Skip to main content
مؤتمر دبي الدولي للنشر يدعو لإنشاء قاعدة بيانات للكتب العربية

انطلقت صباح أمس، في فندق الإنتركونتيننتال فعاليات مؤتمر دبي الدولي الأول للنشر، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للآداب بالشراكة مع الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وذلك بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مؤسسة الإمارات للآداب، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، ونائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة الإمارات للآداب، وعبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومنصور المنصوري المدير العام للمجلس الوطني للإعلام، وديفيد بيري مدير مؤتمر دبي الدولي للنشر، وإيزابيل أبو الهول مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب.
قرأ عبدالرحمن الشيباني الكلمة الرسمية للمؤتمر، مؤكداً فيها أن تنظيم مؤتمر دبي الدولي للنشر، يأتي تماشياً ودعماً لقانون القراءة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي إطار جهود المجلس التنفيذي لإمارة دبي ومؤسسة الإمارات للآداب اللذين يتبنيان السياسة الوطنية للقراءة ويعملان على ترجمتها واقعاً ملموساً في الدولة.
وقال الشيباني: «إن هذا المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في دبي وفي منطقة الخليج العربي، يجمع على مدار يومين نخبة مميزة من قادة قطاع النشر في العالم وفي المنطقة، ويتيح فرصة مهمة لبناء علاقات صحية ومنتجة بين مختلف الأطراف ذات العلاقة بصناعة النشر، والاستفادة من لقاء خبراء النشر من الشرق والغرب على منصة واحدة».
وأشار الشيباني إلى أن صناعة النشر شأنها شأن أي صناعة أخرى، لا يمكن أن تزدهر إلا بضمان شفافية كاملة فيما يتعلق بطرق أداء عملها، وبناء الثقة بين الأطراف المشتركة في هذه الصناعة وبالأخص بين أهم مكونين وهما الكاتب ودار النشر، ومن مظاهر هذه الشفافية توفر البيانات والأرقام الدقيقة حول حجم المبيعات والأسواق التي تستهدفها وحجم الطلب المتوقع، لأن توفر البيانات التي ينبغي أن تكون متاحة للجميع هو عنصر أساسي في إيجاد بيئة مواتية لازدهار هذا النشاط الحيوي، وشرطاً لا غنى عنه لجذب المواهب التواقة للإنتاج الأدبي من جهة والمستثمرين الحاملين لرسالة النشر والثقافة من جهة أخرى.
وشدد على الفكرة الداعية لإنشاء قاعدة بيانات خاصة بالإصدارات باللغة العربية على غرار ما هو معمول به في الإصدارات بلغة أخرى، بحيث يكون الرقم الدولي المعياري للكتاب مرجعية مفيدة تستخدم في الحصول على كافة البيانات الخاصة بهذا الإصدار أو ذاك، بما في ذلك الأرقام الدقيقة حول المبيعات، مضيفاً أن إنشاء قاعدة بيانات يصب في مصلحة كافة الأطراف بما فيها الناشر والكاتب والموزع وصاحب المكتبة والمهتمين من الباحثين والمؤسسات الرسمية وقبلهم جميعاً في مصلحة القارئ والمثقف.
وختم الشيباني بالقول: «إن تعزيز صناعة النشر ورفع تنافسيتها في العالم العربي هو الضمانة الوحيدة لرفد السوق العربية بإنتاج فكري وأدبي على أسس مستدامة، بما في ذلك أن تكون هذه الصناعة قادرة على مواكبة الاتجاهات الحديثة في النشر الإلكتروني والنشر الصوتي وتطوير المنصات المختلفة للوصول إلى القارئ، لتروي ظمأه للمعرفة والثقافة».
بدورها قالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد: «نهدف إلى جعل الإمارات مركزاً ثقافياً عالمياً، ونشر ثقافة القراءة يعد جزءاً لا يتجزأ من هذا الهدف، فالمبادرات والمشاريع كمؤتمر دبي الدولي للنشر تؤسس لحوارات مهمة بين خبراء إقليميين ودوليين في القطاع، الأمر الذي من شأنه أن يرتقي بمعايير النشر في الدولة وعلى مستوى المنطقة أيضاً، وبالتالي يحسن نوعية المحتوى الإبداعي ويستقطب جيلاً جديداً من القرّاء».
في حين أكدت إيزابيل أبو الهول، أن المؤتمر فرصة لتعزيز التواصل بين الناشرين العرب والغربيين وتبادل الأفكار والآراء عن واقع صناعة النشر، وليس من قبيل المصادفة أن يقام المؤتمر خلال شهر القراءة لعام 2017 في الإمارات، بالتزامن مع مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث يتم تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه النشر في خلق مجتمع متعلم ومثقف، كما يهدف المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين إلى إثراء تجربة الناشرين والمحترفين لرفد ثقافة القراءة في المجتمع المحلي والإقليمي، حيث يوفر المعرفة التخصصية في مجال النشر وأساسياته مستهدفاً بذلك الناشرين المستجدين في الساحة الثقافية.
تشتمل فعاليات المؤتمر على جلسات الحوار وورش الخبراء لتدريب المشاركين على المهارات الأساسية في عالم النشر، وجلسات لمناقشة الطباعة والنشر الرقمي والمسموع، ومناقشة إمكانات توفير كتب للقرّاء من ذوي الإعاقة البصرية، وجلسة خاصة بترجمة الكتب، وذلك استكمالاً لمؤتمر دبي للترجمة الذي عقد في أكتوبر من العام المنصرم، لمناقشة أهمية تبادل الأنماط الأدبية الروائية وغير الروائية من خلال الترجمة، وتتضمن الجلسة اقتراح مجموعة من عناوين منتخبة باللغتين العربية والإنجليزية لترجمتها.
وقد شهد اليوم الأول عقد عدة ندوات حوارية، بينها ندوة «دور الناشرين العالميين في صناعة النشر في عالم اليوم» قدمها ريتشارد تشاركين، تحدث فيها عن كيفية مواكبة النشر للتغير المتسارع ومتعدد اللغات الذي تركته التكنولوجيا الرقمية على عالم الثقافة والتعليم والبحث.
أما ندوة «نشر أكثر الكتب مبيعاً..دراسة تطبيقية» والتي قدمتها كارول تونكينسون، فتناولت تجربة نشر كتاب «البست سيلر» وما هي التحديات التي تنشأ لدى دار النشر مع هذه الكتب، سواء من حيث محاولة تأمين العدد المهول من النسخ والتي يجري طلبها باستمرار، أو من ناحية شكل الإصدارات وتنوع صيغها لتصل إلى أكبر جمهور ممكن.
وتحدثت تونكيسون عن تجربتها في نشر كتاب «الرشاقة في 15 دقيقة» لمؤلفه جو ويكس، وهو أحد نجوم مواقع التواصل الاجتماعي التي يقدم فيها وصفات غذائية صحية سهلة التحضير، كما يتميز بأسلوبه الخاص والفريد الذي يحمل روحاً من المرح والدعابة، وقد حقق هذا الكتاب مبيعات كبيرة وتصدر القوائم مع مبيع مليوني كتاب خلال 13 شهراً، وتمت ترجمته إلى 25 لغة مختلفة.
وقدم أدريان جرينوود محاضرة بعنوان «استراتيجيات النشر الكبيرة لدور النشر الصغيرة والمتوسطة» ناقش خلالها أفضل الطرق لبيع الكتب وتسويقها في الشرق الأوسط، وما هي سبل نجاح أو انتشار دور النشر الصغيرة، والتي بدأت حديثاً في عالم صناعة الكتاب، وكيف لهذه الدور أن تدرس منافذ التوزيع، وتضع استراتيجية محددة وخطة عمل للسنوات الثلاث الأولى على الأقل، وتدرس عدد العناوين التي يمكن أن تعمل عليها وعدد النسخ الواجب طبعها من كل عنوان.
وشارك كل من فهد المعمري، ود. أحمد العمران الشامسي، ومحمد الفريح في جلسة «الابتكار في النشر لذوي الإعاقة البصرية»، وناقشوا خلالها كيفية تقديم الأعمال الفكرية والأدبية الكلاسيكة والحديثة عبر وسائل مثل لغة برايل، والوسائل السمعية، والحروف الكبيرة، وغيرها من التقنيات التي تسمح لأصحاب الإعاقة البصرية، من الاطلاع والمواكبة والحصول على كل ما يبتغونه من معلومات دون عناء.

الخليج.

06 Mar, 2017 12:20:17 PM
0

لمشاركة الخبر