"مقدمة فى الصدمات الحضارية" يحذر من "الكبت الجتماعى"
وصل الحال ببعض أبناء المسلمين إلى أن أصبحوا بسبب الصدامات فى نوع من الغيبوبة تمنع من إدراك الأمور على وجهها الصحيح، إلى درجة النفى القاطع لوجود شىء اسمه الغزو الفكرى، هكذا يرى كتاب "مقدمة فى الصدمات الحضارية" للكاتب سعيد بن ناصر الغامدى.
وفى "الصدمات الحضارية والثقافية" يتحدث الكتاب عن تعريف الصدمة بأنها أمر شديد يصيب الإنسان، موضحا أن الصدمة فى الاصطلاح أصله من مصطلحات علم النفس، ثم استعير فى الجوانب الثقافية والفكرية الحضارية لوجود صلة ورابطة معنوية بين حالة الصدمة النفسية وحالتها الثقافية والحضارية، باعتبار أن كلا منها عبارة عن أزمة تحصل من حالة مفاجئة أو كثيفة شكلا ومضمونا، تورث اضطرابا أو خللا معينا أو عقدة، أو تشوشا وحيرة، قد تصل إلى حد فقدان التوازن، أو تغيير التوازن أو تغيير الاتجاه والتحول الحاد من حالة سابقة إلى أخرى سلبية أو إيجابية على حد وصفه.
وبرز الكاتب مرحلة الشباب، كأهم مرحلة فى تقبل الصدمات، وبرر ذلك بأن مرحلة الطفولة مرحلة نشأة تعتمد على المحيط الاجتماعى ومحاكاته، أما مرحلة "الكهولة"، تكون رسخت لدى الإنسان قناعات معينة، لكنه أكد أنها أيضا قد لا تخلو من تلك الصدمات.
وهنا أكد الكاتب أن المؤثر النفسى له صلة قوية بالصدمة، حيث إنها تبدأ أولا بصدمة نفسية، وتوجد نوعا من الخلل والاضطراب الداخلى الذى يمهد لحصول صدمة ثقافية أو حضارية.
فيما تحدث الكاتب عن الجانب الاجتماعى بصفته جانبا يصل فيه بعض الباحثين إلى درجة الغلوُ، بأنه العامل الوحيد المؤثر فى الصدمة، والذى يرى الكاتب أنه لا بد من يضاف له المؤثر العمرى والنفسى والثقافى والحضارى، حتى يكتمل التصور والفهم، وأشار الكاتب لما أسماه "الكبت الاجتماعى"، حيث يرى أن آثاره السلبية لها صلة مباشرة بالشذوذ الفكرى والانحراف الأخلاقى، لكنه أكد أيضا أنها ليست وحدها هى المؤثرة.
والكتاب يتكون من بابين يقدم قبلهما مقدمة مطولة، مبينا المصطلحات المستعملة مباشرة للمفاهيم الغربية والتعريفات، وأثرها فى حياتهم الاجتماعية والمعيشية، والعلاقات المبنية على مفاهيم ومعانى والعلاقات المبنية على المصالح والمنافع".