لولوة آل خليفة.. بلسم آلام المحتاجين
لم تكن لولوة بنت محمد آل خليفة، قط، مجرد فرد من الأسرة الحاكمة، أو سيدة مجتمع تسعى إلى الشهرة، وإنما كانت بلسماً لآلام المحرومين والمحتاجين، نساءً ورجالاً وأطفالاً.. شيباً وشباناً.. مواطنين ووافدين .
وكان ذلك من منطلق مبدأ تمسكتْ به طوال حياتها وحتى آخر يوم من حياتها، مفاده أن الإنسانية لا يمكن أن تتجزأ أو تفرق أو تميز. لقد وضعها القدر في طريق البحرين لتكون صنواً لمثيلاتها في العالم العربي ممن قدن هموم المرأة والطفل، وصنعن من العدم كيانات حافظت على الحقوق، وصانت الأعراض، وداوت الجروح، وزرعت التفاني والإخلاص، وجسدت إنكار الذات.
غير أن لولوة في سبيل ذلك شقـّتْ طريقها بأسلوبها الخاص، فلم تقلد العربيات الأخريات في إطلاق المسيرات والشعارات.. وإنما عمدتْ إلى «السهل الممتع».
وهل هناك أسهل وأمتع من أن يقوم المرء بغرس شتلة رعوية خيرية، ثم يتعهدها بالرعاية والسقيا بانتظام إلى أن تتحول الشتلة أمام ناظريه إلى شجرة وارفة الظلال ذات أغصان وفروع يستظل بظلها المكظوم ويأكل من ثمارها المعدوم؟ هذا تحديداً ما فعلته لولوة وثلة من نساء البحرين الرائدات يوم أن أسسن «جمعية رعاية الطفل والأمومة» التي سرعان ما فرّختْ العديد من الجمعيات والمعاهد والمراكز والمشاريع من تلك التي خدمت البلاد ولم تزل.
تاريخ الميلاد
في بدايات القرن العشرين، حينما كانت الأمية تخيم على منطقة الخليج العربي، لم يكن تدوين تواريخ ميلاد الأطفال دارجاً. وعليه لم يكن ممكناً معرفة تاريخ ميلاد لولوة لولا ارتباط ميلادها بحدث كبير في تاريخ البحرين هو افتتاح أول مدرسة نظامية لتعليم البنات، وهي «مدرسة خديجة الكبرى» التي افتتحت أبوابها في بيت عبد الرحمن الزياني سنة 1928.
أما مكان الميلاد فقد كان في المحرق، حيث كان بيت والدها الشيخ محمد بن عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة، ومنزل حاكم البحرين الأسبق الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (حكم من عام 1869 وحتى تاريخ وفاته سنة 1932).
ووصف حسين المحروس المنزل الذي ولدتْ فيه لولوة وصفاً دقيقاً في كتابه «لولوة.. سيرة الحلو والمر»، فتطرق إلى شكل بنائه وتقسيماته وما كان يجاوره، فقال إن البيت كان واسعاً، ومبنياً على الطراز المعماري الخليجي التقليدي، وتكثر فيه الأحواش «المفتوحة على السماء»، وكانت به «مجاري للدبس الذي تجود به قلاّت التمر»، وأنبوب مياه متصل بالينابيع المعروفة باسم «الكواكب» لمد البيت بالماء الحلو من البحر.
في هذا البيت ولدت لولوة، وفيه كبرتْ واستوعبتْ كنه ما يجري حولها، ولاسيما تلك الحركة الدؤوبة في المنزل منذ مطلع الشمس حتى غروبها من قبل المربيات والخدم الكثر.. فواحدة لإضرام النار، وأخرى لحلب الأبقار، وثالثة لإعداد مائدة الإفطار المكون عادة من الشاي بالحليب وخبز التنور وفنجان من القهوة، ورابعة للتنظيف، وخامسة لمرافقة الأطفال إلى مدارسهم في الذهاب والإياب، وهكذا.
كانت لولوة هي المولودة الأولى والكبرى لأبيها، وقد أطلق الأخير عليها هذا الاسم تخليداً لزوجته الأولى «لولوة بنت حمد بن عيسى» التي فارقت الحياة مباشرة بعد أن أنجبت له ابنه البكر «خليفة».
بيت فريد
حاول الأب أن يكون بيته فريداً لا يشبه بيوت الآخرين من أقرانه، فجلب له الأرائك والكراسي والمناضد من الهند، فجسّـد بذلك وعياً مبكراً بالحياة العصرية. ومن دلائل وعيه المبكر أيضاً أنه كان ذا حماس وطني متقد، ومغرماً بالأدب وهموم أمته، بدليل ترؤوسه نادياً أدبياً بين عامي 1920 و1930.
لكن رئاسته لهذا النادي جلبتْ له الصداع وأدخلته في مشكلات مع الميجور «ديلي» المعتمد البريطاني في البحرين في الفترة من 1921 ــ 1929.
وكان السبب استضافته بين الفينة والأخرى لعدد من النشطاء المحليين والعرب لإلقاء المحاضرات والقصائد الوطنية. وكنتيجة لمضايقات المعتمد له قام الشيخ محمد بن عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة، بإرسال شكوى ضده إلى الحكومة البريطانية في لندن، فلما علم ديلي بالأمر نكل به ورفاقه في النادي الأدبي وخيّــرهم ما بين مغادرة البحرين أو دفع غرامة مالية بقيمة 5000 روبية.
ومن حسن حظ الشيخ أنه كان يملك آنذاك عمارة (دكان) في وسط المنامة ذات مدخول جيد، فتمكن من دفع الغرامة المفروضة، لكنه كي يذل المعتمد أحضرها له في أكياس من الخيش مليئة بالروبيات المعدنية وأنصافها وأرباعها.
زواج مبكر
أمها هي الشيخة نيلة بنت خالد بن علي آل خليفة، وقد تزوجها والدها صغيرة بعد وفاة زوجته الأولى وزوجته الثانية، في مرحلة مبكرة من عمرها كعادة أهل الخليج قديماً، ونقلها في عشرينات القرن المنصرم من الرفاع، حيث ولدت ونشأت، لتعيش معه في بيته بالمحرق.
فعانت الفتاة الصغيرة قليلة التجربة والخبرة طويلاً جراء انتقالها إلى وسط لا تعرفه. غير أنها سرعان ما تأقلمت مع الجو الجديد ومتطلباته.
أنجبت الشيخة نيلة لزوجها ابنتهما الكبرى الوحيدة «لولوة» عام 1928 كما قلنا، ثم أنجبت له ستة من الذكور هم حسب ترتيب ميلادهم: خالد فعبد الرحمن، ثم التوأمان عبد العزيز وسلمان، ثم إبراهيم، وأخيراً عيسى الذي كان في الثانية من عمره حينما توفي والده سنة 1939.
وهكذا قدر الله أن يرحل الشيخ محمد بن عيسى إلى جواره، تاركاً خلفه زوجته الشابة البالغة من العمر حينذاك 27 عاماً لتعيش الأخيرة وحيدة لسنوات طويلة، موجهة كل طاقتها نحو رعاية وتعليم أبنائها بمساعدة ابنتها الكبرى، لولوة. لم تدخل الأم «نيلة» المدارس، ولم تسافر إلى خارج البحرين إلا مرة واحدة لأداء فريضة الحج رفقة زوجها.
لكنها ثقفت نفسها بنفسها من خلال الاختلاط بالمدرسات العربيات الوافدات، فتعلمتْ منهن ما كان يجري في مجتمعاتهن لجهة الطبخ والأزياء والسلوكيات العصرية وثقافة الاستقبال والحديث والمجالسة.
ساهمت لولوة مع أمها نيلة في رعاية إخوانها الذكور الستة فكانت بمثابة أم ثانية لهم، لكنها في الوقت نفسه كانت صديقتهم. تحدثت عن أكبر إخوانها (خالد) فقالت إنه كان ضمن البعثة الطلابية التي أرسلتها حكومة البحرين إلى القاهرة في الأربعينات للدراسة الثانوية مع تسعة آخرين.
وأضافت قائلة: «أذكر أن خالد كان مسروراً في تلك البعثة وظل يراسلنا، ويرسل صوره إلينا». لكن أحواله تغيرت، واتجه وجهة مغايرة بعد نحو سنتين من الدراسة في مصر.
ففي أعقاب لقائه وتأثره بشخص يــُدعى «أحمد صبري شويمان»، كان يصدر آنذاك مجلة اسمها «الأنصار»، ويروج لفكرة أن الإسلام انطلق من البادية العربية وبالتالي فعلى العرب أن يعودوا إلى الصحراء إذا ما نشدوا النهضة والعـُلا، أعـْجب خالد بنظرية هذا الرجل الخبيث وراح يدافع عنها، بل طبقها على نفسه بالذهاب إلى البادية السعودية حيث تزوج وعاش لنحو ست سنوات.
مرافقة الأبناء
بعد حكاية خالد، وخوفاً من تكرارها مع أبنائها الآخرين، قررت الأم «نيلة» أنْ ترافق أولادها عبد الرحمن وسلمان وعبد العزيز في رحلتهم الدراسية إلى مصر، حيث قامت بنفسها بإتمام إجراءات تسجيلهم، واستأجرت لهم بيتاً في ضاحية حلوان، بعيداً عن ضجيج القاهرة، وبقيتْ معهم ترعاهم وتشرف على شؤونهم، ثم فعلتْ الشيء ذاته مع ابنيها الآخرين، إبراهيم وعيسى، بمجرد إتمامهما المرحلة الابتدائية في البحرين. وظلت هناك، في مصر، إلى أن توفيت في 6 أكتوبر 1991 عن 84 عاماً.
لم تكتف «نيلة» بكل هذا فحسب، وإنما قامت أيضاً ــ في واحدة من تجليات شغفها بالثقافة والمعرفة، وعلامات تحررها من التقاليد البالية ــ بتحويل المنزل الذي أقامت فيه مع أبنائها في حلوان إلى صالون ثقافي يرتاده الناس بمختلف اتجاهاتهم ومناصبهم.
ما أنْ أتمتْ لولوة الرابعة عشرة من عمرها حتى تقرر زواجها من الشيخ سلمان بن محمد بن عيسى آل خليفة، خريج بيروت، الذي لمحها ذات مرة وهي في طريقها إلى مدرستها تحت عباءة مربيتها فتقدم لها، وهي من جانبها لم ترفض.
بعد زواجها، كان عليها أن تغادر المدرسة.. لقد صارت امرأة متزوجة، وبالتالي فمكانها بين النساء المتزوجات في «الليوان» وليس وسط صغار الفتيات في المدرسة، طبقاً لتقاليد ذلك الزمن.
شؤون أسرية
بقيت لولوة في بيت والديها بعد زواجها لمدة تسعة أشهر في سنة 1940 تعلمتْ خلالها مختلف الشؤون الأسرية، ثم بقيتْ أربع سنوات أخرى دون إنجاب إلى أن جاء أحدهم في الصباح الباكر يدق على باب بيت العائلة مبشراً أمها «نيلة» بأن لولوة رزقت بمولودها الأول في مستشفى الإرسالية الأمريكية بالمنامة.
كانت البشرى حول ميلاد «عائشة» الإبنة البكر للولوة وزوجها، وقد سماها الأخير بهذا الاسم تيمناً باسم والدته عائشة بنت عبدالله الزايد.
أولت لولوة وزوجها مسألة تعليم أبنائهما عناية قصوى، وحرصاً على أن يتابعا بنفسيهما مراحلها ونتائجها، مستخدمين اللين تارة والشدة تارة أخرى بحسب طبيعة الحالة.
من المآثر الأولى للولوة، والتي خلــّدت اسمها في تاريخ البحرين، تزعمها في مطلع خمسينات القرن العشرين لمجموعة من سيدات البلاد ونساء الأسرة الحاكمة، في إرسال رسالة إلى الحاكم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يطلبن فيها ترخيصاً لإنشاء «نادي السيدات».
وكان منطلق الفكرة نابعاً من جملة من الحقائق منها أن البحرين قد تقدمتْ على غيرها من دول الجوار لجهة تعليم البنات، ومنها ذهاب أول فتاة بحرينية للدراسة في بريطانيا (عائشة يتيم) سنة 1930، ومنها قيام الحكومة لأول مرة في سنة 1939 بإرسال ثلاث فتيات بحرينيات إلى بغداد لدراسة التوليد والتمريض وثلاث أخريات إلى بيروت لدراسة التربية وطرق التدريس، ومنها انتشار الأندية الخاصة بالذكور وقيامها بدور توعوي بارز، ومنها وجود أندية للسيدات في الكثير من الدول العربية، وخصوصاً مصر التي كانت الشيخة نيلة عضواً في أحدها أثناء إقامتها مع أولادها في مصر.
هذا ناهيك عن ضرورة إيجاد مكان تلتقي فيه سيدات البحرين لشغل فراغهن وخدمة بلدهن بعد الانتهاء من واجباتهن اليومية تجاه أسرهن.
لكن كيف ردت الجهات الرسمية على الطلب المذكور؟ الذي حدث كان خلاف توقعاتهن. إذ جاء رد الحاكم سريعاً بالإيجاب، لكنه كان مشروطاً بخروج نساء الأسرة الحاكمة من المشروع.
وهكذا انطلق النادي دون نساء الأسرة الأربع اللواتي غادرنه لكنهن واصلن الاتصال به سراً طبقاً لقول لولوة. وهكذا أيضاً اضطرت صاحبات المشروع إلى تشكيل مجلس إدارة النادي دون أن تكن ضمن عضواته. ظل النادي يعمل بنشاط، ويحقق أهدافه النبيلة بحماس منقطع النظير، ويعقد اجتماعاته بانتظام في مدرسة فاطمة الزهراء بالمنامة.
كان يريد التعريف بنفسه جماهيرياً وإعلامياً من خلال فعالية محددة كبيرة، فلم يجد أفضل من بدء نشاطه بإقامة سوق خيري كان ناجحاً بامتياز. ما حدث بعد ذلك هو أن رجال الدين تداعوا وضغطوا في كل اتجاه من أجل إيقاف عمل «نادي السيدات» الذي رأوا فيه منكراً وفكرة دخيلة، فنجحوا في مسعاهم.
إذ تمّ إغلاق النادي بعد مضي ثلاثة أشهر فقط من افتتاحه. غير أن لولوة علقت قائلة: «لم نتخلَ عن الفكرة فليست هي بالأمر الذي يــُتخلى عنه، لكننا سلكنا بها طريقاً آخر يــُبقي جذوتها فينا، وأهدافها قبالة أعيننا. اقتربنا من الناس أكثر: المحتاجين، المرضى، الفقراء، المساكين، النساء، ربات البيوت في منازلهن».
وهكذا، بدأت جماعة العمل الخيري هذه نشاطها، وراحت رويداً رويداً تتسع، وكثر عدد المتطوعات فيها جهراً وسراً. تقول لولوة ما مفاده أن العمل التطوعي النسائي في البحرين اشتكى منذ بداياته من انقسام النساء إلى مجموعتين لكل منهما رأي متباين عن الآخر، لكن ذلك لا يحدث عندما تدعو الجمعية لعمل كبير.
هنا تنسى المجموعة المترددة مخاوفها، وتعلو على حساسيتها. وهذا أفرحني وجعل للجمعية طريقاً واضحاً مشجعاً على الاستمرار، خصوصاً وأن سيدات البحرين كانت لهن تجربة سابقة في العمل التطوعي تعود إلى ما قبل فكرة «نادي السيدات».
ففي عام 1951 شبّ حريق في منطقة الحورة بالمنامة أتى على بيوت الحي التي كانت عبارة عن «برستيات» متراصة مصنوعة من سعف النخيل، مما ساهم في انتشار النيران بسهولة. في هذه الواقعة الشهيرة قامت مجموعة من النسوة بدور مشهود لجهة توفير الطعام والأغطية والملابس، ناهيك عن قيامهن بإيواء النساء والأطفال من ضحايا الحريق.
كما قمن بدور توعوي تمثل في تعريف الناس بمخاطر مواقد الكيروسين وضرورة إبعادها عن جدران «البرستيات». وحينما كبر العمل لاحت للولوة وزميلاتها فكرة تنظيم النشاط بأسلوب أكثر مهنية وحرفية من خلال «جمعية» معترف بها رسمياً.
فطالما أن رجال الدين تحسسوا من فكرة «نادي السيدات» خشية أن تمارس العضوات الألعاب الرياضية، فليكن النشاط من خلال جمعية للسيدات. فالأسماء ليست مهمة بقدر أهمية المحتوى والمضمون.
طلب جديد
اجتمعت السيدات الناشطات المؤيدات لإطلاق «جمعية» بدلاً من «النادي»، بهدف تقديم طلب جديد للجهات الرسمية للترخيص لهن بالحصول على افتتاح «جمعية»، خصوصاً وأنهن سمعن وقتها أن البحرين فتحتْ المجال لتسجيل الجمعيات.
وهكذا عــُقد اجتماع حضرته بعض شيخات العائلة الحاكمة وبعض زوجات رجال الأعمال وبعض التربويات وحرم مستشار حكومة البحرين السيدة بلغريف. في هذا الاجتماع تم الاتفاق على تقديم الأوراق اللازمة للجهات المسؤولة مرفقة بنظام داخلي.
وتقول لولوة إنها طلبتْ تحاشي ذكر اسم أي واحدة تنتمي إلى العائلة الحاكمة، وذلك من باب تفادي الرفض، لأن المهم حسب قولها هو «الحصول على الإجازة أولاً». وهذا ما حدث فعلاً، حيث حصلن على الترخيص اللازم في 3 يناير 1960.
فرحة لولوة وزميلاتها بهذا الكيان الجديد كانت كبيرة ولا يمكن وصفها. كيف لا وهي القائلة: «صار لنا اسم نعتز به هو (جمعية رعاية الطفل والأمومة)، أول جمعية في البحرين والخليج العربي تحصل على إشهار من هذا النوع».
1961
تقول لولوة إنها وزميلاتها عقدن أول اجتماع للجمعية في 2 يونيو 1961 بحضور 30 عضواً، من أجل التصديق على اللائحة الداخلية التي يوضح طريقة عملها، وأيضاً التصديق على قانونها الأساسي الذي يفصل أهدافها وهي: غوث الملهوف، وإقامة العاثر، ومساندة الضعفاء والمحتاجين، مساعدة الأمهات على الارتفاع بمستواهن المعيشي والثقافي والاجتماعي ليكنّ أمهات صالحات يحسـّن تنشئة الجيل الصاعد، رعاية وتنشئة الأطفال في سن ما قبل المدرسة وتهيئتهم للمرحلة الابتدائية، رعاية وتعليم الأطفال المعاقين عقلياً وجسدياً، تأهيل وتوعية الفتيات والأمهات في الريف، ورفع مستواهن المعيشي.
والحال أنه بإصرار نساء مجموعة «نادي السيدات»، وبدعم من قريباتهن وصديقاتهن وأصدقائهن وأسرهن والمؤمنين بقيمة المشاريع التطوعية وأهدافها النبيلة، انطلقت «جمعية رعاية الطفل والأمومة»، وراحت تصنع تاريخها الخاص.
1964
في ظل استقرار نظامها الداخلي، وكذا استقرار أعضائها الـ30، لكن من غير استقرار في مقر الجمعية، تنقلت «جمعية رعاية الطفل والأمومة»، من بيت إلى آخر، إلى أن كتبت عضواتها، إلى الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، خطابا حول الحصول على قطعة أرض كي يقام عليها مبنى خاص وثابت للجمعية، فسارع إلى منحهن، قطعة أرض مجاورة لمستشفى السلمانية، شيد فوقها مبنى الجمعية الأول سنة 1964 بقيمة 120 ألف روبية.
وتقول، لولوة إنها بكتْ يوم أن تمّ تجهيز هذا المبنى ورفعت فوقه اسم وشعار الجمعية. وقد حقّ لها أن تبكي بعدما رأت رؤية العين أن هدفاً من أهدافها النبيلة قد تحقق.
2016
بعد رحلة طويلة في دروب الخير والعطاء، انتقلت لولوة إلى رحاب ربها في 29 فبراير 2016، فكان ذلك اليوم حزيناً، تداعى فيه المواطنون للبكاء عليها وتوديعها توديعاً يليق بمكارم امرأة، أجمع كل من عرفها على أن مجرد ابتسامتها كان دواء شافياً، ومصدر تفاؤل، ومبعث خير عميم.
المصدر : البيان