Skip to main content
ليندا عبيد تأملت «التطرف وخرق التابوهات في الرواية النسوية المعاصرة»

أستضاف ملتقى إربد الثقافي وبالتعاون مع منتدى عنجرة الثقافي وملتقى المرأة في إربد، القاصة والناقدة الدكتورة ليندا عبيد في محاضرة نقدية بعنوان: «التطرف وخرق التابوهات في الرواية النسوية المعاصرة»، وأدار المحاضرة وسط حضور لافت السيدة فايزة الزعبي.

وأستهلت الدكتورة عبيد محاضرتها بالقول: لقد خاضت الحركات النسائية معارك شرسة لانتزاع حقوقها، وتعدّت المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة باعتبار الرجل الذي يهضم حقوقها وينظر إليها نظرة دونية إلى الاعتزاز بالكيان المستقل للمرأة، والبحث عن الصفات المميزة التي ترد على الرجل ادعاءاته ومزاعمه القديمة، وبين المطالبة بالمساواة والبحث عن التميّز مضت الحركات النسائية في طريقها في ميادين مختلفة سياسية واجتماعية وقانونية. وكان لابد أن تدخل الحركة ميدان الأدب فنقلت النسوية أو الجنسوية عن نفسها في المنجز الأدبي الذي يلائم تطلعات الحركات النسائية من خلال الإبداع الأدبي، ومن خلال المفهوم العميق للأدب الذي يحلّل الشخوص، ويغوص في أعماقها، ويبيّن علاقاتها، ويوازن بينها ليشرح ويعرّي غياب الحرية في نظرة الرجل التقليدية للمرأة، وليفضح بعض مظاهر التسلط الذكوري، ويحرّر الذات الأنثوية من خلال كشف دواخلها ويعزّز المجابهة. 

وبينت الدكتورة عبيد أنه لا يمكن فصل تطور الوعي النسوي الذي لم يقتصر على النساء، فقط _ بل على رجال رأوا في المرأة قضية الرجل أيضاً، وإيمانا من بعضهم بأنها قضية إنسانية لابدّ من الانتصار لها، على اختلاف الدوافع والمحرّضات – عن النقد النسوي «فالمرأة نسوية في اللحظة التي تصبح فيها واعية لمدى تغلغل التصورات البالية عن المرأة في النظام الذكوري السائد». وانشغل النقد النسوي بإدخال المبدعات في سجل التاريخ من خلال استرداد الأصوات النسائية التي قمعت لتأخذ مكانها؛ وبيان كيف يؤثر جنس الكاتب على كتابة النص ولغته،  وكيف تلعب دوراً حاسما في تشكيل الوعي الجنسي ودعم الاضطهاد الجنسي.

وقالت الدكتورة عبيد : ظهرت مدرسة النقد النسوي لنساء العالم الثالث في الثمانينيات رد فعل فكري على تجاهل النظريات الغربية لكاتبات العالم الثالث الإبداعية. وقد عمدت هذه المدرسة إلى كشف التشويهات الموجودة في الدراسات الغربية حول نساء العالم الثالث وإبداعاتهن؛ إذ تضع جميع نساء العالم الثالث في خانة واحدة بغض النظر عن شروطهن التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتأثير الثقافات والأديان على كتابات هؤلاء المبدعات . ومن الناقدات العربيات اللواتي يدرسن أعمالهن كجزء من هذه المدرسة: ليلى أحمد، فاطمة المرنيسي، نوال السعداوي» وقد دخلت مدرسة النقد النسوي في بلدان العالم الثالث الأكاديميا الغربية.

ورأت الدكتورة عبيد أن المبدعة العربية تحديداً لا تزال ترزح تحت وطأة الهيمنة الذكورية، وتعاني نقص الوعي الاجتماعي بقيمة الذات واستجلاء كينونتها وهويتها نتيجة لنقص مساحة الحرية والهيمنة الذكورية التي تتخذ من الأديان والموروث الاجتماعي وسيلتها لتقليص دائرة المرأة وتشييئها واستلابها وسجنها في إطارها الجسدي، ومن هنا جاءت معركة الإبداع النسوي وخصوصيته ضمن ما تفرضه سنة التطور الزمني في إنجاح هذه الإيديولوجية وتحفيزها حسب درجة التشكيل الثقافي والاجتماعي والنفسي للروائيات والطبائع المجتمعية والزمنية لأعمالهن الروائية، لتصل إلى أنّ «المرأة في الحياة والأدب ليست إضافة تكميلية للتاريخ، بل هي عامل أساسي لنهضة الفكر والإبداع ومسيرة حقيقية للتاريخ». 

ثم تحدثت الدكتورة عبيد عن رواية ليلى بعلبكي «أنا أحيا»، مبينة أن الروائية تقدم ذاتا متمردة واعية لهويتها وكينونتها، وتحاول الروائية أن تسجل لوعي جديد تخرج المرأة به من إطار الهموم الاجتماعية العام، وكما بحثت الناقدة في رواية ليلى العثمان «وسيمة تخرج من البحر»، التي صاغتها الروائية العثمان ضمن أحداث عاطفية رومانسية مرهفة.

17 Apr, 2017 08:50:50 AM
0

لمشاركة الخبر