برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تنطلق احتفالية «عمان عاصمة الثقافة الإسلامية 2017»، الساعة العاشرة من صباح يوم غد، في المركز الثقافي الملكي. ذلك ما أعلن عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور أحمد راشد رئيس المكتب التنفيذي للاحتفالية، صباح أمس في مبنى وزارة الثقافة.
وقد حضر المؤتمر أعضاء اللجنة الوزارية لاحتفالية عمان عاصمة الثقافة الإسلامية، وهم: د. رشاد الكيلاني من وزارة الأوقاف، خالد هيكل من وزارة السياحة والأثار، وابتسام أيوب أمين سرّ اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافية والعلوم، وأمانة عمان الكبرى. 

ويشتمل حفل الافتتاح على افتتاح معرض للصور من العالم الاسلامي، وكلمة مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة»ايسيسكو»، كلمة وزير الثقافة، ومن ثم عرض فيلم وثائقي عن العاصمة عمان ودورها الإسلامي على مدار العصور، وفقرة تخت شرقي لجمعية الأوركسترا الوطنية الأردنية.

وأكد د. أحمد راشد خلال المؤتمر الصحفي، بأن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، اختارات «مدينة عمّان»، بوصفها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام2017 خلال أعمال المؤتمر الاسلامي السادس لوزراء الثقافة للدول الاسلامية الذي عقد في العام 2009 والذي عُقد في باكو/ جمهورية اذربيجان خلال الفترة (13-15/10/2009) إلى جانب كل من مدينة سنار (السودان)، ومدينة مشهد (إيران)، ومدينة كمبالا (أوغندا)، وذلك ضمن مشروع العواصم الثقافية الإسلامية - التي تسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة واحدة عن كلّ من المناطق الإسلامية الثلاث « العالم العربي وأفريقيا وآسيا» وتمتد الاحتفالات والتظاهرات في هذه المدن المختارة عامًا كاملًا، بحيث تتضمّن العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية المتنوعة التي تعنى بالجوانب الثقافية وتسلط الضوء على ما تحتويه الحضارة الإسلامية من تقدّم في المجالات المختلفة وإقامة المؤتمرات والمحاضرات العلمية والأدبية والجلسات الحوارية التي تهدف إلى إثراء المجتمع العربي والإسلامي.

وقال: إن مشروع عواصم الثقافة الإسلامية جاءت فكرته على غرار مشروع العواصم الثقافة العربية الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو، وقد تمّ الاتفاق على هذه التظاهرة منذ عام 2001 من قبل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة، وتم اعتماده في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004، إذّ كانت البداية عام 2005 احتفاءً بمدينة مكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا المشروع الذي تُعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته 
لافتا النظر د. راشد بأن هذا المشروع يهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية، وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة، وكذلك تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يهددها من مخاطر جمة.

وأكد د. راشد أن الاحتفال بعمّان عاصمة للثقافة الإسلامية يأخذ  أهميّته مما تمثّله عمّان في الثقافة الإسلامية عبر العصور، وما تمثّله في الوقت الحالي، حيث إنّ عمّان من المراكز المهمّة في الأنشطة الثقافية الإسلامية، والحوارات الحضارية الإسلامية لما تتمتّع به من انفتاح على العصر، ورؤية إسلامية حضارية تقوم على الفهم العميق لرسالة الإسلام العظيمة في إعمار الأرض، ونبذ الكره والعنف، وإقامة العدل، وتبني الخطاب المتسامح الذي يزيل ما يلصق بالإسلام من صفات هو بريء منها وذلك بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيرا إلى أن رسالة عمان بيان، وخطاب إسلامي وثقافي وحضاري إنساني وتبنته عمان غرة رمضان 1427ه عام 2004م، أطلقها ورعاها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، تبعتها مبادرات أخرى. 

وقال: وفي هذا الإطار فقد أعدت وزارة الثقافة برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا وغنيًا، يتضمّن مشاريع وفعاليات وأنشطة : مؤتمرات، ندوات، محاضرات، ورشات عمل، أمسيات ثقافية وفنية، عروض مسرحية، عروض أطفال، معارض متنوعة، إصدارات ونشر ويتجاوز عددها (500)، خمسمائة فعالية ونشاط ستنفذ في مناطق المملكة كافة بما فيها البوادي الشمالية والوسطى والجنوبية، والأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية، ومن أهم الفعاليات التي ستقام ضمن هذه الاحتفالية: المؤتمر الدولي (ملتقى عمّان الثقافي) الذي سيقام تحت عنوان «الدولة المدنية»، بمشاركة واسعة من المفكرين والأكاديميين الأردنيين والعرب والأجانب، و برنامج تنوير، الذي سيقام تحت عنوان، «نحو مجتمع إنساني متنوع متعايش آمن ومستقر»، إذ سيتناول هذا البرنامج الظواهر المجتمعية السلبية: العنف والتطرف والمغالاة، وسيقام هذا البرنامج بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والمؤسسات الإعلامية وذات العلاقة بهذا الشأن الرسمية والأهلية، ويتكون البرنامج من أنشطة متعددة هي: إقامة أسابيع ثقافية وإسلامية، وكذلك إصدار مجموعة من الكتب ذات العناوين المنتقاة، وقد أعلنت وزارة الثقافة عن استقبالها لمثل هذه المخطوطات، علمًا أن الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى لديها كذلك برنامج نشر وإصدارات في هذا الإطار.

وأكد د. راشد بأنه ستقام ندوة «القدس في وجدان الأردنيين»، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون يوم 29/7/2017، وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين في شؤون القدس. ومن ثم أستعرض د. راشد أهم الأنشطة التي ستقوم بها أمانة عمان الكبرى وهي أنشطة نوعية ومهمة تليق بعمان كعاصمة للثقافة الاسلامية
إلى ذلك تحدث الدكتور رشاد الكيلاني من وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية مستعرضا البرنامج الثقافي الذي ستنفذه الوزارة والذي يشتمل على دورات رسالة عمان الدولية حيث ستستضيف الوزارة عددا من الأئمة والوعاظ والدعاة من الدول العربية والاسلامية والأجنبية والصديقة لشرح مضامين وقيم ومبادىء رسالة عمان، وكذلك اقامة المجالس العلمية الهاشمية، في رمضان، والمجالس العلمية الرديفة التي تعقد في المحافظات سنويا، وكذلك عقد ملتقى للوعظ والإرشاد في العديد من مناطق المملكة، مؤكدا د. الكيلاني بأن عمان عاصمة للثقافة الاسلامية ستبقى بعد العام 2017، وتأتي هذه الاحتفالية بهدف تحسين وادماج أبناء المجتمع في هذه الاحتفالية انطلاقا من الوسطية والاعتدال.

من جهتها استعرضت السيدة ابتسام أيوب أمين سر اللجنة الوطينة الأردنية للتربية والثقافة والعلوم أجندة فعاليات وأنشطة وزارة التربية والتعليم لهذه الاحتفالية، مشيرة إلى بعض الأنشطة التي تم تنظيمها داخل وزارة التربية، حيث تم عقد دورة تدريبية للعاملين في اللجان الوطنية حول استخدام البرمجيات الحرة في العمل المؤسساتي اليوم، والجهة المنفذة للنشاط هي الألكسو والإيسيسكو بالتعاون مع قسم الثقافة والعلوم والاتصال- اللجنة الوطنية الاردنية، وكما سيتم عقد حملات توعية بأهمية التراث الثقافي وحمايته ومشروع حملة الأقصى، مشيرة إلى أنه العديد من الأنشطة المهمة التي سيتم تنفيذها على مدار العام.

واختتم المؤتمر باستعراض السيد خالد هيكل من وزارة السياحة والآثار لأهم الأنشطة التي ستنفذها الوزارة، من مثل عمل ورشات خاصة عن المواقع الدينية الاسلامية لمكاتب السياحة والسفر والادلاء بالتنسيق مع هيئة تنشيد السياحة وعمل زيارة تعريفية للمكاتب السياحية والادلاء إلى المقامات والمواقع الاسلامية، وكذلك إبراز المناسبة والشعار على موقع وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة، واقامة معرض أثري يمثل الحقبة التاريخية لمدينة عمان، وإلى ذلك المشاريع التي ستنفذها الوزارة لتليق بمدينة عمان.