خادم الحرمين يسلم خالد الكركي جائزة الملك فيصل العالمية
سلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع اللغة العربية والأدب، للأستاذ الدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، تقديراً لجهود المجمع العلمية المتميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية. جاء ذلك خلال رعاية الملك سلمان مساء أمس الأول في الرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها «39» لهذا العام ـ 2017.
قال الدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية في تصريح خاص من الرياض عبر الهاتف مع «الدستور»: أود التعبير والاعتزاز بهذه الجائزة التي حصلت عليها واحدة من مؤسسات الوطن الكبيرة بعد أن قدمت ما أستطاعت من أعمال في الترجمة والتعريب والتحقيقات اللغوية، ونعرب عن الاعتزاز بهذه الجائزة لأنها عالمية ومتميزة وقد استقرت على أنها من أهم الجوائز التي كنا نتمنى دائما أن تحصل عليها مؤسسات وطنية.
وأود هنا أن أتوجه بالشكر الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه على دعمه المطلق لنا خاصة في مجمع اللغة العربية؛ ما كان له الأثر الفعال لمنجزاتنا وللمؤسسات الوطنية كافة، وقد شرفنا جلالته برسالة ملكية سامية وكريمة منه مهنئ المجمع بهذا الفوز العالمي.
كما أتوجه بالشكر الى هيئات مجمع اللغة العربية الأردني قاطبة من مجلس ومكتب تنفيذ وكافة الدوائر العامله وكذلك سائر العاملين فيه على ما بذلوه من جهود لتحقيق هذه المنجزات لاستحقاق الفوز بهذه الجائزة القيمة.
وأضيف ايضا أن هذا جزء من إنجاز وطني وقد يكون جزءا صغيرا أمام جهود الأردنيين العظيمة في مؤسساتهم الأكاديمية والتربوية، وبهذه المناسبة أدرك أن زملائي بالمجمع يرون أننا ندخل مرحلة انطلاقة جديدة وخاصة أننا بصدد إقرار قانون حماية اللغة العربية لتصبح بلدنا الأقرب إلى روح اللغة العربية السليمة.
وقال د. الكركي في كلمة ألقاها عقب تسلمه جائزة المجمع: «سلام من أهلكم في المملكة الأردنية الهاشمية في خير الودّ الذي تطوّعت له النفوس، وما زال بي إكرامكم وطيب شعبكم حتى حسبتكمُ أهلي، وأنتم والله أهلي.. نحن أدرى وقد سألنا بنجد .. كلما رحّبت بنا الروض قلنا/ أطويل طريقنا أم يطولُ... حلبٌ قصدنا وأنت السبيلُ، وحلبٌ يا سيدي هي سيف الدولة، وهي الرياض وهي دمشق وهي عمان... وقد مسّني فرح حين أقبلت نحو الرياض، حتى غلب عليّ بيت جواهري العراق: وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً/ بل كمن يتشهّى وجه من عشقا. فقد غمرنا عطر التاريخ وصوت القارئ في مصحف الحق الذي به تهتدون وظلّ السحاب الذي يفيض على أرضكم، بإذن الله، خيراً وكرماً وعطاء».
وتوجّه إلى خادم الحرمين الشريفين بالشكر والتهنئة قائلاً: «حُمّلت من الأردنيين ومن زملائي في المجمع شكراً غامراً على رعايتكم لغة القرآن الكريم، وحملوني أمانة المباركة لكم بفوزكم بالجائزة، والسلام للعربية التي حملت تاريخنا منذ أن طاف حلم العدل عبر آيات كتاب الله حتى أعلنّا ذات زمان: الدين يسر، والخلافة بيعة، والأمر شورى، والحقوق قضاء.
واستأذنكم أن أمدّ يد الشكر إلى فريق الجائزة، وأخصّ رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والعاملين في هيئة الجائزة وأمانتها».
وختم بقوله: «واليوم يقف المجمع وقد نضجت صورته مثلما صارت الجائزة وساماً على جبين الأمة، وهي تستعيد وهج لغتها، كما انبثقت هنا في الجزيرة منذ لحظتها الأولى، فاقبلوا منا- يا سيدي- حنيناً إلى الجزيرة، وقد لامسنا شميم عراركم، وقلنا: قفا ودِّعا نجداً ومن حلّ بالحمى/ وقلَّ لنجد عندنا أن يُودعا»
كما تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام نظير عنايته الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وتنفيذه بدارة الملك عبدالعزيز، وإنشائه لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي.
كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتسليم الفائزين جوائزهم، حيث سلم جائزة الملك فيصل العالمية فرع الدارسات الإسلامية للدكتور رضوان السيد من لبنان نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة.
وسلم خادم الحرمين الشريفين جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع الطب البروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان. وسلم الملك جائزة الملك فيصل العالمية فرع العلوم «فيزياء بالمشاركة» كلاً من الأستاذ الدكتور دانيال لوس من سويسرا والأستاذ الدكتور لورينس مولينكامب من هولندا.
وكانت جائزة الملك فيصل العالمية مُنحت للمرة الأولى في العام 1399هـ/1979م لمكافأة الأفراد والمؤسسات على إنجازاتهم الفريدة في خمسة فروع مختلفة هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم.
والجائزة تهدف إلى خدمة المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم وحثهم على المشاركة في كل ميادين الحضارة، كما تهدف إلى إثراء الفكر الإنساني والمساهمة في تقدم البشرية.
ويتم اختيار الفائزين بالاستناد فقط إلى مدى أهليتهم وجدارتهم المطلقة، كما تقوم لجان اختيار متخصصة بمراجعة أعمالهم بدقة، وتتبع عملية اختيار الفائزين الدقيقة معايير دولية، حتى إنّ عدداً كبيراً من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية حصلوا بعدها على جوائز مرموقة أخرى، مثل جائزة نوبل.