Skip to main content
أمل بالشفاء من تلف الحبل الشوكي.. علماء يكتشفون قدرات خارقة للديدان المفلطحة على التجدد

عندما تفقد ديدان البلانيريان (planarian) المفلطحة عينيها، فإن الأدلة الخلوية تربط عيونا جديدة بدماغها، حتى تتمكن من الرؤية مرة أخرى، فكيف تتمكن تلك الديدان من ذلك؟ مزايا مبهرة ديدان البلانيريان لا تجدد عيونها فقط، بل إنها تتميز بمواهب أخرى غير عادية، فإذا قطعت إحدى الديدان المفلطحة الصغيرة إلى النصف، فسوف ينمو النصفان مرة أخرى، مما ينشئ دودتين متطابقتين. وإذا قطع رأس دودة مفلطحة إلى قسمين، فسوف ينمو رأسان، وإذا قطعت عين الدودة المفلطحة، فسوف تنمو العين مرة أخرى. والقطع الصغيرة التي يبلغ حجمها جزءا من 279 جزءا من الديدان المفلطحة، يمكن أن تتحول إلى ديدان مفلطحة جديدة، مع مراعاة الوقت. وتنتمي ديدان البلانيريان إلى طائفة من الديدان تعرف باسم المهتزات أو المثيرات، وهي من شعبة الديدان المفلطحة، وتتميز بأن لها أهدابا تهتز فتثير في الماء تيارات دقيقة، ومن هنا جاءت التسمية.إدارة الأجهزة العصبية وسحرت عملية التجديد هذه العلماء لأكثر من 200 عام، مما دفعهم لإجراء عدد لا يحصى من التجارب لفهم كيف يمكن لهذا الكائن المعقد أن يعيد بناء نفسه من الصفر مرارا وتكرارا. وفي بحث نشر يوم الجمعة 27 يونيو/حزيران الماضي في دورية "ساينس"، كشف الباحثون عن كيفية إدارة الأجهزة العصبية للديدان هذا الإنجاز. ويشير العلماء إلى أن الخلايا المتخصصة تشير إلى الطريق الذي يمتد من الخلايا العصبية الممتدة من الأعين الحديثة النمو إلى دماغ الدودة، مما يساعدها على الاتصال بشكل صحيح. ويستنتج البحث أن الأدلة الخلوية المخبأة في جميع أنحاء جسم دودة البلانيريان، قد تجعل من الممكن للخلايا العصبية التي تنمو حديثا للدودة أن تتبع خطواتها.خلايا التجديد كانت ماريا لوسيلا سِيمون الباحثة في معهد وايتهيد للأبحاث الطبية الحيوية في إم آي تي، قد لاحظت هذه الخلايا لأول مرة أثناء دراستها ديدان "شميدتيا ميديتريانا"، وهي من أنواع البلانيريان الشائعة في المياه العذبة في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا. وقد نظر الفريق في الدراسة الجديدة عن كثب وأدرك أن بعض الخلايا المرتبطة بالتجديد تتموضع في نقاط تفرع رئيسية في شبكة الأعصاب، بين عيون الديدان وأدمغتها. وعندما زرع الباحثون عينا من حيوان لآخر، كانت الخلايا العصبية التي تنمو من العين الجديدة تنمو دائما نحو تلك الخلايا. وعندما وصلت الخلايا العصبية إلى هدفها، استمرت في النمو على طول الطريق الذي يأخذها إلى الدماغ. وتعني إزالة هذه الخلايا أن الخلايا العصبية سوف تضيع ولن تصل إلى الدماغ، ويبدو أن تلك الخلايا تعمل كمرشد من نوع ما.يقول الدكتور بيتر ريدين أستاذ البيولوجيا في إم آي تي وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة إن الخلايا الإرشادية التي تشير إلى الطريق أمام الخلايا الأخرى تلعب أدوارا مهمة في نمو الجنين في العديد من المخلوقات. وعندما تنمو معظم الحيوانات لتصبح بالغة، تكون تلك الخلايا قد اختفت منذ أمد بعيد، لكن في الديدان المفلطحة، يبدو أن الخلايا التي تؤدي هذا الدور التوجيهي موجودة أيضا لدى الديدان البالغة. يقول الدكتور ريدين إن هذه الخلايا تترتب على طول الطريق من العين إلى الدماغ باستخدام إشارات من خلايا العضلات التي تخبرها بدقة بالمكان الذي يجب أن تتواجد فيه من الجسم. أمل في الشفاء واهتم العلماء والأطباء منذ فترة طويلة بدراسة وفهم القوى المتجددة للديدان المفلطحة، وذلك من أجل المساعدة في شفاء تلف الحبل الشوكي والإصابات الخطيرة الأخرى. لذا يخطط الدكتور ريدين وزملاؤه لمواصلة البحث في الديدان المفلطحة عن الخلايا التي تعطي الخلايا العصبية المتجددة دليلا لمتابعته، ولمعرفة ما إذا كان هناك "خلايا شبيهة بالعلامات البارزة في أجزاء أخرى من الجهاز العصبي"، إذ ربما يكون الجهاز العصبي مليئا بعلامات صغيرة أخرى تظهر الطريق إلى الدماغ. المصدر : الصحافة الأميركية

11 Aug, 2020 10:27:04 AM
0

لمشاركة الخبر