Skip to main content
«أطفال كبار» قراءة مبتكرة في الهواء الطلق

دور ربة البيت لا يقل أهمية عن دور المرأة العاملة في بناء الوطن والأجيال، ووجودها في المنزل لا يعني أنها غير منتجة، فغدير علي، امرأة فاعلة من موقعها كأم تربي ثلاثة أطفال وتدرس الماجستير ولها مؤلفات ومن بينها «همسات فكر» و«علمتني أمي وعلمتني فجاءت الحياة وأدبتني»، وليس هذا وحسب، بل إنها صاحبة مبادرة مجتمعية نوعية لتعزيز اللغة العربية، اسمها «أطفال كبار» وهدفها تشجيع الصغار على القراءة في الهواء الطلق بأسلوب مبتكر وجديد، بما يعزز الهوية والانتماء للوطن ويوطد علاقة الصغار مع الكتاب.

مسؤولية

تقول غدير علي لـ«البيان»: تسجيل الأبناء في مدرسة مرموقة وذات تكلفة باهظة، ليس مبرراً لتقاعس بعض الأهالي عن الاهتمام ببناء شخصيات أبنائهم وتطوير مهاراتهم، والاكتفاء برمي هذه المسؤولية الكبيرة على المعلمين والإدارة المدرسية، لاسيما أن مشاركة الطفل بالأنشطة الجانبية في المدرسة، لا تضمن صقل جميع جوانب شخصيته بالطريقة السليمة، بسبب عدد الطلبة الكبير.

تواصل

وتابعت: يدفع كثير من الآباء والأمهات أبناءهم للانتظام في دورات السباحة أو الكاراتيه أو التدريبات الرياضية أو صفوف تعليم الموسيقى والعزف أو حصص الكمبيوتر وغيرها، بهدف تشجيعهم على تكوين هوايات أو اكتشاف مواهب معينة لديهم، ولكنهم يغفلون عن أهمية تحفيزهم على القراءة واتخاذها كهواية محببة، والمؤسف أن هناك أطفالاً بالصف الثاني الابتدائي لا يفهمون اللغة العربيــة، ما يجعلهم عاجزيـن عـن التواصل مع غيرهم ويؤثــر سلبـاً علـى ثقتهـم بأنفسهـم.

ملاحظات

وحول مبادرة «أطفال كبار»، قالت: لاحظت أن أبنائي يعانون من التأتأة أثناء القراءة ولا يشعرون بانجذاب تجاه الكتاب كما هو الحال مع التقنيات التكنولوجية الحديثة، ثم إنه من الصعب في الوقت الحالي إقناع طفل بإمساك كتاب والتحدث باللغة العربية، وحتى لو وُجد هذا الطفل القارئ فإنه يميل إلى قراءة الكتب باللغة الإنجليزية.

وتابعت: من خلال التواصل مع صديقاتي وجدت أن الجميع يعانين من المشكلة ذاتها مع أبنائهن، وحينها قررت مواجهة هذا التحدي عبر إطلاق مبادرة «أطفال كبار» تحت شعار «جيل يقرأ ليعي.. ويعي ما يقرأ»، بجهد شخصي.

جلسات

وبسؤالها عن أهداف المبادرة، لفتت غدير إلى أن حث الصغار على التحدث باللغة العربية وحبها واستخدامها، يعزز الهوية والانتماء للوطن والاعتزاز بالتاريخ ويوطد العلاقة مع الكتاب، أما عن آلية التنفيذ فقالت: نظمت منذ انطلاق المبادرة قبل 6 أشهر وحتى يومنا هذا 4 جلسات قراءة في الهواء الطلق و12 جلسة داخلية بمشاركة أكثر من 30 طفلاً، وقد توزعت الجلسات على عدة أماكن عامة ومن بينها: المكتبة العامة في الشارقة وحديقة المجاز وقناة القصباء.

وأضافت: يشارك في كل جلسة 7 أطفال كحد أقصى، وذلك بهدف دراسة سلوكهم التفاعلي ورصد مواطن القوة والضعف لدى كل طفل، ويتخلل الجلسة مسابقات متنوعة وألعاب تعليمية بعيدة عن التكنولوجيا، وهدايا تحفيزية، وكل ذلك لترسيخ أن تعلم اللغة العربية والقراءة أمر مسل وممتع ومفيــد بالوقــت ذاتـه.

تحديات

وعن التحديات التي تواجهها، أوضحت أن التعامل مع أطفال من جنسيات متنوعة وخلفيات اجتماعية مختلفة، وتشجيعهم على التعارف والتعاون ضمن فِرق، لم يكن سهلاً، وقالت: يشارك حالياً في الجلسات القرائية أطفال متقاربون من حيث المرحلة العمرية والتعليمية، ريثما يتم تحضير مستوى متقدم للمسابقات للأطفال فوق سن 12 عاماً.

نتائج

ساهمت مبادرة «أطفال كبار» في رفع نتائج التحصيل الأكاديمي للأطفال، حيث لاحظت الأمهات تحسن مستوى أبنائهن في اختبارات الإملاء والخط والخطابة، كما ظهرت ميول لدى البعض نحو التمثيل، أما البعض الآخر فبرزت موهبته في مجال الإلقاء.

صحيفة البيان.

11 Mar, 2017 01:38:10 PM
0

لمشاركة الخبر