توثيق البرامج التلفزيونية الهادفة في كتب ومراجع مطبوعة خطوة فكرية نوعية، لتعميم الفائدة ونشر الإيجابية في المجتمعات على نطاق أوسع، وكتاب «لا نأسف على الإزعاج» لمؤلفه د. أحمد خيري العُمري، يحارب السلبية ويبتر مفاهيم اجتماعية وحياتية بالية، كما يسجل أهم محطات برنامجه التلفزيوني الذي أحيط بتفاعل كبير من المشاهدين، بفضل حلقاته الشيقة التي تعزز بداخل القارئ الرغبة بالوقوف مع الذات لإعادة الحسابات والانطلاق مرة أخرى بفاعلية أكبر في المجتمع، ومن بينها تلك الحلقات: «عقلي وقلبي» و«الصورة الكبيرة» و«أقزام وعمالقة» و«الخروج من بطن الحوت» و«العالم من ثقب الباب» و«الوجه الآخر من الحكاية» و«ليلة القبض على الحقيقة» و«أن تؤمن بنفسك» و«قصة حب» و«لن أعيش في جلباب أبي» و«المعادلة المتوازنة» و«التدلي صعوداً» وغيرها من العنوانين الشيقة.

حصانة

قد يتساءل البعض عن الأسباب التي تدفع الكاتب إلى مجال مختلف عن مجاله، بحيث يعرض نفسه لمخاطر الفشل بينما هو أكثر حصانة في مجاله الأصلي، وتوجه العُمري إلى التلفزيون كان رغبة منه في فهم الطبيعة البشرية وخفاياها وأيضاً أزماتها، إلى جانب رغبته في نشر فكره والترويج لكتبه، لاسيما وإنه قضى شطراً كبيراً من عمره وهو مقتنع بأن الكاتب كاتب فحسب، وأنه لا داعي أصلاً لخوض عمل آخر ولو من أجل الترويج للكتابة، ورغم تشجيع المتابعين والقراء ممن كانوا حريصين على نشر الأفكار التي في كتب العُمري، إلا أنه كان يرى أن خوص تجربة التلفزيون يجب أن يقوم بها شخص آخر، لأنه كاتب وحسب ولأنه يرى أن موهبة الكتابة لا يشترط معها حضور أي موهبة أخرى قد تكون ضرورية للإعلام.

مغامرة

في عام 2014 قدم العُمري استقالته من وظيفة حكومية مريحة وانتقل مع عائلته للسكن في مدينة جديدة تزامناً مع الانتقال لعمل جديد ورغم أن أمر خوض مغامرة التلفزيون لم يكن واضحاً له في البداية، إلا أنه غامر مادياً بإنتاج الحلقة التجريبية الأولى وأعد القالب الأساسي نصاً وشكلاً قبل أن يُعرض على شاشات محلية ويحظى بنجاح لافت.

النصوص الموجودة في الكتاب، ليست الحلقات كما ظهرت على الشاشة كما أنها ليست تفريغاً لها، لاسيما وإن العُمري ارتجل كثيراً أمام الكاميرا من ناحية، ولا يجيد الحفظ من ناحية أخرى، كما كان هناك أيضاً الكثير من الحذف لما تم تصويره عبر المونتاج بسبب تجاوز الوقت المحدد للبرنامج.