Skip to main content
ويفز في القلب النشيد

ويفز في القلب النشيد

 

مريم الصيفي
قلبٌ تفطَّرَ، والهمومُ ثِقالُ *** وسماؤنا العلياءُ ليسَ تُطالُ
حُلُمٌ تبعثرَ في فضاءاتِ المدى *** وتكسَّرَتْ مِلْءَ الدروبِ نصالُ
والصَّبرُ طالَ وأُمنياتٌ غُيِّبَتْ *** وتناثرتْ مِلْءَ الرِّياحِ رمالُ
وترامت الأطرافُ في صحرائنا *** والطَّوقُ يُطبِقُ، والخلاصُ محالُ
وتكاثفتْ ملءَ الثُّقوبِ حقائقٌ *** والشمسُ ليس يصدُّها غربالُ
ذهبتْ أماني العمرِ في وادي السُّدى *** وتراكمتْ في الخافقين ظلالُ
ما أطولَ الليلَ البهيمَ إذا هوى *** نجمُ التمنِّي حين غابَ هلالُ
تتعمَّقُ الحسراتُ ملءَ قلوبنا *** والطَّودُ يهوي، والفناءُ مآلُ
والليلُ يذوي في ظلامِ سِنِيِّهِ *** والنجمُ ومضٌ خافتٌ ينثالُ
تتراكمُ الآهاتُ ملءَ صدورِنا *** والحزنُ سرمدُ والأسى قتَّالُ
يا فجرُ هل لليلِ قرْبُ نهايةٍ *** تحدو الأماني كي يطيبَ منالُ
ويفزُّ في القلبِ النشيدُ مُغرِّدًا *** فيعِنُّ في تغريدِهِ الموَّالُ
وتعودُ للأرضِ التي ظلَّتْ لنا *** نورًا عليهِ تُعْقَدُ الآمالُ
وبهِ خطانا تستضيءُ بسيرها *** وإلى مرابعِها تُشَدُّ رحالُ
نطوي صحائفَ من يخونُ ويعتدي *** ونسيرُ في الدّربِ التي تختالُ
بكرامةِ الحقِّ المبينِ وينجلي *** بالعزِّ وعدُ اللَّهِ وهو يُنالُ
ويزولُ حزَنٌ من قلوبٍ أينعتْ *** بنضارةِ النّصرِ الذي ينهالُ
مُتلألئًا في موجِ أفراحِ المنى *** متناثِرًا في أرضِنا يختالُ
وتشعُّ أنوارُ السَّني ملءَ الدُّنى *** ويصولُ في ساحاتنا الخيَّالُ
كوفيَّةٌ تزهو على أكتافهِ *** للنَّصرِ يشدو والمنى الموَّالُ
وتزغرِدُ الآمالُ ملءَ ربوعِهِ *** وطنُ الأماني، والبهاءُ جلالُ
ويؤوبُ كلُّ الحاقدينَ بحقدِهمْ *** خابتْ مساعيهمْ ،وخابَ الفالُ
فالنصرُ للحقِّ المبينِ مُقَدَّرٌ *** مهما قستْ وتبدَّلتْ أحوالُ
ويظلُّ وعدُ الله وعدًا صادقا *** فاستبشروا بالنصرِ يا أبطالُ
فالأرضُ ما زالت تحنُّ لأهلها *** ومقدساتٌ صانها أجيالُ
ويخيبُ مِنْ نحوَ العدوِّ تدحرجتْ *** خطواتهمْ قد ساقها ختَّالُ
ويقودهمْ نحوَ التسابقِ في الخنا *** متغطرِسٌ متآمرٌ دجَّالُ
يتهافتونَ على تتبُّعِ خطوهِ *** لا عاشَ، بل لا عاشت الأنذال
سيظلُّ أهلي للكرامةِ شعلةً *** تسمو ضياءً كي يُجابَ سؤالُ
يا شعبيَ الحرَّ الأبيَّ تصبُّرًا *** فغدًا يَكُونُ الفتحُ والأنفالُ

 

 

المصدر: الدستور

11 Nov, 2020 11:16:50 AM
0

لمشاركة الخبر