«كتّاب إربد» يحتفي بتجربة نضال القاسم الشعرية
احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة، مساء الأول من أمس، بتجربة الشاعر نضال القاسم، بمشاركة الناقد الدكتور خالد الفهد المياس والباحث عبد المجيد جرادات، وأدرا مفردات الاحتفاء القاص الدكتور حسين العمري وسط حضور لافت.
واستهل الاحتفاء الناقد الدكتور ميّاس وقدم قراءة في كتاب «منازل المعنى ـ ميكانزما اللغة ومداراتها في تجربة نضال القاسم الشعرية « لمؤلفه د. حسام عزمي العفوري.
حيث قال: (منازل المعنى) كتابٌ يجمعُ بين دِفّتيه الآلياتِ اللغويةَ والأدبيةَ لدى الشاعر نضال القاسم، حيثُ اللغةُ الشعريةُ المتحركةُ في الفضاءاتِ الشعريةِ المتولَّدَةِ منْ نزفِ قلمِ القاسم، وهذا النَّزفُ يتأتّى من الإشاراتِ القلبيةِ المفعمةِ بالثقافةِ والموسومةِ بِحُسْنِ الأداءِ اللغوي، وتطويعِ اللغةِ على مستوى الكلماتِ والتراكيبِ ليتشكلَ من ذلك الإبداعُ الموصوفُ بالجمالِ والجلالِ النضاليّ.
وأضاف: يأخذنا مؤلف الكتاب د. العفوري بأسلوب لطيف ويطوف بنا في أعمال نضال القاسم منطلقًا من منازل المعنى ليحملنا على بساط النقد الذي يتمثله، ويبين جماليات الدلالات المكاثفة في دواوين القاسم ابتداء من بواكيره الشعرية حيث ديوان «أرض مشاكسة « مرورًا «بمدينة الرماد» و»تماثيل عرجاء» و»كلام الليل والنهار» و «الكتابة على الماء والطين» وانتهاء «بأحزان الفصول الأربعة».
وبيّن د. مياس بأن المؤلف العفوري رصد منازل المعنى منطلقًا من محاكاة بنية اللغة، والتصورات الذهنية وتصويرها في ميكانزما اللغة ومداراتها في تجربة نضال القاسم الشعريةمن عنوانات دواوين الستة محافظًا على الترتيب الزمني وتأريخ كل ديوان مرتبًا إياها من الأقدم إلى الأحدث مستفيدًا من هذا الترتيب منذ بدايات الشاعر حتى تطورت لديه التجربة حتى وصل إلى ما وصل إليه.
من جهته ألقى الباحث عبد المجيد جرادات ورقة نقدية حول كتاب الناقد الدكتور سلطان الخضور المعنون « الفضاء الفلسفي في شعر نضال القاسم» مشيرا الى أن د. الخضور يقول: لم يكن شعر نضال القاسم عبثيا، مؤكدا في السياق ذاته أن النتاج الشعري له بسير وفق مجموعات منتظمة ومتماسكة تجد طريقها للمتلقين والمهتمين ضمن سياقات مرسومة ينسج خيوطها شاعر ملهم أتقن هندسة الكلمات بمنهجية تتجلى فيها جماليات اللغة وسيميائية المعنى.وأشار جرادات إلى أن الخضور يرى بأن ديوان «أحزان الفصول الأربعة» موضوع الكتاب جاء أكثر احتواء لعنصر الزمن وفاعليته على المستويين الفكري والفني، مبينا أن اختيار القاسم لعناوين قصائده، فهو يخضع لنسق تعبيري يحاول الشاعر من خلاله استقصاء دلالات الشحن التأثيري الذي يعزز مكانة النص، ومن هنا تبرز سلسلة معادلات في شعر القاسم وصفها الخضور بالأدوات التصويرية والعاطفية والفنية التي تنتظم فيها التعددية الفكرية والتجليات الأدبية
فيما قال د. سلطان الخضور مؤلف كتاب «الفضاء الفلسفي في شعر نضال القاسم»، لا تخلو لوحات القاسم وفلسفاته الشعرية من التعبير عن العواطف والمشاعر والأحاسيس التي يستدرها أحياناً ويدرها أحيانا أخرى، لتطفح بها دلاء قصائده وتطفو على سطحها مشكلة ألوان الطيف ليختار منها المتلقي اللون الذي له يروق. و تجولت في بساتينه الشعرية التي يملأها بأشجار مثمرة ومعمرة ودائمة الخضرة. وحيثما قطفت من ثمار نظمه، تجد خرائط الوطن من خليجه إلى محيطه تتدلى مرسومة على أوراقها، أو منقوشة على حباتها، وعلى كل ورقة ترتسم حكاية أمل أو حكاية معاناة أو نتاج تجربة أو معالجة لما استجد من الهم الذي لا ينفصم عن المسمى العربي, ويتعايش معه كمتلازمة.
وكما تحدث الناقد د. العفوري عن كتابه «منازل المعنى» في تجربة القاسم الشعرية الذي أخذ البحث والجهد النقدي في الدلالة والعنونة وغيرها من القضايا الفكرية والفنية في منجز القاسم الشعري.
وكما تحدث المهندس هشام التل عن الفلسفة الصوفية وغير ذلك من القضايا الفلسفية والأدبية والفكرية.
والقى المحتفى به الشاعر القاسم كلمة أثنى من خلالها على المشاركين في الندوة الاحتفائية.
المصدر: الدستور