Skip to main content
«ساكن»: أنا ابن التراث الشعبى السودانى .. والعولمة كذبة كبيرة

الروائى السودانى «عبدالعزيز بركة ساكن» «صاحب الروايات الممنوعة فى السودان». وهو مزيج إنسانى متعدد الهُويات، ومعجون بالتراث، جدته وجده لوالده يحملان ذاكرة نهر شارى فى موطنهما الأصلى بتشاد،

ووالده يحمل ذاكرة غرب دافور وأساطير قبيلته هناك، ونشأ هو فى شرق السودان، فأصبح إريتريًّا أو إثيوبيًا، ولأن جيرانه من الجنوب وجبال النوبة صار نوبيا، وأصدقاؤه من شمال السودان، ودرس فى جامعة أسيوط، وتأثر بالثقافة الغربية، ويعيش فى «سالفلدن» بالنمسا كلاجئ. ويحلم بالعودة إلى مدينته «خشم القربة» التى يحبها. بينما العالم كله يضج فى ذهنه، ويعيد تشكيله كلما ظن أنه اكتمل. 

................................................... 

صُودرت مخطوطات أعمالك أكثر من أربع مرات، فلماذا تُصر على نشرها فى السودان، خاصة حتى بعد مصادرة مخطوط روايتك الأخيرة «مانفيستو الديك النوبي»؟ 

أحب أن انشر فى بلدي، فإن لم أكن أنا هناك، فلتكن كتبى ليستمر الحوار اليومى مع أهلى وناسي، الانقطاع قاتل، وأنا لست من الطيبين الذين يموتون سريعًا، فالشر يزيد عمر الإنسان وهو ضرورى لتثبيت قيم الخير والجمال. وأتمنى العيش فى بلدى إلى الأبد، لكن المصنفات الفنية والأدبية تحرمنى من حقى هذا، وللأسف يرأس هذه المؤسسة أحد الكتاب السودانيين المرموقين، والذين قتلونى من قبل اندهشوا حين نهضت من قبري، ما لا يعرفوه أننى نهضت بسبعة عشر روحا. 

ما الذى دفعك لكتابة رواية «مانفيستو الديك النوبي»؟ 

كنت حزينا ومازلت لإهمال ثراثنا النوبى وسرقته، والدفن المتعمد للحضارة النوبية العظيمة وفى «الديك النوبي» حاولت احياء هذه الحضارة. 

هى رواية معجونة بالتراث، مثلك تمامًا، كأن لا انفصال حياة الكاتب وإبداعه فيها؟ 

تأثير التراث فيها واضح، فيها الموروث الثقافى لشعوب النيل، واختلقت بعض الأساطير، أنشأتها من العدم، وبعض الأساطير أيضا اخترقت الرواية ونمت أفقيا فى متنها، وفى جميع أعمالى أهتم بتراث شعوب السودان، وأحتفى بذاكرتى وحبى للإنسان والمكان، فهما مدرستى الدائمة، وأنا تلميذ أبدى للتراث الشعبى الذى يوظفنى فى أعمالي، وأستفيد من طرائق الروايات الشعبية، فهى تضمن تعدد الأصوات فى كتابتى وتجعلها واضحة وجلية، لا يمكننى الفكاك من التراث السردى الشعبى فى السودان والأساطير، وتجدين ذلك بجلاء فى أعمالى «الطواحين»، و«الجنقو»، و«مسيح دارفور»، واللاحقة عليها أيضا. 

كيف يحافظ التراث على حضوره القوى هذا فى فنوننا وإبداعاتنا، وسط هجمة العولمة بما تمثله من تنميط ثقافى للبشر والمجتمعات؟ 

العولمة كذبة كبيرة، وعلى المستوى الشخصى أعتقد أن الإنسان هو ابن هوياته، وما يكتسبه يوميا يضيف لما عنده ولا يمحو ما سبقه، فهذه طبيعة الأشياء،وعلى المستوى الاجتماعى العولمة تجعل العالم اكثر انفتاحا على بعضه البعض، لكن لا يستفيد من ذلك غير رأس المال العابر للقارات، أى الأثرياء فقط، أما الفقراء فيدفعون ثمن كل ذلك، من اللاشيء الذين يصرون على الاحتفاظ به كاملا غير منقوص، وربما إذا تحسن دخل الفرد فى العالم الفقير وتقدمت وسائل التعليم وتداول المعرفة، قد نفكر فى خطورة العولمة على الثراث الشعبي، حين تحدث تحولات أخلاقية وجمالية لدى المثقف ضد محمولاته الثقافية المتوراثة، وهذا حدث قبلا بعدما اعتنق الناس بالديانات واعتبروا كل مورثاتهم الثقافية قبلها ضلالاً وجاهلية. 

هل تتصور أن السياسة أضعفت الاهتمام بالتراث؟ 

السياسى المحنك هو من يوظف التنوع لصاح الوحدة، وهذا ما فشل فيه سياسيو السودان بأجيالهم المختلفة، حيث يظن الكثير منهم أن السياسة فن الفهلوة. 

http://book2read.com/en/node/555

14 Apr, 2017 11:49:25 AM
0

لمشاركة الخبر