Skip to main content
أسيد صبحة رشفات

أسيد صبحة رشفات

 

 

هي رشفةٌ
وأتوه في تلك التفاصيل العتيقةْ
كرذاذ ساقيةٍ تناثر فوق صحن الورد
فوق مياسمٍ أخياطها تبدو رقيقةْ
هي رشفة من قهوةٍ يترسب البن الثقيل بقاعها
كهموم قلبٍ اتخمت فيه السنون رواسباً
وتفوح رائحةٌ لتوقظ في القلوب عيون أحداثٍ عميقةْ
غارت بجب الأمس في قنواته
لتصب تروي في القلوب رياضها
أيكاتها وغصون روضات البلاد تشابكت
والروح في جنباتها تاهت
تفتش عن ظلال ذواتها
وتماهت الأشجان في الحفيف
فالروح تنشد من نضارة روضة الاوطان
بعض ربيعها
من بعد أن شاخت ببيداء الشتاتِ
تجوبها ريح الخريف.
(2)
هي رشفةٌ
ويجيء ذاك الصوت من عمق الزمان
مترددٌ منه الصدى
كالدلو يُلقى في سحيق البئرِ
مرتطمٌ بغور مياهه
والوارد الظمآن منتظرٌ زُلال الماء يملؤ دلوه
والدلو يطفو فوق سطح الماء
منه دوائرٌ تغدو تحرك صفحة الماء الرقيقةْ
فينال منها الدلو ممتلئ
غلالةُ صحنهِ حملت جميل الذكرياتِ
يعب منها الظامئ الولهان
يغسل قلبه
فالذكريات بلاسمٌ لشغافه تغدو رفيقةْ
هي رشفة
يتمازج الماضي وسهوة ساهم فيها
وأبخرةٌ يذوب مذاقها في نكهة الأشجان للأوطانِ
للحقب الأنيقةْ.

 

 

المصدر:الدستور

11 Oct, 2020 02:44:25 PM
0

لمشاركة الخبر