Skip to main content
كيت بلانشيت تقرأ نصوصا من روائع الأدب

«مانيفستو» هو عنوان المعرض الفني الذي تنظمه مدرسة الفنون الجميلة في باريس حتى ٢٠ من الشهر المقبل، يتلخص في ١٣ محطة تحتل كل واحدة منها النجمة السينمائية الأسترالية كيت بلانشيت الحائزة في العام ٢٠١٤ جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «بلو جاسمين» للمخرج وودي آلن.

وتظهر بلانشيت في المعرض على 13 شاشة بالأبيض والأسود أو الألوان وفق الحالة، مؤدية في كل حالة شخصية منفصلة لا علاقة لها بالأخرى، بل متنكرة في كل مرة في شكل امرأة أو رجل وفي ظروف اجتماعية محددة تحت تأثير موقف معين، ساردةً مقتطفات من نص ألفه أحد عمالقة الأدب أو المسرح في القرن العشرين.

وزائر المعرض الذي يقف أمام الشاشة التي تظهر النجمة فوقها تردد مؤلفات الرسام كاندينسكي، لا يتخيل أنها الفنانة ذاتها التي يشاهدها على شاشة ثانية في مظهر شحاذ يلقي كلمات الفيلسوف أندريه بروتون، أو في موقف ثالث مرتدية زياً أسود فاحماً من أجل أن تتكلم عن الموت وتنعى الذين رحلوا من خلال عبارات شعرية لتريستان تزارا.

وليدرك المرء مغزى الحدث الفني الباريسي، ضمن المناسبات الأساسية التي تعيشها مدينة النور في الفصل الأول من العام ٢٠١٧، لا بد من إخباره بأن الفنان الألماني يوليان روزنفلدت المعروف بأعماله الفذّة، انتقل في العام ٢٠١٠ بصحبة المخرج المسرحي الألماني المرموق توماس أوسترماير من برلين إلى مدينة ليون الفرنسية حيث كانت كيت بلانشيت تشارك في تقديم العرض المسرحي «الخادمات» إلى جوار الفرنسية إيزابيل هوبير، من أجل أن يعرف أوسترماير الطرفين بعضهما إلى بعض وأن يقترح روزنفلدت على بلانشيت فكرة إقامة مناسبة تدور حول إبراز النصوص الخاصة بشعراء وأدباء كبار من القرن الفائت بشرط أن تلقي كلماتها ممثلة من طراز بلانشيت بل هي شخصياً ولا أحد سواها.

ويروي روزنــــفلـــدت كيـــف استقبلته بلانشيت آنذاك بالــترحــاب معبرة عن مدى إعجابها بفنه وبالــنشاطات الغريبة التي يعتاد إقامتها هنا وهناك، إلا أن جدول أعمالها في ذلك الوقت لم يسمح لها بتكريس نشاطها لفكرة كهذه. ومع ذلك لم ترغــــب النجمـــة في أن تخيب أمل روزنفلدت وحددت سلسلة من المــواعيد لقائه واختيــــار النصوص التي قد تدخل بسلاسة في إطـــــار المناسبة المعنية، وهذا ما حدث قبل أن يعـــود كل من الاثنين إلى حياته وأعماله طوال السنوات الست التي تلت اللقاء الأول بينهما.

وشاءت الأحداث في ٢٠١٦ أن يتحول مشروع روزنفلدت إلى واقع بعد تصوير الحلقات الصغيرة التي تستمر كل واحدة منها ١٢ دقيقة ونصف الدقيقة في ديكور تتوسطه كيت بلانشيت في حلل مختلفة مؤدية شخصيات تلقي كلمات عباقرة القرن العشرين. ولكن الحكاية لا تتوقف هنا، إذ يعد الحدث المقام في قلب مدرسة الفنون الجميلة في باريس زواره بمفاجأة فنية صاخبة لحظة قرار هؤلاء إلقاء نظرة أخيرة على الشاشات كلها في آن واحد مكتشفين كيت بلانشيت في موقف غريب تلقي عبارات لا علاقة لها بما سبق بل تنطق بلغة غير مفهومة.

كيف يحدث ذلك؟ يكمن الرد في عبقرية يوليان روزنفلدت كمخرج ومنفذ للحدث، الأمر الذي يفسر سبب دخول نجمة من طراز كيت بلانشيت لعبته، وإن تأخر تنفيذ المشروع ست سنوات.

29 Mar, 2017 03:10:01 PM
0

لمشاركة الخبر