حيث يتم العثور على بيرثا تروات، وهي فاقدة الوعي داخل مقابر سالفورد بولاية ماساتشوستس، فبدت وكأنها سقطت على البلدة من السماء. وتحكي الرواية عن تراوت، السيدة ممتلئة الجسم التي تبدو وكأنها تنتمي إلى عالم آخر. يدفعها ولعها بمضمار رياضة «البولينغ»، فتنشئ مضمارا خاصا لممارسة اللعبة، وتقوم بتوظيف شخصين، وتجمع نساء البلدة لتكوين فريق يعد الأول من نوعه لممارسة البولينغ. تقترن تراوت بليفيتيسيس سبراجو، وهو رجل أسود واسع الاطلاع من مقاطعة نيو برونزويك. أما ابنتهما ميانا، فإن موهبتها ترفعها إلى أعلى مراتب عالم الموسيقى في نيويورك. ولكن الأمور لا تسير على ما يرام إلى النهاية، فمضمار تراوت للبولينغ بدأ في جذب نوع جديد من الجمهور، وهو هذا النوع الذي يستهدف تحريم اللعبة على النساء. تستدعي ماكراكين ما يشبه اللزمات الموسيقية التي قلما يتم الاستماع لها عن النوع، والاختلافات بالبلدات الصغرى، والتطلعات، والأبعاد السحرية للحياة اليومية. الكتاب يصدر عن Ecco.

- الترشيح السابع: «ولد صغير» أو Little Boy، لورانس فيرلنجيتي. يستحضر الروائي والكاتب المسرحي ومؤسس دار نشر وبيع كتب City Lights فيرلنجيتي حضور صاموئيل بيكت وجيمس جويس وآلان جينسبرج، ومارسيل بروست في «روايته التجريبية» التي يتم نشرها بالتزامن مع عيد ميلاده المائة. فالرواية عبارة عن مزيج من السيرة الذاتية، والفلسفة والشعر. إثر مولده في برونكسفيل، نيويورك، وتنشئته لفترة من الوقت في فرنسا، فإن بطل الرواية يشهد تبعات ما بعد إسقاط القنبلة النووية على ناغازاكي. لاحقا، وفيما كان في مرحلة الدارسة للحصول على درجة الدكتوراه في العاصمة الفرنسية باريس، فكر في نفسه كــ «ما يشبه الشاعر الجامح أو الفنان». وعاد إلى الولايات المتحدة للإفراج عن مكنون صدره، بما ساهم في إطلاق ما يعرف بعهد الـBeat الأدبي في أميركا. ومن منظور خاص عقب عقود من هذه التجربة، «وفي هذا المقهى الوجودي على الساحل الأيسر»، يرى الحقيقة بـ«عينين جامحتين». هذه العاصفة من الحكي الوافر، التي تتدفق بأسلوب فيرلنجيتي الاستثنائي المنفتح والكاشف لكل شيء، تساعد في اقتناص «اللحظات البلورية من الزمن». الكتاب يصدر عن Viking.

- الترشيح الثامن: «الأشباح» أو Phantoms، كريستيان كيفير. تدور الرواية حول راي كواساكي، الذي يتطوع للقتال في الحرب العالمية الثانية، يعود إلى منزله في مقاطعة بلاسير بولاية كاليفورنيا عام 1945، ليكتشف أنه لم يعد مرحبا به. بعد مرور نحو أربعين عاما، يقوم جون فرازير، وهو طبيب بيطري فيتنامي، برحلة لاكتشاف كيف انتهت سيرة كواساكي، التي تتداخل مع تاريخ أسرة فرازير. ويستجيب فرازير لرغبة خالته إيفيلين ويلسون في أن يصبح سائقها وييسر لها زيارة والدة كواساكي، كيميكو تاكاهاشي، المقيمة في أوكلاند. فالمرأتان، اللتان كانتا جارتين من قبل، لم يقابلا بعضهما منذ أن تم ترحيل كيميكو وعائلتها عام 1942. وخلال سلسلة من الزيارات، يشهد فرازير الكشف المتبادل للأسرار التي باعدت بين العائلتين. وعبر أسلوب قصصي هو أقرب إلى القصائد المغناة، تستعرض الرواية أحزان ومشاعر الذنب المرتبطة بالحروب، ومخاطر النسيان. الكتاب يصدر عن Liveright.

- الترشيح التاسع: «المجرى القديم» أو The Old Drift، ناموالي سيربيل، في هذه الرواية الإبداعية التي تعد أولى روايات سيربيل، الحائزة من قبل جائزة كاين للقصة القصيرة المنشورة بالإنجليزية لكتاب أفارقة، تتناول قرنين من تاريخ زامبيا. تمزج الرواية ما بين أساليب القوطية والأفرو - المستقبلي. تبدأ الرواية في عام 1850، لتتبع سيرة ثلاث عائلات في زامبيا، تنحدر لمهاجرين من بريطانيا، والهند، وإيطاليا، واستقروا جميعهم عند «المجرى القديم»، أكثر بقاع المياه ركودا في زامبيا، وحيث تقطن أفواج البعوض التي تحمل داء الملاريا. حتى إن مجموعة من البعوض ترتفع صوتها ما بين الحين والآخر كراوية لوقائع الرواية. في البداية، تحكي هذه المجموعة عن «واقعة فوضى محدودة» أطلقت دائرة مدمرة تتصاعد بين أجيال العائلات الثلاث لسنوات وسنوات. وختام الرواية يتضمن «مثلث حب» بين نشطاء في عام 2050، عندما أصبحت حياة الأفراد يوثق لها عبر جزيئات مستزرعة في أجسادهم، وأسراب من الطائرات الموجهة عن بعد التي أطلق عليها اسم Moskeetoze تبدأ في نشر الكوارث. الكتاب يصدر عن Hogarth.

- الترشيح العاشر: «الأميركيون الآخرون» أو The Other Americans، ليلى لامي. دريس جوراوي يغلق مطعمه في ليلة ويقطع الطريق السريع ليلقى حتفه بواسطة سيارة مسرعة. ويأتي مقتل جوراوي ليجمع عددا متنوعا من الشخصيات، تقاوم كلها من أجل تحقيق التوازن ما بين الحب، والعائلة، والعمل. فهناك، نورا، ابنته المولودة في المغرب التي شبت لتصبح عازفة بيانو متخصصة في موسيقى الجاز، وتتخذ من أوكلاند مقرا لها. وزوجته التي تتطلع إلى الوطن في كازابلانكا. وجيرمي، محارب سابق في العراق وكان زميل نورا الدراسي. وكوليمان، محقق الشرطة المبتدئ، وأندرسون، الذي يعتبر مطعم دريس مصدر منافسة. وإيفرين، العامل غير المسجل رسميا الذي يعد الشاهد الوحيد على الجريمة. وفي الحبكة الروائية التي وضعتها لامي، نجحت في جمع صراع الإخوة، والتحقيق في جريمة، وقصة حب، والأسرار العائلية، لتقدم رواية متعددة النغمات تتسم بالحنكة والحميمية وتكشف عن الحيوات الخاصة بكل شخصية على حدة، بما في ذلك دريس نفسه. الكتاب يصدر عن Pantheon.

17 Feb, 2019 10:22:07 AM
0

لمشاركة الخبر