Skip to main content
الشاعرة الفلسطينية مجد يعقوب: ما يشهده الوطن العربي أكبر من أي منتج أدبي

مجد يعقوب من الأصوات الشعرية والإبداعية التي جاءت من رحم المعاناة سواء الرحيل الأول من الأرض الأم فلسطين أو رحيلها الثاني من مخيم اليرموك الذي أنهكته الحرب الدائرة هناك، شاعرة وخبيرة تربوية حاصلة على ماجستير في التربية تخصص صحة نفسية، وشهادة علم نفس، وأقامت العديد من الورش التدريبية لمراكز الأطفال، كما شاركت في العديد من الفعاليات العالمية في هذا المجال وغيره، وكما لها العديد من الدراسات التربوية، حيث أنجزت سلسلة كتب منهجية لمرحلة رياض الأطفال، وفي مجال الشعر: صدر لها:»المنذورة» و»جموح»، وكتاب مقالات «الركض في الفراغ»، وكتاب «مخيم اليرموك..عاصمة الشتات الفلسطيني»، وكتاب «التفكير الإبتكاري»، أنها أنها موسوعة ثقافية لتعدد نشاطاتها وانجازاتها في مجال الإبداع والتربية ومجالات أخرى.

«الدستور» التقت الشاعر والتربوية والباحثة الفلسطينية مجد يعقوب في «الشارقة»، وحاورتها حول قضايا منجزها الإبداعي والفكري فكان هذا الحوار:

 

] الشاعرة الفلسطينية مجد يعقوب ،لكل مبدع نقطة توهج في عالم الإبداع، متى توهجت حرارة القصيدة داخلك؟

- هناك صوت خفي بداخلي يتأمل ويراقب كثيراً، لكنه لا يعلو بكل الأوقات أو لكل ما أصادف في معترك حياتي، أمور كثيرة وتفاصيل أمر بها و تمربي وكأنها لا شيء، وهناك مفاصل أو أحداث أو تفاصيل قد تكون صغيرة لكنها شديدة الألم أو شديدة الفرح أو حالة غضب عارم أو حالة فقد أو حالة ترقب وانتظار، تتوهج القصيدة بداخلي عندما يصير كل جسدي وعقلي قلبا في تمرد هذا الصوت عليَّ فيعلو ويعلو إلى أن يعبر عن نفسه سواء في نص نثري أو بعض أبيات شعرية.

 

]  «المنذورة « و»جموح»، مجموعتان شعريتان، وكتب أخرى في التفكير الإبتكاري وآخر عن مخيم اليرموك، وكتاب «الركض في الفراع»، ما العلاقة التي تجمع بينهما والقصيدة؟ 

- ليست كل حالات الكتابة بالضرورة «قصيدة»، إنها طرق التعبير المختلفة والشكل الذي يناسب كل حالة، نصوصي في المجموعتين الشعريتين أستطيع أن أطلق عليهما النصوص التي سرقت نفسها بنفسها من اليومي المنهك في الحياة بشكل عام، أما الركض في الفراغ فهو مجموعة مقالات تتحدث عن مواضيع حياتية مختلفة وبعض القراءات وتصب أيضاً في الهم الحياتي، دراسة التفكير الابتكاري وعلاقته بالتوافق الشخصي والاجتماعي جاءت حصيلة دراسة أكاديمية ورأيت ضرورتها من خلال مجال عملي وتخصصي في علم النفس، أما الإصدار الأخير والأهم «مخيم اليرموك..عاصمة الشتات الفلسطيني»، فقد رأيت فيه سداد لدين ثقيل أحمله لذاك المكان، عندما لم يكن في يدي شيئاً أقدمه لمكان مسقط رأسي وطفولتي ومراهقتي وأهلي وأصدقائي وأنا أتابع عبر الشاشات الدمار والخراب والقتل الذي حل بهم فكنت أول من وثق ما حصل في مخيم اليرموك عبره، وكأني أقنع نفسي من خلاله أنني فعلت شيء للمكان وأهله.

 

] المتتبع لمنتجك الشعري يكتشف حالات عديدة تؤرق الشاعرة مجد، الخسارات،الشتات،الغربة،الاحلام المفقودة،أليس كذلك؟

- نعم وأكثر بكثير، لا تنسى أولاً أنني فلسطينية والفلسطيني بشكل عام مسكون بالهم والألم والأمل ويعاني كل ما ذكرته، وربما الحساسية الفائقة واستشعار الأمور قبل حدوثها، وربما حالة الغربة التي أعيشها ، وربما حالات فقدان الأهل، ربما حالة عدم الرضا والتطلع إلى حياة أكثر هدوءاً، حالات عديدة تبدأ من الخاص إلى العام... من واقع معاش إلى أمل العيش بشكل أفضل... من السعي الحثيث للقمة العيش إلى الأمل بسعي أقل.

وبنظرة سريعة لكل ما حولي الهم العام والهم الفلسطيني والخراب العربي، أرى هذا العالم يأكل نفسه بنفسه وأرى هالات واسعة من الخراب والدمار والقتل، وأخيراً قد أختصر لك كل ما سبق أنني بت أعتبر القلق صديقي.

 

] أمازلت تركضين في عالم مفرغ.. عالم مشتظى، ماالذي تركه فيك مخيم اليرموك من ذكريات؟

- نعم ما زلت أركض في عالم مسرع جداً ولا ينتظر أحدا ولا يرحم أحد ، العيش بشكل عام أصبح أمر صعب يستهلك إنسانيتنا بشكل فج، والأمكنة صارت أضيق من أحلامنا وأمانينا. ترك بي المخيم الكثير لي قصيدة بعنوان: «هناك كنت وتكونت... إلى مخيم اليرموك»، المخيم لم يترك لي الذكريات فقط، إذ كلما شعرت بالصقيع أعود لأتدثربصور وتفاصيل الحياة المتواضعة الصادقة هناك... أعطاني المخيم الكثير ووضعني على بداية طريق شاق وصعب جداً في هذا الوقت السيلوكوني، علمني أن الكلمة ميثاق وأن الأمور تؤخذ بقيمها النبيلة لا بقيمها المادية فقط، علمني المخيم ألا ثالث بين الصدق والكذب ولا تأويل للأحاديث، علمني أن أرفض الظلم بكل أشكاله ، علمني أن الحياة أبسط وأجمل بكثير مما نحن عليه... علمني وعلمني وعلمني...

 

] في ظل ما شهده الوطن العربي مؤخرامن حراك شعبي أو ما يسمى بالربيع العربي، هل أنتج أدبا حقيقيا يشارإليه في المستقبل؟

ما يشهده الآن الوطن العربي أكبر من أي منتج أدبي، ولا يمكن أن يوصف الآن لآن الصورة الحية الحقيقية مهولة ومرعبة ولا يمكن لأي كتابة أدبية أي كان نوعها أن تستطيع الإلمام بالتفاصيل، المشهد الحقيقي واسع جداً متفرع ومتوحش في ذات الوقت، لا بد من فترة زمنية إن كان بالإمكانه تصويره بأدب حقيقي.

 

] الإبداع والنقد.. كيف تنظرين إلى المشهد النقدي ..وهل أنصفك النقد في تجربتك الإبداعية؟

- الحقيقة أنا لا أؤمن بالنقد للنصوص الشعرية، فلكل شاعر ثيمته التي يتفرد بها، وللشعر الحر خاصيته أيضاً، أما المشهد النقدي فأنا لا أرى نقدا حقيقيا وجريئا في الأوساط الثقافية لباقي الأشكال الأدبية، إذ أن من صفة النقد الصقل والتطوير والوقوف عند جماليات المنجز والإضاءة على مواطن الضعف فيه، لكن المحسوبيات والشللية والمعارف بدأت تتدخل في عملية النقد، فكم من الأعمال التي لا تقرأ تم قراءتها نقدياً وكأنها عالية المستوى .وكم من الأعمال الرائعة التي تستحق الإهتمام لم يتم النظر إليها، الأمر بالنسبة لي ذائقة القارئ فهي أدق من عملية النقد.

الدستور

20 Apr, 2017 10:25:34 AM
0

لمشاركة الخبر