Skip to main content
أقدم ناسخ مصري يحتفظ بحرفة قاربت الاندثار

تراجعت مهنة الخطاط أو الناسخ أمام الغزو الرقمي بما أتاحه من إمكانات هائلة لخط لوحة أو لافتة ما، بعدد ضخم من الخيارات في بضع دقائق، فيما يستغرق إعداد اللافتة ذاتها يدوياً ساعات. لكن مصطفى القاضي (70 سنة) ما زال محتفظاً بمهنته «إيماناً منه بقيمة الكلمة المكتوبة وإبداعها»، وعشقاً لما تتركه من أثر محفز بين أصابعه.

لافتة صغيرة بخط منمق بدت عليها آثار الزمن، تدلك على دكان صغير متكدساً بالألواح الخشبية واللفافات الجلدية التي يحمل بعضها آيات قرآنية، حيث يعمل القاضي في إحدى ضواحي وسط القاهرة.

يقول العم مصطفى، كما يناديه أهل الحي، إن رحلته مع الخط بدأت منذ طفولته، خصوصاً مع عشق والده للكتابة فعلمه الخطوط وقواعدها، حتى صقلت «الكتاتيب» تلك الموهبة. يوضح: «قلدت أشكال الحروف المكتوبة في المصحف، وفي المدرسة كنت مكلفاً كتابة الملصقات ومجلات الحائط، وتوثقت صلتي باللغة ورسمها أكثر مع التحاقي بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، ثم مدرسة لتحسين الخطوط ومنها احترفت النسخ كعمل».

وعلى رغم انتقال هواية النسخ العربي إلى مصطفى من والده، فإنه يؤكد أن «الخطاط مهنة لا تورث. هي مهنة لا يحترفها إلا هاوٍ، لذا لم أحرص على تعليمها لأبنائي. كما أن وضع المهنة لم يعد كما كان، في السابق كان للكلمة هيبة، أما اليوم فظهور البديل الآلي للخط سواء الكومبيوتر أو المطابع والاعتماد على التكنولوجيا الكتابية أضعفا مهارة الكتابة وشاعت الأخطاء الإملائية والإعرابي التي أشعر بالنفور لدى رؤيتها وأصححها قبل الشروع في الكتابة».

ويستعيد مصطفى 45 سنة مارس فيها المهنة، بقوله: «كانت حباً في الخط والريشة والدواية. حال من السعادة والرضا تشملني بالتفرغ لأبداع عمل فني، لأن كتابة الخطوط هي مهنة الهاوي... قلدت لوحات قديمة شهيرة وكتبت عناوين كتب وأغلفة ولافتات إعلانية وانتخابية لسياسيين وبرلمانيين أمثال علوي حافظ وأحمد فتحي سرور. اختيار الخط المناسب لطبيعة العمل يعتمد على ضخامة الاسم إذ تتنوع أشكال الخطوط، ويعد أقواها وأصعبها خط الثلث الذي يختبر مدى مهارة الخطاط وحرفيته». ويضيف: «يليه خطوط النسخ والرقعة والفارسي والديواني والكوفي والكتابات الرسمية والدينية يستخدم خط الثلث، وأشهر خامات الكتابة الزجاج والخشب ومادة تشبه الجلد تتميز بأنها أقل سعراً».

09 Nov, 2017 04:54:00 AM
0

لمشاركة الخبر