Skip to main content
من هو هارون الرشيد ..في ذكرى توليه الخلافة؟

احتفالاً بذكرى تولى الخليفة العباسى هارون الرشيد، خامس خلفاء بنى العباس، بدلا من أخيه الأكبر الهادي بعد مقتل الأخير، إذ بويع الرشيد بالخلافة ليلة الجمعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي (14 ربيع الأول 170 هـ / 14 سبتمبر 786م) وكان عمر الرشيد وقتها اثنتين وعشرين سنة. وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف تمتد من وسط أسيا حتى المحيط الأطلنطي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحازمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال شاقة، ومتابعة الأمور مجهدة.
 من هو هارون الرشيد:

رجل من ألمع الرجال وعلم من أهم الأعلام، وخليفة من أشهر خلفاء بني العباس الذين أديل لهم من بني أمية، فحكموا من سنة 132هـ/751م إلى سنة 656هـ/1258م، وواحد من أكثر الذين نسب إليهم من القصص والنوادر ما تجاوز الواقع بكثير.
ورث الحكم عن أخيه الهادي الذي كان حاول إكرهه على التنازل عن ولاية العهد فقتل بالموصل بتحريض من أمه الخيزران، في دار الحريم، فلما آلت الخلافة عليه انصرف إلى استئناف حروب الروم البيزنطيين الذين كان جاهدهم، وهو لا يزال حاكماً على المقاطعات الغربية، فبلغ أبواب القسطنطينية، ومن ثم انصرف إلى المشرق والمغرب، فأقر الأمن في المقاطعات الفارسية، وولى الأغالبة في شمالي أفريقية، وقامت بينه وبين شارلمان ملك الفرنجة علاقات ود وصداقة...
قمع الفتن، وقضى على الحركات المناوئة لسلطانه في طول البلاد وعرضها، بدءاً من بلاد المغرب وأفريقية، مروراً ببلاد الشام والعراق، وانتهاءً بخراسان.
اتسعت في عهده رقعة الدولة العباسية حتى بلغت حدود بلاد الروم، وبلاد ما وراء النهر، وهي البلاد الواقعة إلى الشمال من نهر جيحون، ومن مدنها بخارى، وسمرقند، وطشقند، فازدهرت التجارة والصناعة والزراعة، وربت الأموال، وشاعت بضاعة شراء الجواري والإماء، وراجت صناعة الألحان والغناء...
قرب إليه الشعراء وتواضع للوعاظ والزهاد، وحفل بلاطه بمذكرات الفقهاء والعلماء.
صفح، وعفّ، وعفا، حيناً.. وبطش وانتقم حتى من أدنى قرابته، وخاصة رجال دولته، وحاشيته، حيناً آخر... أقبل على الحياة الدنيا تارة، متوافراً على الأخذ بزينتها، مسرفاً في البذل والعطاء حتى ضربت في إسرافه الأمثال وأدبر عنها فما رؤي إلا وهو في طريق الحج، مصلياً، عابداً، زاهداً، تارة أخرى.
ذلك الرجل هو هارون الرشيد، خامس الخلفاء العباسيين، فإليك أيها القارئ هذا الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه، قسم من بعد هذه المقدمة ومن بعد تمهيد أوجز الحديث عن كيفية انتقال الحكم إلى العباسيين، قسم إلى فصول سبعة هي التالية: 1-خلافة الرشيد، 2-الغزوات والفتن والثورات، 3-نكبة البرامكة، 4-مجالس الشعر والأدب، 5-مجالس العلم والوعظ، 6-مجالس الغناء، 7-المسامرات والنوادر.
هذا، وقد روعي في هذه الدراسة التي اعتمد فيها على المصادر التاريخية والأدبية المعتبرة، روعي قدر الإمكان الالتزام بمبادئ المنهج التاريخي التصويري الوصفي الذي قد لا يخلو أحياناً من التعليق أو التعقيب، ومن بعض الشرح والتفسير والتحليل أو التعليل.

 

 

المصدر: البوابة 

14 Sep, 2020 11:59:20 AM
0

لمشاركة الخبر