Skip to main content
يوسف زيدان: تبقى الأمم التي لها كتاب وتتلاشي من لا تكتب تاريخها

قال الدكتور يوسف زيدان، إن تاريخنا شاهد على مئات الآلاف والملايين من الحروب الأشد والأكثر فتكًا من تلك الحروب التي نراها في الوقت الراهن، ومنها «الاجتياح المغولي، وقتال العرب لبعضهم البعض، والمسلمين لمن على نفس دينهم، وهى الحروب التي ذهب ضحيتها الآلف.

وتسائل«زيدان» خلال الحلقة الأولى من برنامجه «متواليات»، المُذاع عبر شاشة قناة الغد، مساء أمس الأحد. إذا كانت المآسي لا تفني الناس، فلماذا اختفت جماعات أقل وأكثر عددًا وعدة من هؤلاء العرب الموجودين اليوم؟، وما الفارق بين جماعات إنسانية ضخمة ديموجرافية مثل الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليين وغيرهم مما أخبرنا التاريخ أنهم كانوا أمم عظيمة؟، ولماذا اختفت هذه الجماعات وأعُلنت وفاتهم، ولماذا لم يختفى اليهود وهم عبر تاريخهم الطويل الممتد لألفين عام، كانوا جماعة قليلة العدد، وفي معظم الأحيان قليلة العُدة. فما السر الذي جعلهم حتى الأن لم يُعلن وفاتهم؟.

وتابع «زيدان»، أن الإجابة هي أن من يكتب لا يموت. وأن خبرات التاريخ الإنساني تدُل على ذلك، فالشعوب التي تلاشت من الوجود، يجمع بينها أنها لا تكتب، وليس لها كتاب، وأن من بقي من تلك الأمم هى الجماعات التي لها كتاب.

وأكمل «زيدان» أن التوراة في الزمن السكندري، سبقتها اليهودية قبل ذلك بسبعة قرون، ولم يكن هناك من يعرف اللغة العبرية. وأن اليهود أنفسهم لم يستطيعوا قراءة كتابهم المقدس، مضيفًا: «لكن ظل الكتاب موجود، وعندما قام فلون السكندري بالترجمة السبعينية للتوراة وشرح الآيات التوراتية شرحًا رمزيًا، بعث الحياة في هذه الأمة.

وأكد «زيدان» أنه ما دامت الأمة العربية لديها نص مكتوب وكتاب ممثل في الكتب السماوية والإنتاج الأدبي، فأنها قد تضمحل وتعاني لبعض الوقت لكنها لا تختفي من الوجود ولا يُعلن وفاتها أبدًا، لأنها أمه كتبت ومن يكتب لا يموت.

 

 

المصدر:الشروق 

08 Sep, 2020 12:54:29 PM
0

لمشاركة الخبر