"تعالى معى إلى أوروبا" رحلات فى منتصف القرن ال 20
"تعالى معى إلى أوروبا" رحلات فى منتصف القرن الـ 20
نقرأ معا كتاب "تعالى معى إلى أوروبا" لفرج جبران هو خلاصةُ أسفار ورحلات قام بها المؤلف لدول القارة الأوروبية (ما عدا روسيا) فى منتصفِ القرن العشرين، فأبهرته طبيعتها الخلَّابة ولفتَ نظرَه ما عليه أهلُها من نظامٍ وحبٍّ للعمل، فنفَضوا غبارَ مَعاركِ الحربِ الهتلريةِ وأصمُّوا الآذانَ عن دعواتِ الانتقام، وقرَّروا التفرغَ لإعادةِ بناءِ ما هدَمته آلةُ الحرب، فلمَّا جنَحوا للسِّلمِ وجَّهوا جُلَّ طاقاتِهم لمجالاتِ الصحةِ والتعليمِ وتنميةِ اقتصادِهم المُنهَك، فظهرتِ النتائجُ سريعًا ولمسَها الكاتبُ بنفسِه فى أثناءِ زياراتِه لتلك الدُّول؛ حيث ارتفعتْ مستوياتُ معيشةِ المُواطن، كما أصبحت تلك البلادُ قِبلةً سياحيةً عالَمية.
كتاب
يقول الكتاب :
أعتقد أن من أعظم ما حقَّقته فى حياتى تلك الجولات التى قُمت بها فى ربوع القارة الأوروبية حتى تمكنت من زيارة جميع دولها — باستثناء روسيا — فلقد تعلَّمت كثيرًا ودرست كثيرًا فى هذه الأسفار، لا شك أننى أفدت منها أكثر من المدرسة.
إننى لم أكن أقنع فى أسفارى بأن أَمُرَّ بالعواصم أو المُدُن الكُبرى أو الأماكن الجديرة بالزيارة فى الدولة التى أزورها، وإنما كنت أهتم بأن أتغلغل إلى داخل الحياة نفسها، وأدرس طباع الناس وعاداتهم، وأتعرف برجل الشارع وأتحدث إليه وأسأله رأيه فى مُختلف المسائل، وكثيرًا ما كنتُ أُقابل بعد ذلك بعض الرجال الرسميين فأتحدث إليهم من جديد فى نفس المسائل.
ومن أعظم ما كان يُساعدنى فى أسفارى أننى كنت لا أحل بدولة من الدول إلا بعد أن أكون قد قرأتُ عنها الشيء الكثير، وكان يطيبُ لى بعد أن أحل بها أن أُقارن بين ما قرأت وبين ما أراه بعينى أو أسمعه بأذني! وكانت هذه القراءات خير مُساعدٍ لى على الاستمتاع بالرحلة إلى أقصى حدود الاستمتاع.
وقد وجدت المكتبة العربية فى حاجة إلى كتاب يَضُمُّ هذه الدراسات للدول المختلفة ليقرأه السائح قبل السفر أو أثناء السفر، فيعرفُ شيئًا عن الدولة التى يزورها وشيئًا عن أهلها، ورأيت أن أضم إلى هذه الدراسات الأماكن الجديرة بالزيارة فى كل دولة من دول أوروبا، وخير ما يمكن أن يُشترى منها.
وجدير بنا، وقد زالت قيود السفر، وأصبح الاتصال بالخارج أسهل مما كان قبلًا، أن نهتم بالأسفار ونوليها عناية كبرى، بل ويجدر بنا، قبل أن نُسافر، أن نقرأ ونتدبر ونقارن حتى يمكن أن نفيد من السفر وننال من ورائه ما نرجو من نفع ومتعة.
المصدر: اليوم السابع