Skip to main content
المرآة.. الساكن المدهش

محمد عويس

أجل
كان لا بُدَّ أن نفترق
وأطرق بابَ السراب ثلاثاً
حتى يؤذنَ لكِ بالرحيل
هكذا بالسهولة والصعوبة ذاتها
بلا عناق او احتراق
بلا جواب يفسّر ظُلمة المعنى
في بساطة السؤال
وأغلق باب الحياة
وأعود غريباً مُتسائلاً وَجِلاً
أتكئُ على قلبي
وأمضي في دروب الأمل بلا أمل
ويدنو الفجر
شاهداً على موتي
يا أثر الجرح الذي لا يُمحى
يا وجع البدايات والنهايات
توجعني ذاكرتي
المركونة في رزنامة السماء
و جئتك من آخر الأرض
من الطرف الآخر من العدم
بقدمين من قصب
بكل ما أملك من حنين
بكل ما يحمل القلبُ من عويل الشرق
من وهمٍ الى وهم
أبحث عن شيء
لا تقودني إليه الحواسُ
وجئتك من وادٍ غير ذي زرع
أستغيث كِسرة حياة
وأستجدي دهشة الضِدان في يدكِ
وجئت أحمل قلبي وعظامي
ودمي الذي لا يضيء
أهذا أنا
وكأنّهُ ظلي
وكأنّهُ عبرَ من قلبي الطوفان
وكأنهم يومئون برؤوسهم على الفاجعة
فاسألي القرية التي كنا فيها
والطاعنين في امتهان السكوت
والمتأخرين عن الحياة
و الذين يذهبون الى المجهول
ونسوةَ المدينة اللآتي يشربنَ
وجعَ الذين يموتون بلا وطن
وأسالي الحزنَ
في صدري كم لبِثَ
أعدني يا الله
الى طمأنينة الماء
قبل أن يغادرَ النبعُ
الى صخبِ المدينة
و قلق الأرصفة
حين غادر الرفاق
الى عُتمة الأبد
يا غواية الريح
يا غربة الدمع
لي نشيج الثقلين
ولك كل هذا الصمت.

 

 

المصدر:الدستور

03 Sep, 2020 02:23:13 PM
0

لمشاركة الخبر