Skip to main content
أحمد العمري: الكتاب ضحايا الصورة النمطية لدى الناس

8 طبعات و30 ألف نسخة لـ«شيفرة بلال» خلال 4 أشهر

أحمد خيري العُمري، طبيب أسنان عراقي وكاتب عصري متفرد بالوقت ذاته، رصيده غني بمؤلفات تتنوع بين البحث العلمي والرواية والرسالة الأدبية والمقالات، إضافة إلى أنه استشعر أهمية وسائل التواصل الحديثة مبكراً، وتعامل معها بوعي ومسؤولية وعقلانية، ما جعله محط تقدير واحترام واهتمام شريحة كبيرة من الأجيال الشابة في مختلف أنحاء الوطن العربي، وكان سبباً في رواج روايته «شيفرة بلال» التي أطلقها في ديسمبر 2016، وتجسد نجاحها حتى شهر مارس الجاري، في 8 طبعات و30 ألف نسخة وتفاعل واسع.

«البيان» أخذت العُمري من مرضاه لساعة من الزمن، فأكد لها أن الكُتاب ضحايا الصورة النمطية لدى الناس، وأن التشجيع على استخدام اللغة العربية أهم من التحفيز على القراءة، ذلك أن المكتبة العربية فقيرة ولا تشبع شغف الأجيال بالمعرفة.

يقول د. أحمد خيري العمري، عن نجاح رواية «شيفرة بلال» الصادرة عن «عكاظ»: نعرف ونقدر كثيراً من القصص التاريخية ولكننا اعتدنا على وضعها خلف واجهة زجاجية لكيلا تؤثر على حياتنا، ولكن «شيفرة بلال» تضمنت ربطاً معاصراً لقصة بلال بن رباح التاريخية، واستطاعت أن تلامس عقول الناس وعواطفهم وواقعهم بشكل كبير، وسيتزامن إطلاق نسختها المترجمة للغة الإنجليزية مع الإطلاق العالمي لفيلم «بلال» في أميركا والمتوقع في شهر إبريل المقبل.

تجربة

وعن تجربته، قال: لم تكن الكتابة غريبة علي، وأنا الذي تعلق بها بشكل مبكر خلال المرحلة الابتدائية، بسبب انتمائي لأسرة تمارس الكتابة، فوالدي قاض ومؤرخ بالوقت ذاته وجدي له مؤلفات مطبوعة، ومع نضوجي أيقنت أن قيمة الكتابة تصبح أكبر عندما تقترن بقضية ما، وقد ركزت موهبتي في اتجاه «عقلنة الفكر الديني» بهدف إزالة ركام الخرافات البعيدة عن جوهر الدين، وقد اخترت التخصص في طب الأسنان وأحببت مجالي، لأنه مكنني من الاقتراب من الناس البسطاء العاديين ومعرفة همومهم، ما أثرى أسلوبي الأدبي.

وعن أول كتاب أصدره، لفت العُمري إلى أنه بدأ العمل المنظم والجاد وهو في الـ26 من عمره، واستغرق خمس سنوات في تحضير كتابه «البوصلة القرآنية»، وقال: الكتابة سهلة ولكن النشر يتطلب شجاعة كبيرة ومنفتحة على كل الاحتمالات، وقدرة على تحمل النقد السلبي.

اهتمام

وتابع: أصدرت 5 كتب قبل تعاظم أهمية الشبكة العنكبوتية، ولا أزال أذكر كيف كنت أبحث عن آراء القراء حولها عبر «غوغل»، وعندما أصبح الإقبال كبيراً على مواقع التواصل، أنشأت صفحاتي الرسمية الخاصة التي عكست شخصيتي بشكل مرح أثار اهتمام شريحة واسعة ولا سيما فئة الشباب، حيث كنت أعرض مقتطفات من كتبي تارة، وأقدم نقداً حول بعض الأفلام السينمائية تارة أخرى، وأثير نقاشات مع المتابعين حول قضايا إنسانية واجتماعية، بما ساعد على تغيير الصورة النمطية لدى الناس عن الكُتاب، وهي أن الكاتب قد يكون جاداً ومتصنعاً ولا يواكب عصره.

أجوبة

ويرى العُمري أن إقبال الأجيال الشابة الجديدة على القراءة أكبر بكثير من إقبال أبناء جيله في فترة السبعينات على القراءة، ولعل السبب في ذلك أن جيل اليوم يعي أن العالم يتغير وأن التخبطات التي يعيشها تتطلب البحث عن أجوبة، ما ولد لديه هاجساً معرفياً ونهماً للاطلاع، وقال: أرى أن التحفيز على استخدام اللغة العربية أهم من التشجيع على القراءة في الوقت الراهن، ولا سيما أن أطفالنا يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة والمكتبة العربية لا توفر لهم الجديد بعكس المكتبة الأجنبية.

زوايا

أكد العُمري أن القارئ اليوم لا يجامل ويعبر عن رأيه بحرية بفضل الثورة الرقمية، لدرجة أن بعض القراء أصبحوا يتربصون بالكاتب وينظرون إليه من زوايا ضيقة، وينتقدون بأسلوب عدواني سيئ وغير مقبول وبعيد عن الموضوعية.

12 Mar, 2017 12:21:00 PM
0

لمشاركة الخبر