Skip to main content
«الحطام».. هيلاري كلينتون وأسرار الفشل

يبدو أن أصداء المنافسة التي احتدمت على مدار العام الماضي في أميركا بين المرشحة هيلاري كلينتون والمرشح دونالد ترامب «الرئيس الحالي»، لم تخفت بعد.. فصحيح أن ترامب فاز وأصبح رئيساً للولايات المتحدة، لكن خسارة هيلاري لا تزال موضوعاً مطروحاً للنقاش وللاستيعاب والتحليل ثم بالطبع – لاستقاء الدروس المستفادة..

خاصة وقد جاء انتصار دونالد على هيلاري في نوفمبر الماضي بمثابة صدمة مدوية في أنحاء العالم، على نحو ما تقول ناقدة «النيويورك تايمز» متشيكو كاكوتاني في تحليلها لأحدث كتاب صادر في الأيام القليلة الماضية، تحت عنوان لافت: الحطام.

وتصف كاكوتاني توجهات الكتاب بقولها إنه يتابع مسار هيلاري كلينتون الذي قادها إلى الصدام المحتوم مع جبل الجليد، ما أودى بها بالطبع إلى الغرق في قاع المحيط السياسي في الولايات المتحدة.

مؤلفا الكتاب«الحطام.. في داخل حملة هيلاري كلينتون المحكوم عليها بالفشل»، صحفيان يعدان في الطليعة في المهنة: جوناثان إللن، فاز بعدة جوائز صحفية، وزميلته آمي بارنيز، مراسلة تغطي أخبار البيت الرئاسي الأبيض في واشنطن.

والنقاد يشبّهون صفحات الكتاب على أنها أقرب إلى توصيف لمسيرة حملة «هيلاري» وكأنها أقرب إلى مأساة غرق السفينة «تيتانك» في قاع المحيط (عام 1912) حيث كانت السفينة المذكورة لاهية ومفرطة في الثقة فيما كانت – عن غير وعي- تقترب من فاجعتها المحتومة كي تصطدم مع جبل الجليد الغاطس عند القاع.

وتمثلت مأساة مرشحة الرئاسة إياها- كما يوضح مؤلفا الكتاب – في سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها حملتها الانتخابية، سواء من حيث الاستهانة بالمرشح الديمقراطي المنافس «ساندرز» الذي استأثر بأصوات جماهير من الشباب الطالع.

وخاصة ما يتعلق بشعاراته عن ضرورات الإنصاف ومطالبات العدل الاجتماعي وحقوق المهمشين، أو انطلاقاً من كون السيدة هيلاري مرشحة زيّن لها منظمو حملتها أنها إنما تخوض سباقاً قابلاً للفوز بكل المقاييس.

ويوضح المؤلفان أيضاً كيف تجاهل هؤلاء المنظِّمون مشورة الزوج، الرئيس الأسبق كلينتون، الذي ظل يشدّد على ضرورة التواصل، لا مع المؤيدين، بل مع من لم يحسموا أمرهم بعد من حيث الاختيار أو التصويت، هذا في حين أن سدنة الحملة إياها ظلوا يفضلون التواصل، الأسهل بالطبع، مع جماعات المؤيدين وجماهير المشجعين.

ثم هناك ما شاب السلوكيات العامة للمرشحة المذكورة أعلاه، وخاصة في المراحل شبه الختامية من السباق المذكور، ومنها: علاقاتها غير المحددة أو غير المحسومة مع «مؤسسة كلينتون» وهو ما تردد معه حصولها على مبالغ مالية طائلة.

ويذهب المؤلفان إلى أن فوز دونالد ترامب إنما جاء بمنطق «المخالَفة»، كما يقول مصطلح البلاغة في اللغة العربية – إذ ساعد على هذا الفوز ما ظلت تركِّز عليه المرشحة هيلاري بأنها جديرة بالفوز.. لماذا؟..

لأنها ببساطة ليست دونالد ترامب (!)، وهو ما جعل شعار حملتها يبدو أقرب إلى طلب الولاء وليس إلى التماس الكفاءة. ثم زاد من تفاقم هذا الجانب السلبي، ما يتوقف عنده أيضاً مؤلفا الكتاب وهما يرصدان سلوكيات أركان حملة السيدة كلينتون ويصفهم الكتاب بأنهم «سكان هيلاري لاند» .

حيث لاحظ المؤلفان أن كان تركيزهم، ليس على إنجاح مرشحتهم بقدر ما ظل التركيز منصبّاً، بالدرجة الأولى، على ما كانوا يتطلعون إليه من فرص التوظيف المغرية وإمكانات التسكين في وظائف مرموقة في إدارة الرئيسة الجديدة المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية.

ولعل هذا الجانب هو الذي دفع مؤلفيْ الكتاب إلى توجيه انتقاداتهما إلى روبي موك - مدير حملة هيلاري كلينتون، الذي ظل مكتفياً برصد ردود الأفعال ومتابعة مسير الحملة وتطوراتها من خلال أحدث وسائل الحاسوب الإلكتروني.

بينما كان الأفضل – كما يؤكد المؤلفان- أن يلجأ إلى الأساليب المتعارف عليها والأقدم عهداً وتتمثل في طَرْق الأبواب، والتواصل الشخصي والمواجهي والمباشر مع قطاعات الناخبين ومع العمل في الوقت نفسه على إقناع المترددين.

الكتاب: الحطام.. في داخل حملة هيلاري كلينتون المحكوم عليها بالفشل

تأليف: جوناثان إللن وآمي بارنز

الناشر: مؤسسة كراون

20 May, 2017 10:03:49 AM
0

لمشاركة الخبر