خالد فوزي عبده ديوان الهريس الثقافي يستذكر الشاعر الراحل
خالد فوزي عبده ديوان الهريس الثقافي يستذكر الشاعر الراحل
استذكر ديوان الهريس الثقافي الشاعر الراحل خالد فوزي عبده، في الأمسية التي أقامها بوم الاثنين الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي (زووم)، وشارك فيها كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه.
وفي مستهل الأمسية قدم نضال برقان نظرة طائرة على مجمل تجربة الشاعر الراحل خالد فوزي عبده، الذي غيبه الموت في عمان في 26 كانون الأول 2017، وقال: كان الراحل عضوا في اتحاد الكتّاب والأدباء، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية/ مكتب الأردن، ودارة المشرق للفكر والثقافة، من أعماله الأدبية: «عندما تغنّي الجراح»، «شموع لا تنطفئ»، «زهور لا تذبل»، «نفحات أردنية»، «علامات على الطريق»، «عندما ينزف الشعر»، «قوس قزح»، «إليك يا نابلس»، «نجوى الشعر»، «أغاريد روح». ثم قرأ برقان مقطعا من قصيدة للشاعر الراحل بعنوان (حديث التراب ) وفيها يقول: «ليت شعري ماذا يقول التراب/ فهو صمت يضج فيه الخطاب/ إنما للتراب أجلى بيــــان ما احتوى نطقه الفصيح كتاب..».
القراءة الأولى في اللقاء كانت للشاعر الجزائري محمد مشلوف، الذي قرأ قصيدة بعنوان «ثورة الأوجاع»، ومنها: «جعلتِ الشّـوق والحرمان يختصمان دون دروعْ/ وعشّاقا ضحايا بعد وأدِ مشاعرٍ ودموعْ/ فَرُحْتُ أمجّد الذكرى وأشعل فيك ألف شموعْ». «عكفتُ أُخلِّدُ العشّاق كل العم كالشّهـــداءْ/ أعلّــم حكمة الأشـــواق عند ضلالة الأهــــواءْ/ وكيف سقاية الأوجــاع تشعل ثورة العظمــاءْ». «أحاربُ لهفتي للحبِّ منذُ غرقتُ في الأهــــواء/ وأصلبُ فرحتي وأعودُ مبتسما بلا أشـــــلاء/ فهل أصطادَ خُلْدَ الحبِّ بعد تفكّك الأسمـــاء». «وقلبي في صلاةِ اليأس يخشعُ باكيا منفــــاهْ/ لِيُرْجِعَ طيفهُ المنبوذَ مِنْ هَجْــرٍ إلى مـــــأواهْ/ فهل سيعودُ بعد طفولةٍ شاخت على دعــــواهْ؟».
وتاليا قرأ الشاعر نايف عبد الله الهريس قصيدة بعنوان «الصلاة على النبي»، وفيها يقول: «على لحد خير الخلق والمللِ/ قفا نبك منأى خاتم الرسلِ/ فإن غاب عن عين فمنزله/ بقلب أضاء الشمس بالحمل/ وآيات ذكر الله فاتحة/ لتتلى بقلب راهب النبل/ بأزكى صلاة لا انقطاع بها/ على سجدة الإيمان والمثل/ حنايا تصد الظلم أسهمها/ ونشابها بالقوس لم يزل/ ولكن صدى الرحمن مكنها/ برأس كرأس الشمس مشتعل/ نبال الحنايا للصلاح ندى/ محلى بغيث القول للعمل/ فيا حامل الجاه العظيم لنا/ لك المدح شمس الله في حلل..».
كما شارك في اللقاء الشاعر عبد الرحمن المبيضين بقصيدة بعنوان «إلى المتنبي»، قال فيها: «الخــيلُ والليــلُ ولّــتْ لم تَعُــــــدْ تُرَمُ/ والسَّيفُ والرُّمحُ والقـِـرْطَاسُ والقَـــلمُ/ فاليـــــوْمَ يَلعُـبُ فَيـْــــروسٌ بِديرَتِنــا/ قَـدْ أنهَــكَ النّــاسَ فالأبطــالُ تَنْهـَــزِمُ/ مــا عادَ للسَّيــفِ دَورٌ كيْ نـَـلوذَ به/ أو عَــــادَ للــــرُّمـحِ أدوارٌ فينْـــتقِــمُ/ حتّى القَــرَاطيسُ ما عُــدْنا نُطَالُـعُها/ قد جَفّــتْ الصُّحفُ لا حِبـْرٌ ولا قَلـمُ/ أين المَــدارسُ فالأبـْـوابُ مُغْــلغَـــةٌ/ أين المَســاجِدُ لا شَيــْــخٌ ولا خَــــدَمُ/ ولا صَـلاةٌ بوقْـتِ الفجْـرِ نشْهَـدُها/ ولا دُعــاءٌ ولا ذِكْـــــرٌ ولا كَلـِــــمُ/ كيْفَ السَّبيــلُ وقـد مَاتَـتْ مَجَالسُنا/ فلا يُـــعَزَّى الـذي أودَى له رَحِــمُ..».
من جانبها قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة بعنوان «الأم» من ديوان «سابر الخضم» للشاعر نايف الهريس، ومطلعها: «عكاز روحي ونبض الدمّ منسجم/ قدسية في رحاب الأمّ ترتسم/ أمومة في (دما) التكوين نابضة/ في وردها الروح بالإبداع تتسم..».
وقرأ الشاعر صبحي الششتاوي مجموعة من القصائد، ومنها قصيدته «تصريح الدخول»، وفيها يقول: «أحبُّكِ/ كعاشقٍ في المنفى/ يحملُ جوازَ سفرٍ مثقوباً/ وصورةً مختومةً بحبرِ الماضي/ شابت الحروفُ والتواريخُ/ فوق أوراقِ السنين/ عبرْتُ الحدودَ مثلَ السحابِة/ أمطرَتْ هنا وهناك/ قُتِلْتُ ألفَ مرةٍ/ لأني لا أحملُ تصريحَ الدخولِ/ أحبُّكِ/ مثلَ مهاجرٍ يبحثُ عن وطن/ عن وطنٍ فى المنفى معقودٍ/ وقلبي وطنٌ غيرُ مسكونٍ..».
كما شارك في اللقاء الشاعر خليل حسين اطرير، عبر ثلاث قصائد، في واحدة منها يقول: «يخوض غمار دنيانا فريق/ له فوز أو اخفاق عراه/ فهذا جده حصد الأماني/ وذاك لطيشه سهم رماه/ ألا من أدبر التوفيق عنه/ فإن (دخانه) لبى هواه/ أيرجو من (لفافته) نجاحا/ وسهم التبغ لون من عماه؟/ وكان لهاتف العشاق شان/ يخيّب كل مرجو بناه..».
واختتم الشاعر نصر بدوان القراءات بقصيدة بعنوان «فوق ما اكتنز النرجس» وفيها يقول: ليخبرني أحد/ كيف تنبثق القصيدة من سراب؟/ وكيف تعانق الأفلاك مداراتها وتنفض عنها غبار الطلع لنصير شهدا خالصا يلامس الشفاه النائمات لتصحوا على جمر يغرد في الدماء/ كما صهيل العاديات على شرفات المساء؟/ على وقع حوافرها في السهل/ ترشق في ضفائرها/ فيما يشبه النزوات آن الاحترام/ بفرحة عذرية/ يملؤها شبق الاشتهاء/ بعض ما قالته القصيدة/ حين الحنين ينمق أسماءه/ وينقش بالحب/ حال التباعد سفر اللقاء».
المصدر: الدستور