Skip to main content
تباين مستويات الشعر ظاهرة صحية

تؤمن الشاعرة هنادي المنصوري أن أغراض الشعر بتنويعاتها، تحمل رسائل مجتمعية هادفة، وبذا فإنه لا بد من توظيفها في أسمى وأجدى الغايات.

وعلى هذا الأساس، فإنها تؤكد أنه من واجب الشاعر وقصيدته، الانحياز إلى قضايا المجتمع والوطن، كأولوية، وفي مقدمة ذلك: مواساة أمهات الشهداء.. وحث الشباب على عمل الخير، بعيداً عن الانغماس التام في أحوال الغزل الذي خلق، كما ترى، جيلاً خيالياً لأبعد الحدود. وتشدد هنادي على ضرورة حرص شعرائنا على اختيار المفردة المتزنة البعيدة عن أية شبهات أو معانٍ غير متماشية مع أعرافنا ومعتقداتنا المجتمعية.

قصص ومواقف وآراء كثيرة، في جعبة «بنت السيف»، تنثر مضامينها وضاحة في حوارها و«حبر وعطر» «البيان».

دعم واحترام

هنادي المنصوري أو«بنت السيف».. أيهما أقرب إليك وأحب؟

كلاهما معاً. فلكل منهما مكانة وذكرى في قلبي.

لماذا الاسم المستعار، ومتى أعلنت عن اسمك الحقيقي؟

الاسم المستعار أعتبره (غطاء جميلاً) يشكّل حماية لكل شاعرة استخدمته من المتطفلين والمضايقات. أنا كتبت باسمي المستعار تماشياً مع ظروف الفترة التي نشرت خلالها قصائدي؛ فلم أرغب أن يعرف اسمي أحد، آنذاك، حفاظاً على خصوصيتي؛ وكي لا أحرج أحداً من أهلي الذين رفضوا كتابتي للشعر في بداية مسيرتي الشعرية. ولكن، بعد أن اطلع والدي على إحدى قصائدي الوطنية في تلك الفترة؛ بادر إلى تشجيعي، بل وأخذ كتاباتي إلى دار نشر للاستشارة بغرض نشرها في كتاب. وأذكر جيداً رحلة أبي الأسبوعية إلى الصحف ووسائل النشر المتعددة لنشر كتاباتي في الملاحق والمطبوعات الشعرية المتنوعة. وبعد انتشار اسمي وحضوري في الساحة الشعرية، وبالتالي غدوت معروفة بين الشاعرات والشعراء، عقدت العزم على تدوين كتاباتي باسمي الحقيقي حفاظاً على حقوق النشر أيضاً. إذ اكتشفت أن هناك كمّاً هائلاً من قصائدي في شبكة الإنترنت والمنتديات دُوِّن بأسماء أشخاص آخرين بل وبعضهم تقمص لقبي الخاص. ومع انطلاقة صحيفة (هماليل الأدبية) ومشاركتي الأستاذ خالد العيسى في تأسيسها، بمشاركة جمع طيب من الأسماء المهمة، تشجعت لاستكمل مسيرتي الشعرية باسمي الحقيقي.

ما سبب تحفظك على الظهور في الأمسيات الشعرية العامة، واقتصار مشاركتك على الأمسيات الأدبية النسائية؟

عُرضت علي دعوة للمشاركة في برنامج «شاعر المليون» منذ زمن.. ولكنني لم أستطعها لظرف خاص. وفي العموم، فإن تحفظي بشأن الظهور في الأمسيات الشعرية العامة سببه ودافعه احترامي الشديد لرغبة وتفضيل عائلتي بألا أشارك في الأمسيات المختلطة. وأنا سعيدة بهذا، إذ لا يمكنني الاستهانة بمشاعرهم وبناء طموحي فوق وخارج نطاق رغبتهم وما يطلبونه.

إلى أين؟

ما الرسالة التي يحملها ويقدمها الشاعر في سبيل خدمة مجتمعه؟

الشاعر لسان حال أمته وديوانها.. بإمكانه توظيف قصائده لمصلحة مجتمعه بالمبادرة في كتابة ما يفيد الآخرين ويدعوهم إلى حب الوطن الولاء الصادق والعطاء، وإلى عمل الخير ومساعدة الآخرين ومحاربة الظواهر التي لا يتقبّلها المجتمع والإنسانية. أنصح الشعراء الآن، وفي هذه الأيام التي نعيشها، أن يتركوا الغزل جانباً ويحاولوا الكتابة في أغراض أخرى جديدة، مثل: مواساة أمهات الشهداء وحث الشباب على الالتحاق بالتجنيد وخدمة الوطن وعمل الخير.

أين هو ديوانك الشعري.. ما الذي يعوقه ؟

مشغولة الآن بمشروع يأخذ الكثير من وقتي، وهو تصنيع العطور. وهذا ما عثرني قليلاً وأعاقني عن بدء وضع اللمسات الأخيرة على ديواني الذي يقبع في حاسوبي مذ زمنٍ طويل. إذ لدي مئات القصائد عليّ تنقيحها واختيار ملكات الجمال من بينها، لأنصبهن على منصة ديواني الأول.

هل لديك قصائد مغناة، أم أنك ضد أن تغنى القصيدة؟

لدي قصيدة واحدة مغناة هي (قهوة المحبوب)، تغنّى بها مبدع الشلات الهاجس الدرعي. وكان هذا العمل في أواخر 2015. كما لدي أوبريتان، أولهما- وهو في طور الإنجاز وأن يرى النور- إذ شاركت بكتابة أوبريت عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، تنفذه وتتبناه إحدى جامعات الدولة. أما الثاني فكان عن المشروع الطلابي التربوي الاجتماعي: (السنعة)..وقدم بصوت طالبات «مدرسة خليفة» إذ كتبته بناء على طلب من المعلمة وفاء غالي، صاحبة فكرة المشروع.

تشهد ساحة الشعر النسائي نشاطاً نوعياً في الآونة الأخيرة، ما رأيك بالأسماء التي ظهرت على الساحة؟

لا بد من قبول تباين مستويات الشعر والشعراء..هذه ظاهرة شعرية صحية.

2002

هل تستدعيك القصيدة للكتابة أم أنك تكتبين حسب المناسبات؟

القصيدة ضيف مثقل بالأفكار.. ضيف غامض، ولكنه جميل يأتي في أي وقت دون استدعاء. وبالنسبة لي، فأنا أحب أن أكتب في أجواء بعيدة عن الأشخاص والضوضاء.

كيف تقيّمين وتحصرين أبرز إنجازاتك خلال مسيرتك الشعرية؟

إنها كثيرة.. ويعز حصرها هنا عزيزتي. ولكن أقربها إلى قلبي إلقائي قصيدة وطنية أمام الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ لا أنسى تصفيقه الحار لي، رحمه الله، حينها، وكان ذلك عام 2002م. كما أني فخورة بإنجازي المتمثل في حصولي على المراكز الأولى بمسابقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخاصة في استكمال أبيات سموه الوطنية الرائعة بعشرين بيتاً في عام 2010.

 

(ما الحب إلا)

ما الحبُّ إلا للذي (ربّياني)

                          يا الله ترحمهم كما يرحموني

يا رب اجعلني قرير العيانِ

                         هم عيدي اللي كل صبْح بجفوني

وش قيمته يومي اذا مالفاني

                        رضاهم اللي تاج بيلبّسوني؟

يافرحتي لي من حظيته وزهاني

                        ترف حضِنْهُم والحنان امطروني

وش قيمته عمرٍ مضى أو مكاني

                         من دون ما اهديهم وفايه وعوني

وش قيمة احلامي وركب الأماني

                         من دونهم والحب وش هو يكونِ؟

ماغيره اللي خالدٍ في الزمانِ

                          حب الأبو والأم حبٍّ يصونِ

والبنت ماتلقى لعوج المحاني

                          حبٍّ حقيقي غير ابوها المَصونِ

من دونهم حبٍّ مؤقّت وداني

                          ياحبّهم اسطورةٍ ماتخونِ

يارب ارحمهم كما ربّياني

                           واحفظ لي الصدر الحبيب الحنونِ

شعر : هنادي المنصوري

البيان

12 Mar, 2017 12:15:18 PM
0

لمشاركة الخبر