Skip to main content
جيش الشهامة في يوم الكرامة

جيشُ الشّهامة في يوم الكرامة

 

يفخرُ الأردنيون جميعا بالقواتِ المسلّحةِ الأردنيّةِ الممثلة بالجيشِ الأردنيّ، هذا الجيش الذي سطّر على مرّ التاريخ المئويّ للدولة الأردنية إنجازات وبطولاتٍ ستبقى مرصّعة بحروفٍ من نورٍ في سجلّ الدّولة الأردنيّة، فقد أدّى رسالته الوطنيّة على خيرِ ما يُرام، وقدّم للوطن صورًا من البطولة والإقدام والتّحدّي في شتّى الميادينِ، ليظلّ مع تقدّم المملكة الأردنيّة الهاشميّة شامةُ عزّ وفخارِ وبطولة، رافعًا بيارقَ المجد والسؤدد، ومنتشيًا بما حقّق من بطولاتٍ.

فالمؤسسة العسكريّة الأردنيّة مثال على الالتزام بالقسم الذي قطعوه أداء للواجب، وانتماء لثرى الأردنّ الطّهور، وتأديةً للعمل العسكريّ الجادّ الذي تعلّموه في مصنع الرّجال، ليكونوا على أهبة الاستعداد دائما لمجابهة العاديات وصروف الدّهر، مؤمنين بالدّفاع عن الوطن بالمهج والأرواح.

وقد كانت معركة الكرامة التي يصادف ذكراها في الحادي والعشرين من شهر آذار من كلّ عام مثالاً ظاهريّا ساطعًا على البطولة والثبات والوفاء للوطن، فقد خاضَ رجال الجيش الأردنيّ معركةً حاسمةً للتاريخ، مدركين أنّ النصر قابَ قوسين أو أدنى إذا ما قاتلوا ببسالةٍ وبإيمانٍ مطلقٍ بالله دون خوفٍ أو وجلٍ، فكان ذلك ديدن المقاتلين من القادة والضباط والجنود، إذ كانوا على قلبِ رجلٍ واحدٍ، يقاتلون عدوّهم كأنهم بنيانٌ مرصوصٌ، يشدّهم حبّهم للوطنِ ليستبسلوا في القتال غير آبهين بما لدى عدوّهم من إمكاناتٍ ومقدّراتٍ عسكريّة وعُدَّةٍ وعتادٍ.

وقد جرت أحداث المعركة في منطقة غور الأردنّ، وامتدّت من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت، تلك المنطقة الضاربة في جذور التاريخ، فقد مرّت عليها ممالك كثيرة كالآدومية والمؤابية والعمونية والآرامية والأشورية ومملكة الأنباط واليونانية والفارسية والرومانية والبيزنطية، فعندما جاء الإسلام بفتحه الكبير وحّدها تحت رايته، وأكبر شاهد على ذلك وجود مقامات الصّحابة ومنهم: أبو عبيدة عامر بن الجراح، وضرار بن الأزور، وشرحبيل بن حسنة، ومعاذ بن جبل، وغيرهم.

ومع بداية معركة الكرامة كان رجال الجيش الأردني بالمرصاد للعدوّ الإسرائيلي الّذي شنَّ هجومًا واسعًا في منطقة نهر الأردن، وقد حشد جيش العدوّ كلّ إمكاناته لإنهاء المعركة لصالحه في أسرع وقتٍ ممكنٍ، وليحقّق مطامعه في محاولة وضع موطئ قدم له على أرضِ شرقي النهر باحتلال مرتفعات السلط، وتحويلها إلى حزامٍ أمنيٍّ لإسرائيل.

كانَ الجيشُ الأردنيّ على علمٍ بمخطّطات جيشِ العدوّ، فما أن ارتفعت أصوات المدافع معلنةً بدءَ المعركة حتى هبّ رجال الجيشِ هبّة واحدةً للدّفاع عن الأرضِ والعرضِ، فدارت معركة عنيفة تمكّن الجيش الأردني فيها من تدمير عددٍ من دبابات العدوّ الإسرائيليّ، وإيقاع الخسائر بين صفوفِ مقاتليه، وزرع الخوفِ في قلوبهم، وهدم الرّوح المعنويّة لديهم.

لقد كان الجيش الأردنيّ جيشَ شهامة وبسالةٍ بامتيازٍ في معركة الكرامة التي ظلّت ماثلة بأحداثها أمام الأعين، يتحدّث عنها الجيل تلو الجيل، مستذكرين في هذا السياق رسالةً القائد الراحل الملك الحسين بن طلال لمنتسبي القوات المسلحة بعد المعركة، حيث قال:

« لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا، ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية، كل ذلك بفضل إيمانكم، وبفضل ما قمتم به من جهد، وما حققتم من تنظيم، حيث أعدتم إحكام حقوقكم وأجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم، وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط، وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين، يحمى بسواعدكم ويذاد عنه بأرواحكم، وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم».

 

 

 

المصدر: الدستور

21 Mar, 2021 10:38:06 AM
0

لمشاركة الخبر