Skip to main content
الثقافة والترفيه تكامل أم تضاد؟

هل بوسع الثقافة أن تصل إلى الوجدان الشعبي العام من خلال الترفيه؟ يطرح هذا السؤال نفسه بناءً على مبررات تجعله يستحق الطرح.

على سبيل المثال.. يعتبر المجتمع السعودي في مقدمة الشعوب المستهلكة ليوتيوب مشاهدة وتفاعلاً، ويطغى الترفيه على معظم ما يشاهده، ويدعو الاستقراء الدقيق لمحتوى قنوات يوتيوب إلى الدهشة من الإقبال الشديد -خاصة لفئات الأطفال والمراهقين- على محتوىً ممتع وحسب، ولا تترجح فائدته، وربما يحوي بعض ما يُعرضُ على تجاوزات أخلاقية يتطلب لاحقاً مواجهة أثرها السلبي على المجتمع.

ومن زاوية أخرى، يطرح إقبال الكثير من المشاهدين السعوديين على متابعة بعض المسلسلات التاريخية العربية والمترجمة، سؤالاً عن مدى القدرة على إيصال الوعي التاريخي إلى المشاهدين بثوبٍ جذاب ومحفز، ويوصل إليهم الكثير من القيم الثقافية والاعتزاز بالذات وبالتاريخ الذي ينتمون إليه.

كما يطرأ سؤال آخر عن مدى استثمار الإعلام لنقاط قوته في بث الثقافة العامة والوعي القيمي والوطني -سواء على مستوى المؤسسات الإعلامية الكبيرة أو على مستوى المبادرات الشخصية في الإعلام الجديد- وذلك بتقديم منتجات جاذبة وذات قيمة ثقافية في الوقت نفسه.

يرى بعض المتابعين للإعلام الجديد أن المحتوى الترفيهي هو المحتوى الأكثر شعبية على مستوى العالم، لكن ثمة سمة تتميز بها المجتمعات المتحضرة الأخرى، وهو وجود تيار آخر من المحتوى المفيد، الذي يقدمه مختصون في العلوم الطبيعية والمعارف الإنسانية، ومهتمون بالشغف المهاري في شؤون متعددة، ويقدم بطريقة جذابة ومبسطة وموثوقة، وينال مشاهدة وعناية فائقة.

لدينا الكثير من المواهب والكوادر المتخصصة في كل فروع المعرفة البشرية، والكثير من أصحاب المهارات الإعلامية القادرون على تحويل ما لدى هذه الكوادر إلى منتج إعلامي، وهناك الكثير من الجهات المانحة المستعدة لتمويل المشروعات النوعية، وبما أن الجميع متعطش لمشاهدة الجديد والجذاب على التلفاز وعلى الإعلام الجديد.. فأين الحلقة المفقودة التي يمكنها جعل هذا الممكن واقعاً؟ ولماذا يقلّ المحتوى الجاد في المنتجات الإعلامية ؟

16 May, 2017 09:57:03 AM
0

لمشاركة الخبر