Skip to main content
مكتبة قطر تحتفل بجهود الشيخ جاسم بن محمد في خدمة التراث

مكتبة قطر تحتفل بجهود الشيخ جاسم بن محمد في خدمة التراث

 

 

في إطار احتفالات دولة قطر باليوم الوطني، قدمت مكتبة قطر الوطنية محاضرة عن جهود مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في نشر وطباعة الكتب.

وتناولت المحاضرة أوضاع التعليم بقطر في عصر الشيخ جاسم من خلال الكتاتيب ومجالس العلم، كما تناولت عناوين الكتب التي طبعها مؤسس دولة قطر على نفقته الخاصة ووزعها على طلبة العلم في قطر ونجد والعراق.

وولد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في حدود عام 1242 هـ -1827 م، ونشأ في "فويرط" (شمال شرقي قطر)، وهناك تعلم القرآن وعلومه والفقه والشريعة، والفروسية ومهارات الصيد والقنص. وفي عام 1876 تولى إدارة الحكم في قطر إلى جانب والده، الذي تقدمت به السن.

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 1878 خلف والده على الحكم، بتأييد شعب قطر، فتمكن من تثبيت دعائم الحكم الوطني بزعامة آل ثاني.

وتناولت المحاضرة -التي قدمها اختصاصي البحوث في المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية وليد عبد الواحد- الحياة العلمية التي رافقت حقبة الشيخ جاسم، حيث عرفت قطر في عهده بأنها كانت مقصدًا للعلماء وطلبة العلم، فلم يكن الشيخ جاسم يختص بتوفير الكتب لطلاب العلم في قطر فقط، بل امتدت جهوده في ذلك إلى نجد والعراق، ويتضح ذلك من خلال مراسلات الشيخ جاسم مع علماء نجد والعراق.

وحسب ما يشير إليه المحاضر، فقد قام الشيخ المؤسس بطباعة العديد من الكتب، وكذلك شراء الكتب المطبوعة، وكان يتم إرسالها وتوزيعها لصالح طلبة العلوم الدينية، وأقام الشيخ جاسم بن محمد مجموعة أوقاف تتكفل بالصرف على طلبة العلم وتعمير المساجد ودور العلم والقائمين عليها.

والشيخ المؤسس اشتهر بقرض الشعر، وله ديوان شعر نبطي خلّد فيه مآثره، وهو مصدر لسيرته ومسيرته في مرحلة فاصلة من تاريخ قطر، ومن أشهر قصائده "كعبة المضيوم"، ووصفه الزركلي (في الأعلام) بالشجاعة والفصاحة والحزم والعلم.

وقال عنه الشيخ محمود شكري الألوسي في "تاريخ نجد" "وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مَبرّات كثيرة على المسلمين، وله تجارة عظيمة في اللؤلؤ، وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة".

 

 

وخلال عهد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني راج تداول الكتب فيما كان يُعرف باسم "مجلس العلم"، وكانت تلك المكتبات تنتشر في مجالس البيوت القطرية، وفي الكتاتيب كذلك. وفي زمن الشيخ جاسم كان في قطر عدد من الكتاتيب التي تُدرس فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم، وظلت تلك الكتاتيب مكانًا للعلم.

ومن أهم تلك المدارس التي أثبتت جدارتها في قطر في مطلع القرن العشرين 3 مدارس: مدرسة الشيخين الرحباني وحمدان، اللذين قدما من نجد، وكان يدرس فيها القرآن الكريم وأصول الدين وبعض مبادئ العربية. وكذلك مدرسة الشيخ محمد الجابر، وهو من أهالي قطر، وأسس كُتّابه لتدريس المواد السابقة نفسها مع بعض مبادئ النحو العربي. وكذلك مدرسة الشيخ حامد الأنصاري، وهو من أهالي قطر أيضًا. وكان حضور هذه الكتاتيب عامًّا لكل الأطفال من مختلف الطبقات من الجنسين حتى سن العاشرة من دون تفرقه.

 

وفي تلك الفترة، كانت توجد المدرسة الرشيدية (متوسطة)، وهي نظامية وتُدرس القرآن الكريم واللغة العربية والحساب على الطريقة المتبعة في المدارس العثمانية، وهي مؤلفة من 3 صفوف ابتدائية، و3 فصول متوسطة، وكان مقرها الدوحة، ولم تجذب تلك المدارس أبناء قطر فقط، بل جذبت كثيرين من أبناء الإمارات الخليجية المجاورة. وورد في كتاب دليل الخليج (لمؤلفه لوريمر) أنه كانت توجد نحو 15 مدرسة ابتدائية في قطر عام 1310هـ الموافق 1892م.

وقدمت المحاضرة نموذجين من مراسلات الشيخ جاسم مع علماء نجد، تتعلق بإرساله الكتب وطلب توزيعها، بالإضافة إلى أوقافه المخصصة للصرف على العلماء وطلبة العلم.

وعرضت المحاضرة ديوان الشيخ جاسم للشعر النبطي المطبوع في الهند عام 1907، وهو من مقتنيات المجموعة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، وكذلك مخطوط خُط خلال حياة المؤسس يتضمن 3 قصائد من قصائده الشعرية، ثم عُرضت مجموعة من عناوين الكتب الوقفية للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الموجودة في المعرض الدائم بالمجموعة التراثية.

 

 

المصدر: الجزيرة 

19 Dec, 2020 11:33:27 AM
0

لمشاركة الخبر