جنى العمر ديوان جديد للشاعر سعيد يعقوب يتوج مسيرة حافلة بالعطاء
جنى العمر ديوان جديد للشاعر سعيد يعقوب يتوج مسيرة حافلة بالعطاء
صدر في عمان عن دار الخليج للنشر والتوزيع ديوان جديد للشاعر الأردني سعيد يعقوب، بعنوان «جَنَى العُمُرِ» يقع الديوان في 372 صفحة من القطع الكبير، وهذا الديوان يمثل سيرة شعرية للشاعر، ووثيقة اجتماعية وثقافية وأدبية وتاريخية، يرصد فيه الشاعر علاقاته بعدد كبير من الشعراء الأردنيين والعرب.
وقد قسم الشاعر الديوان قسمين يكادان يكونان متساويين، القسم الأول عُنِيَ بجمع القصائد التي أهداها الشاعر لأصدقائه من الشعراء، أو لمن هم في منزلتهم من أهل الفضل وارتبط بهم لسبب من الأسباب، من أمثال حيدر محمود وصلاح جرار وسليمان المشيني ونضال برقان وزهرية الصعوب وفوزية شاهين وعبد الله الخطيب وغيرهم كثير، أمَّا القسم الثاني فقد جاء متوافرا على القصائد التي أُهْدِيَتْ للشاعر، من شعراء أردنيين أو شعراء عرب، على امتداد رقعة الوطن العربي الكبير، من عُمان إلى المغرب، نقرأ من بينهم أسماء محمود عبده فريحات ومصطفى خضر الخطيب وسليمان المشيني ومحمد البياسي وعزمي الصالحي ومحمد نصيف ومحمد فايد عثمان والأخضر رحموني وغيرهم.
وقد كتب مقدمة هذا الديوان الشاعر والناقد اليمني الدكتور إبراهيم طلحة أستاذ اللسانيات الحديثة في جامعة صنعاء، ومما جاء في هذه المقدمة: «...وإذا كان «النَّص وثيقة نفسيَّة أو اجتماعيَّة أو تاريخيَّة أو فكريَّة أو أخلاقيَّة، وقيمته في تحقيق هذه الصِّفة» كما يقول إبراهيم السعافين وخليل الشيخ في كتابهما (مناهج النص الأدبي الحديث)، فإنَّ الشَّاعر سعيد يعقوب في نصوص هذا الدِّيوان قد استطاعَ أن يصِلَ إلى هدفهِ بحسب هذه الرُّؤية.
لقد أكَّد يعقوب في قسمَي هذا الدِّيوان حقيقة أنَّ الشَّاعر هو شاهد على العصر والزَّمان، وناطق بلسان حال الفرد والمجتمع، معبِّرًا ومعبَّرًا عنه، أو على حَدِّ تعبير النَّاقد الفرنسي موريس نادو : «كان فنانًا كاملاً» والفنان الكامل - بحسب نادو - هو «الإنسان الذي يمكنه أن يعبِّر عن العالَمِ وعن نفسه، في وقتٍ واحدٍ معًا»، كما قال في مذكِّراته....»
ويضيف الناقد إبراهيم طلحة في مقدمته ما نصُّهُ: « ..(جنى العُمر) تتويجٌ لرحلة عطاءٍ وترجمةٌ لمواقف وفاء.. إنَّه ديوانٌ شِعرِيٌّ ومرجعٌ تاريخيٌّ وسيرةٌ أدبيَّة.. إنَّه مُعادِلٌ موضُوعِيٌّ للأعمال الكاملة التي أشرنا إلى تدشين الشَّاعر لها في العام 1985م بالعلائيات، ثم تصاعدت وتيرتها في العام 2007م ،بالدُّرِّ الثَّمين، ومنذ ذلك العام وإصدارات الشَّاعر تعبُر الحدودَ والقلوبَ بما فيها من أشواقٍ وقسماتٍ عربيَّة، ووعودٍ وورود، وأنداء وأنواء، وأعذاق وأعلاق، ونسمات أردنية وصولًا إلى رباعيَّات سعيد يعقوب ومسرحيَّاته.
إنَّ معجم سعيد يعقوب الشِّعريَّ اللُّغوي معجمٌ باذخٌ وثَرِيّ، ولأنَّ اللُّغة الشِّعريَّة تتأثَّر بشخصيَّة الفرد الاجتماعيَّة على حدِّ وصف الدكتور تمَّام حسان، فإنَّ لُغة سعيد يعقوب في دواوينه كلِّها ـ وهذا الدِّيوان منها ـ لغةٌ صادقةٌ وعليا، وخدمَهُ في التفرُّدِ بها تكوينُه الثَّقافي الرصين....»
ومن أجواء الديوان نقتطف الأبيات التالية التي أهداها معالي الدكتور صلاح جرار وزير الثقافة السابق لصديقه سعيد يعقوب وأنشدها في مركز إربد الثقافي:
قد خانني فيكَ تعبيري وأسلوبي
ولم أعوِّلْ على قصدٍ ومطلوبِ
وقد قصدتُكَ عرفانًا وتكرِمَةً
وكيفَ أنْكِرُ إحْسانَ (ابنِ يعْقوبِ)؟!!
إلى (سعيدِ بنِ يعْقوبٍ) مضَتْ رُسُلِي
تُهدي تحيَّاتِ مُشْتاقٍ لِمَحْبُوب
أشعارهُ بمذاق الشَّهد إن قُرئت
وهي الشِّفاء لمهمومٍ ومكروبِ
طابت وطابَ لها وزنٌ وقافيةٌ
حتَّى غدَتْ في مَداها خيرَ مرغوبِ
قلائدٌ تأسرُ الأسْماعَ روْعَتُها
لأنَّها صدرَتْ عن قلْبِ موهوبِ
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر سعيد يعقوب من مواليد مدينة مادبا عام 1967 تخرج في الجامعة الأردنية وعمل في حقل التربية والتعليم وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية وأصدر ستة وعشرين ديوانا شعريا منها نسمات أردنية ومقدسيات وقسمات عربية وعبير الشهداء وغزة تنتصر وله مسرحيتان شعريتان هما ورد وديك الجن وميشع ملك مؤاب المنقذ ودخلت أشعاره في المناهج الأردنية والفلسطينية وتناولت أعماله درسات نقدية في مجلات محكمة ووضعت عنه عدة مؤلفات منها كتاب قسمات عربية في الميزان للدكتور مصطفى خضر الخطيب وكتاب سعيد يعقوب شاعرا وإنسانا للناقد والباحث فوزي الخطبا والبناء الفني في شعر سعيد يعقوب للباحثة آية البنا.
المصدر: الدستور