Skip to main content
صاحب قلم أبدع في الرواية والمقال وأدب الرحلات والسيرة

عبد السلام العجيلي رائد من روّاد فن القصة، بالإضافة إلى كونه كاتباً أبدع في مختلف مجالات الأدب، وتبدأ الدكتورة علياء الداية كتابها المعنون باسمه بالتعريف بهذا الكاتب الذي وُلِدَ في 1918 على الضفة الشرقية لنهر الفرات، في مدينة الرّقة السورية، وتلقى دراسته الابتدائية فيها، ثم سافر إلى حلب لإكمال دراسته في ثانوية المأمون، ونال فيها الشهادة الثانوية، ثم ارتحل إلى دمشق ليدرس في جامعتها. ويقول الناقد الدكتور فؤاد المرعي عنه: قبل شهور كنت واقفاً قريباً منه، وهو يوقع كتابه «جيش الإنقاذ»، أمّا اليوم فأنا أدرك، في لحظة الحزن هذه، سرّ نضارة ذاكرة العجيلي، لقد كانت هموم الوطن وأحلامه تسكن قلبه، ترافقه أبداً، من بنت الساحرة إلى جيش الإنقاذ، ومن أروع ما قيل عن العجيلي عبارة الشاعر نزار قباني: «عبد السلام العجيلي أروّع بدوي عرفته الصحراء وأروّع صحراوي عرفته المدينة».

تخرج العجيلي طبيباً عام 1945، وعاد بعدها إلى الرّقة حيث فتح عيادته وطبب أهالي بلدته والقرى والأرياف المجاورة. سافر في رحلات عبر العالم، وحفلت حياته بنشاطات ثقافية كثيرة، وعرفت حياته محطات سياسية، كان أبرزها انتخابه نائباً عن الرّقة في البرلمان السوري عام 1947 وتزامنت هذه المحطة بحمله السلاح في جيش الإنقاذ عام 1948، لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

شغل عبد السلام العجيلي منصب وزير لكلّ من وزارة الثقافة والإعلام والخارجية، بالإضافة إلى أنه صاحب قلم جذاب، لذلك نراه أبدع في القصة والرواية والمقال وأدب الرحلات والسيرة والمذكرات. وشارك في مناسبات أدبية عدّة وصدر له حوالي أربعين كتاباً في شتى المجالات، وترجمت بعض أعماله إلى اللغات الحيّة، توفي في مدينة الرّقة في 2006.

تتابع الدكتورة علياء الداية في عبد السلام العجيلي القاص والروائي، فتقول: تناول في رواياته وقصصه موضوعات كثيرة، منها ما يرتبط بنشاط الإنسان الخارجي وتفاعله مع الحياة والمجتمع كالسفر والاغتراب والحرية واقتحام المصاعب والأخطار، وممارسة مهن متنوعة ومنها ما يتعمق في عواطف الإنسان ووجدانه وانفعالاته.

تورد الكاتبة قصصاً للعجيلي عندما تقلد منصب وزير الثقافة، فقد تلقى دعوة إلى اجتماع تلاه دعوة غداء، مع أعضاء من الطوارق الملثمين الذين يرتدون ثياباً زرقاً، كان الوزير الوحيد الذي حضر الاجتماع، وكانوا يتكلمون عن الزراعة بالفرنسية، فالمترجم خلط بين الثقافة والزراعة في ترجمته مسودة للدعوة فبدلاً من أن يدعو وزير الزراعة دعا وزير الثقافة.

عمل العجيلي طبيباً في مدينته «الرّقة» واشتهر بإخلاصه وبراعته، وطيب تعامله مع مرضاه، من أبناء بلدته وقاصديه من مختلف الأماكن، ويقول الأديب وليد إخلاصي: «سنجد أنّ أطفالاً قد وُلدوا لنساء البدو قد حملوا اسم عبد السلام تبركاً لشيخ الحكمة الذي تحولت عيادته إلى صدر حنون، يقصده المرضى من كلّ فج عميق». وتقول الأديبة الكويتية ليلى العثمان: «لا تذكر الرّقة إلا ويذكر طبيبها وأديبها العجيلي، سألته: لماذا تصرّ على أن تواصل مهنة الطب ولديك كلّ هذا العمل من قصص وبحوث وأسفار؟ فقال: أنا أعشق مهنتي كطبيب كما أعشق القراءة والكتابة».

لقد استحوذت شخصية العجيلي على الأديب المصري محمّد المنسي، حين قال له: «مئات الأمصال التي حقنت بها آلافاً من الأطفال لأنقذهم من الموت، ومن أمراض الطفولة المرعبة، كثيرون يستطيعون أن يكتبوا مثلما كتبت، لكن وحدي قمت بهذا العمل». ويدخل الهمّ الفلسطيني في تفاصيل نصوص العجيلي الإبداعية، لعلّ أبرزها «السيف والتابوت» التي تتالت كلماتها لتكشف عن قصة استشهاد أحد أبناء مدينة الرّقة.

07 Mar, 2018 03:28:43 PM
0

لمشاركة الخبر