بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
شعاعٌ من كيب تاون
(إلى السيد شهيد بن يوسف ستكالا الذي سار من كيب تاون إلى القدس مشياً على الأقدام)
* أحمد بشير العيلة
في كيب تاون
قام شعاعٌ يبحث عن قلبٍ كي يسكن فيه
سار طويلاً بين نصوص الصوفيين ينير معاني وحروف العارف مثلي
وطار كثيراً حول الأرواح الباحثة عن الآفاق
كنتُ رفيقاً لسعادته وهو يسير إلى دمعته
كنتُ موازٍ لمسيرته أزرع سطر قرنفل قربه
كان يناديني حين يجوع
أطعمني من خبز يسوع
أمضي وحدي ليلاً عبر مئات الأفكار
أعجن منها خبز وجودي
فوق الجمر اللائق بي
من كيب تاون
كان يناديني حين يحاول أن يفهم معنى الحب
فأسير وحيداً لبلادي
أغرس دمعي فوق طريقٍ لا يفهم حزني
أين بلادي يا الله
تمتد الرحلة فوق ثقافاتٍ لا أدركها
ناديتُ رفيقي الضوء بأن يصحبني في رحلته الكبرى
من كيب تاون إلى الأقصى
فركبت براقَ الشوق
وفتحت خرائط أفريقيا واحدةً إثر الأخرى
ورفيقي يسألني طول الرحلة
فأنا العارف بالأوطان
وهو سؤالٌ لا يهدأ..
..
من كيب تاون نحو الأقصى
كنتُ أحاول أن أزرع أحزاني في الغابات
وأسير إلى الله يتيماً من حزني
وحيداً حتى من منفاي
كسيراً في كفيّ قصائد مرجاي
دمّاعاً كي أروي الضوء بيمناي
محتاجاً قطرة مطر من سقف الأقصى
ترويني في آخر عمري
لا تحسب عمري يا الله
فالعمرُ يُقاس بقربي لفلسطين
ومضيتُ حزين
..
من كيب تاون نحو الأقصى
أعرف أن الله يرافقنا
بل ثالثنا في رحلة روحي
كنتُ أسير
وكان شعاع الضوء يسير
كنتُ أطير
وكان شعاع الضوء يطير
كنتُ أحير
وكان شعاع الضوء يحير
كيف سندخل بوبات القدس بلا جيشٍ معنا
قال الله سأدخلها معكم
سرنا ليلاً ونهاراً
على الأقدام وبالأجنحة المتعَبة وفوق بساط الأحلام وفوق الريح الدافئة الصاعدة من الأوهام
سرنا
لا زاد لنا إلا الشوق
لا ذكر لنا إلا الحب
لا أكسجين سوى الذكرى
نحتاج رئات الأهل جميعاً
وقلوب الأهل جميعاً
ودموع الأهل جميعاً
كي نصل القدس.
...
من كيب تاون
قال شعاعٌ إني مثلك أبحث عن قدسٍ لكياني
إني مثلك أعبر ألفَ سماءٍ لا تحملني
تحملني – مثلك – زهرة صبّارٍ في الركن الأيمن من سور القدس
أنت العارف – مثلي – بالرحلات إلى فلسطين
تعرف أني لن أكتمل سوى بالقدس
لن ابتسم سوى بالقدس
لن أصبح ضوءًا
إلا لو سرتُ على الأقدام
من كيب تاون
نحو فلسطين
في أجمل عرس. »كحقل مليء بالفراشات» رواية جديدة لياسمينة صالح
المصدر: الدستور