Skip to main content
الفرنسيون قتلوا البنيوية

الفرنسيون قتلوا البنيوية

 

بدأت البنيوية بوصفها استراتيجية بحث عقلاني في أعمال جاكوبسون وآخرين، في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، إلا أن هذه الاستراتيجية انطوت على عيب أساسي، نشأ مما دعاه «ليونارد جاكسون» في كتابه «بؤس البنيوية الأدب والنظرية البنيوية» بالبؤس المنطقي في نموذج اللغة الأساسي، وهذا العيب هو عدم كفاية هذه الاستراتيجية وقصورها في تفسير وقائع اللغة ذاتها، فما بالك بوقائع الأدب أو المجتمع.

ومع ذلك كانت البنيوية استراتيجية علمية عقلانية، حين التقطها كلود ليفي شتراوس في الأربعينات، لتجبر في فرنسا في الستينات على سلوك سبيل المواجهة مع فلسفة الذات الفرنسية، وهكذا يكون الفرنسيون هم المسؤولون، ليس عن إبداع البنيوية (كما هو شائع في بريطانيا وأمريكا) وإنما عن موتها.

يؤكد المؤلف في الكتاب الذي ترجمه إلى العربية ثائر ديب، على أن النظرية الأدبية الحديثة قامت على أعمال كل من ماركس وسوسور وفرويد، غير أن ما تأسس على تلك الأعمال كان بنية فوقية شاسعة من النظريات والتناقضات عن المجتمع واللغة والذات الإنسانية، وكانت كفيلة بأن تدهش تماماً أولئك الثلاثة، الذين قامت عليهم، والنظرية الأدبية الراديكالية الجديدة، تثير التزاماً محموماً لدى البعض، إلا أنها تربك غير الملتزمين، وتغضبهم بقدر ما تفتنهم، والسؤال المطروح هو: هل هذه الميتافيزيقا المتناقضة ضرورية لفهم الأدب؟ هل تنطوي على أي معنى في الحقيقة؟


 

 

 

المصدر: الخليج

    29 Nov, 2020 04:13:24 PM
    0

    لمشاركة الخبر