Skip to main content
الشيخ زايد.. شجرة وارفة بأغصان الحب

أصدرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن دار الكتب الوطنية في المعرض كتاب «زايد الشخصية الأخلاقية» للروائي علي أبو الريش، تناول فيه الشخصية الأخلاقية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معترفاً أنه لا يدعي القدرة على الإحاطة بكل السمات الأخلاقية للشيخ زايد. 
يقول أبو الريش في مقدمة الكتاب: «عندما هممت بالكتابة عن شخصية زايد الأخلاقية شعرت أنني ألج محيطاً مياهه من حروف وهّاجة، والحبر من خضرة النخلة المبهجة ولكني استعنت بالحب واستدعيت التاريخ كي يلهمني الإرادة الصلبة لأصمد أمام هذا العملاق الأخلاقي وأحرض القلم كي يتنفس حبراً ويتنشق من عبير الصفات الجليلة وما تحلى بها هذا القائد من سجايا إن ذكرناها روت البيداء وملأت السماء بالنور والضياء». 
جاءت لغة أبو الريش في كتابه كما عهدناها دائماً راقية صادقة قريبة من القلب تليق بتناول أخلاق شخصية عظيمة ومبدعة وملهمة، كما أن الكتاب يواكب دعوة القيادة الرشيدة للتركيز على مادة التربية الأخلاقية، فكيف إذا كانت هذه المادة تتناول الشخصية الأخلاقية للقائد المؤسس والحكيم الفذ طيب الله ثراه. 
وقدمت الهيئة للكتاب بالقول «إذا ذكرت الحكمة ما نافس اسمه في سمت الحكماء اسم آخر، وإذا ذكرت فضيلة الكرم قفز اسمه ليتصدر قوائم الكرماء، وإذا ذكر التواضع ما اقتربت من صورته شخصية أخرى في درجتها، وإذا ذكرت الرحمة ما وازته في قيمتها الذوات المغايرة، وإذا ذكر الاعتدال في الأمور، والإصلاح بين الناس، والعفو مقروناً بالصفح، ما عادله في هذه الصفات الحسنة رجل آخر، وإذا ذكرت المسارعة في فعل الخير وشكر النعمة وروح السلام، ما واكبه في سماته تلك، رجل حكم آخر، وإذا ذكر الإخاء والوفاء بالعهد وقول التي هي أحسن، وسلامة القلب، ما تمكّن اسم مغاير من أن يتربع على عرش كل هذه الصفات الحسنة سواه، إنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، طيب الله ثراه، الذي وإن رحل جسدا فإنه باقٍ أيقونة لا حدود لتعدد تجلياتها في موازين الإنسانية، ودساتير القيم الدريّة، مشعل هداية في زمن عز فيه النموذج الذي يهتدي بخطوه ومسلكه، ومنهجه وقوله وفعله، زمن تتناهش فيه الأمة أعداؤها من كل صوب وحدب».
يقع الكتاب في خمسة فصول، جاء الفصل الأول كتمهيد في مفهوم الأخلاق في اللغة، وفي الفلسفة الحديثة وفي الإسلام وفي الشعر..الخ 
أما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان«الأخلاق والصحراء» فيتناول فيه الكاتب المواضيع التالية: لماذا أبناء الصحراء أكثر نقاء من أبناء المدن؟، «في الصحراء أنت أنا.. وأنا أنت»، ثم «الصحراء وارتقاء الأخلاق»، و«تعاليم الرمل في الصحراء»، «الشيخ زايد والصحراء»، «الشيخ زايد في الأخلاق.. جذر وفكر»، «زايد وعشق الصحراء»، «الصحراء.. هنا معنى الحرية»، «ديمقراطية الصحراء»، «النخلة بنت الطبيعة»، «روح الصحراء»، «النخلة في قلب زايد»، و«رحاب الشجرة في العين».
وتناول الفصل الثالث شعر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، ودرس عوالم الحكمة في قصيدته، وحلل التحام القصيدة بالصحراء، و ورصد حكمة زايد وأخلاق الشعر.
ويأتي الفصل الرابع بعنوان «زايد.. الحضور الواعي»، متناولاً المواضيع التالية: «الأخلاق ومنجزات زايد»، «شخصية زايد علامة حضور الإمارات»، و«كيف يكون الحضور قوياً؟». 
أما الفصل الخامس فيحمل عنوان «هذا زايد في عيونهم»، ويتضمن صورة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لدى الآخرين وكيف امتلك قلوبهم. 
ويكتب أبو الريش خاتمة عنوانها «مدرسة زايد الأخلاقية» يقول فيها: «الناس مؤمنون بشخصية زايد بأنها المكان الذي بلغت فيه الصحراء مجدها ووجدها، ولو سألت طفلاً من تحب في هذا الكون ؟ فسيقول بتلقائية ودون تردد أحب زايداً، هي هكذا تأتي المشاعر منسابة مثل انسياب الماء إلى العشب، ومثل تسلل الشعاع إلى الأماكن الفياضة بالاتساع».. إلى أن يقول: «وهكذا يمكن أن يبقى الشيخ زايد الشجرة الوارفة بأغصان أخلاق الحب، الضاربة بجذورها في عمق أرض الوطن، لينعم كل أبناء الإمارات بحضورها في الوجدان الجمعي، شجرة لا تجف ولا يغيب ظلها دائمة الخضرة من دون اصفرار، في تشكل مثلث الحلم العظيم: الحب - التعلق - الحرية»، فلنقل بحب «كلنا زايد.. وزايد شجرة أخلاقنا». 

09 May, 2017 02:42:37 PM
0

لمشاركة الخبر