Skip to main content
عشر وصايا

د. سلطان الخضور

  (1)

أي بني:

قبل أن أوصيك، أدع الله أن يهديك، ومن الحلال يعطيك حتى يرضيك، ويبعد عنك ما يؤذيك، ويكفيك شر حاسديك.

إن الفسطاط بيني وبينك كتاب الله وسنة نبي الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخلق الأنبياء، وما اتفق عليه العلماء، فتخلّق بما تخلَّق به الأنبياء وأهجر دروب الأشقياء، فالذكي من أتعظ من السابقين، وكان قدوة للاحقين، والشقي من لا يكترث بمواعظ الواعظين، ويتبع دروب الفاسدين.

(2)

أي بني:

أما وقد تغيرت الأحوال وعظمت الأهوال، وكثرت الأقوال وتبدلت الأطوار وعميت الأبصار، وبتنا في مركب تتقاذفه الأمواج وزاد الهرج والمرج، وزينت الشهوات وكثرت المحدثات، وزادت المحن وعظمت الفتن واعتل الحوار وكثر الدمار، وبات الرويبضة يتحدثون في الناس، بما ليس له في الدين أساس. فاسأل الله في الصبح والمساء، وأخلص في الدعاء، ولا تستصغرن أمرا من أمور الدين، فلسانك جزء من فيك وأصغر ما فيك، لكنه أكثر ما يؤذيك، فيحرق الحسنات كما تحرق النار الهشيم.

ولا تعظمن أمرا من أمور الدنيا، فما الدنيا إلا امتحان وما الخضوع لها إلا امتهان، فإن امتهنت الدنيا كسبت، وإن عظمتها خسرت، فاتبع ما قاله النبي، فما أتبعه الا ذكي وما خالفه الا شقي (فانتهز يومك قبل غدك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل شغلك). وأعلم أن الدنيا فانية وإن بدت قطوفها دانية، فإذا كان أمر الله لا ينفعك مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.

(3)

أي بني:

لا تسلم بكل ما تسمع، فهناك قوالون ومغرضون، ولا تستسلم الا بما هو مقنع، فهناك جهلة وأفاكون، فخذ ما توافق مع العقل أو ثبتت صحته بالنقل، ودع عنك ما كان دون ما ذكر.

جارك له عليك حق الجار حتى لو عليك جار، فاحسن عشرته وأستر عورته، وابتسم في وجهه إذا أقبل، ولا تغتبه إذا أدبر وافرح لفرحه إذا فرح واترح لترحة إذا ترح، ولا تمنن عليه أذا قضيت له حاجة أو أعنته لتجاوز فاقة.

(4)

أي بني:

من آيات الجمال، والكذب آفة الرجال، فصديقك من صدقك في القول والعمل، لا من جمل الكلمات والجمل، فكن معه صادقا، ما دمت به واثقا،إلا إذا سلك طريق النفاق واتبع سبل الشقاق وفرق الرفاق، عندئذ لا بد من الفراق. (5)

  أي بني:

لوطنك عليك حق، فأعطه من الحب ما يستحق، وأعلم أن حب الوطن من الدين، فاحفظ وطنك في قلبك إذا اغتربت،،وأعطه من عرقك إذا أقتربت، وقدم مصلحته على مصلحتك، وساهم في البناء,وأخلص له الدعاء، فصدق الدعاء من علامات الانتماء.

(6)

أي بني:

ولوالديك حق برهما وبرّ من برهما في الحياة وبعد الممات، وأعلم أن من البر القاء التحية وطرح السلام، وبشاشة الوجة وحسن الكلام، فكن حكيما وأقرأ حاجتهما من عيونهما، وتودد لهما بلطف واهتمام، وكن سندا لهما على الدوام.

وإذا مرض أحدهما او كلاهما، فادع لهما بالشفاء, وقدم لهما بيديك الدواء.

(7)

‏‎أي بني:

‏‎إذا جالست فجالس ذوي علم، فإن لم ينفعوك لن يضروك، ولا تجالس ذوي جهل فإن لم يضروك لن ينفعوك، وإن جلست فاجلس حيث انتهى بك المجلس، ولا تجلس في مجلس هو لغيرك فتضطر لتغيير المجلس.لا تحشر أنفك بالحديث إلا إذا سئلت، وإذا تحدثت فتحدث بهدوء، ولا ترفع صوتك على صوت محدثيك. تحدث بما تعرف وإلا فاستشر. قل الحق وأبق في السياق ولا تغير المساق، وإذا رويت فاروِ الحدث كما حدث، وأبتعد عن مدح نفسك أو مدح من لا يستحق، فلا يغرنك عذب اللسان، ولا تكن إمعة فتجامل ذوي شأن في مفسدة، فمجاملتهم تنقص من هيبتك، وتنال منك في غيبتك.

(8)

أي بني:

تخير إبنة الأكرمين، صاحبة الخلق والدين، الشريفة العفيفة اللطيفة، التي تحفظك في نفسها وولدها وبيتها ومالها، فإن حضرت في وجهك ابتسمت، وإن غبت نفسها حفظت، أكرمها ما أكرمتك، وأسمعها عذب القول وأرها حسن العمل، ولا تآخذها بجريرة غيرها،»فلا تزر وازرة وزر أخرى «، فلها حق كما لك حق، وكما لوالديك ولبنيك حق، فلا تظلمها في مأكل أو مشرب أومسكن أو ملبس أو ملمس، وأمسكها بمعروف ما جمعت، وعظها بهدوء إذا فرقت، وسرحها باحسان إذا أصرت، فزوجك أمانة وأسرتك أمانة، فأد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك.

(9)

‏‎أي بني:

‏‎لا الفقر عيب ولا الغنى مفخرة، فاقبل بما قسم الله لك، ولا تأخذ المعنى على التواكل , فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، واليد العليا خير من السفلى، والخشنة خير من الناعمة، فالمال يحتاج إلى من يأت به ويأتيه، وإلى من يحافظ عليه ولا يزدريه. وللفقير حق فيه، فإذا أردت أن تنال البر فأنفق مما تحب، وتصدق فالصدقة تطفئ الخطيئة، ولا تقرب ما حرم الله من الربا، فقليل حلال خير من كثير حرام، وإذا استأجرت فأعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه.

(10)

‏‎أي بني:

‏‎الأمانة عكس الخيانة، والأمانة حمل ثقيل، حملها الإنسان وأبت حملها السماوات والأرض، ومن خان الأمانة بات في مهانة، فحفظ الأمانة من صلب الدين.‏‎أحفظ عهدك إذا عاهدت، ووعدك إذا أوعدت واحفظ السر إذا أسروك، وانصح بالخير إذا استنصحوك.

 

المصدر : الدستور 

12 Aug, 2020 02:06:00 PM
0

لمشاركة الخبر