زهرة البندقية

الشاعرة نسرين أبوالرب
أفقْ، استفقْ
انهضْ من جرحك المخبوء في جوف الليالي.
حدثيها لا تبالي، لا تبالي
إنه فيروسٌ مُستبدٌ وطاغٍ
وكل طاغٍ عبر الزمان إلى زوالِ..
كيف على الزهر تجرّأ!
والحُمى باتتْ في العظامِ
فاستحالتْ النفس مُسّهدةً
وإلى الله المُشتكى...
وعميق السؤالِ.
وغدا الليلُ عليلاً، طويلاً
والصبحُ أسفر لايحمل
إلا آهاتٍ للسماءِ
لا تحاري يا زهرة البندقية
ففي ثوبك المسكونُ بالأوجاع.. جُلّ المعاني
وروحي باتتْ عليلة..
مِنْ غير علةٍ والأمل عند الله
إرتقاءٌ للمعالي
أفقْ.. استفقْ
انهضْ..
مِنْ جرحك المخبوء في جوف الليالي.
أنتِ والبندقية جيشٌ من
الحب والسلام والمآلِ
ومن بين يديك يولد الغيثُ
ويزهر القلب بعد الداء العُضالِ...
اخبريني كيف ارتقيتِ إلى
رئتيها في جنح الليالي!
والبندقية مُشرّعة لكل من
يجرح الزهرة في الحقيقة
والخيالِ...
أخبريني كيف طُفتِ حول مخْدعها تدّعين القوة
وأنتِ بعون الله يا كورونا
إلى زوال...
إلى زوالِ...
واستحال الكون في عينيّ
رمادياً، مُدْلهِماً...
وصار البِشْرُ صعْب المنالِ
وتلاشتْ من حولي نسائم
الصَبا وأريج الأقحوان
يا زهرة البندقية لا تبالي..
لا تبالي..
فالله يرعاك في الجهر والسر وفي درب الشفاءِ
ماحيينا الزهرة والبندقيةُ
دربٌ للحب والعطاء والتسامي..
يا صفاءً يا ضياءً للفؤادِ
وتلاشتْ الكورونا
والسنونو حلّقَ إلى
عالي الجبالِ...
واستحال الكلامُ في جوفنا
شهداً وأكثر،وترامى
المنثور على النهرِ بدلالِ
وانتشى الكونُ ربيعاً وضياءً
بعد طول اعتلالِ.

المصدر: الدستور