Skip to main content
في الكورونا

فـــي الكـــورونـــا

.

 أحمد أبو حليوة
في الكورونا...
لا علاقةَ للحاضرِ القريبِ
بكلِّ ما مضى منْ عمرٍ
رجلٌ ضاجعَ امرأةً لا يعرفُها وولَّى
امرأةٌ لعوبٌ أنجبتْ طفلاً لا تعرفُ أباهُ
تركتْهُ على دكةِ الدّنيا وغادرتْه...
***
في الكورونا...
لا قيمةَ للوقتِ
ولا فرقَ بينَ الفرقِ
بينَ أنْ تصبحَ مساءً
أوْ أنْ تمسيَ صباحاً
كمنْ يسقي زهوراً بلاستيكيةً
ينتظرُ نموَّها المستحيلَ
وحَمْلَها الكاذبَ للثمار...
***
في الكورونا...
الفرحُ زائفٌ
قصيرٌ كقبلةٍ
يختلسُها عاشقانِ في مصعدٍ لطابقَين
صغيرٌ
كحديثِي الولادةِ
ومختصرٌ
كربعِ ساعةٍ يقضيها سجينٌ معْ زوجتِهِ
وبينَهُما نافذةٌ وقضبانٌ وزجاج...
***
في الكورونا...
الموتُ مختلفٌ
والحزنُ مؤقتٌ
لا طعمَ مالحٌ للدمعِ
لا رائحةَ للفقدِ
فقطْ عندَ طقوسِ الجنازةِ
نحيا الموت
وبُعيدَ الموتِ نحيا
كأنَّنا ما متْنا...
***
في الكورونا...
لا يسألُ النّهارُ الشّروقَ عنْ شمسِهِ
لا يكترثُ الليلُ لغيابِ النّجومِ عنْ وجهِهِ
لا يعودُ النّهرُ آبهاً بضفتَيه
تفقدُ الأشياءُ أشياءَها
تختزلُ الحواسُ ذاتَها
فتغدو ككفيفٍ
لا يعنيهِ طولُ التّغزّلِ
بلونِ عينَيه...

 

 

المصدر: الدستور 

 

14 Nov, 2020 02:50:34 PM
0

لمشاركة الخبر