"باريس للكتاب" يتحول لـ مهرجان ثقافى على خطى كان السينمائى
قرر منظمو معرض باريس للكتاب الجدد، الحدث الأدبى السنوى الأبرز فى فرنسا، تحويله إلى مهرجان ثقافى شامل يقام أول مواسمه من 21 إلى 24 أبريل 2022، وذلك بعد عامين من التوقف الاضطرارى بسبب انتشار فيروس كورونا.
وعلى غرار مهرجان كان السينمائى الذى يقام فى كل ركن من المدينة المتوسطية ويشعر به المقيم والزائر أينما ذهب، ويشمل أنشطة فنية وثقافية متعددة، سوف تقام فعاليات معرض باريس للكتاب فى العديد من أجمل مواقع العاصمة الفرنسية، حسب ما جاء فى وام 24، ومنها مبنى القصر التاريخى الكبير قرب جادة الشانزليزيه الشهيرة وفى شارعها الرئيس، ومنطقة "شامب دو مارس" السياحية مقابل برج إيفل، لتمتد حتى للضواحى القريبة من المدينة، ويودع الحدث بالتالى نهائياً موقعه الاعتيادى فى مركز باريس الدولى للمعارض فى "بورت دو فرساى" فى الدائرة الباريسية الخامسة عشرة.
وبالإضافة لتغيير مكان وشكل المعرض الذى كان يقام منذ عام 1981 تحت اسم "صالون باريس للكتاب"، فقد تم الإعلان عن تعيين "جان بابتيست باسيه" المدير السابق لسلسلة مكتبات La Procure، ليدير المهرجان الجديد فى نسخته الأولى العام المقبل، والذى اعتبر من جهته الإعلان عن هذه الخطوة مطلباً اقتصادياً وثقافياً مزدوجاً بعد 40 عاماً على انطلاق الدورة الأولى لمعرض باريس للكتاب.
ويأتى تحول المعرض إلى مهرجان بعد انتهاء التعاقد بين الاتحاد الوطنى للنشر فى فرنسا و"ريد للمعارض" التى كان رئيسها يدير المعرض، حيث سينظم الاتحاد الحدث بشكل منفرد بهدف تحفيز الناشرين ودعمهم بشكل رئيس، والذين ابتعد بعضهم عن المشاركة فى المعرض فى الدورات الأخيرة لأسباب مادية، فضلاً عن إضفاء طابع فنى ثقافى أوسع على الحدث الأدبى البارز.
يذكر أن النسخة الأخيرة الـ39 من معرض باريس للكتاب، والتى أقيمت فى مارس2019، استقطبت ما يزيد عن 3000 كاتب و1250 دار نشر من 50 دولة، وزارها أكثر من 160 ألف شخص خلال 4 أيام، ومثلت المشاركة العربية الواسعة فيها فرصة هامة للجاليات العربية المقيمة فى فرنسا لاقتناء أحدث الإصدارات بلغة الضاد، وكذلك للقارئ الأوروبى من خلال الأدب المترجم خصوصاً إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، كما احتفت الدورة التى سبقتها بمدينة الشارقة ضيفاً مميزاً، حيث شارك حينها أكثر من 150 كاتباً وإعلامياً وفناناً إماراتياً فى فعاليات المعرض.
وعاشت الساحة الثقافية فى فرنسا أسوأ أيامها منذ العام الماضي، إذ تم إلغاء كل الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية ضمن تدابير الوقاية من وباء كورونا، لكن النصف الثانى من عام 2021 شهد عودة تدريجية لافتتاح المتاحف وقاعات السينما والموسيقى وصالات المعارض، وتنظيم كبرى الفعاليات التى تصدّرها مهرجان كان السينمائى فى يوليو الجاري، أكبر حدث للفن السابع على مستوى العالم، وذلك فيما فرضت الحكومة الفرنسية مؤخراً "الشهادة الصحية" وهى دليل على تلقى جرعتى اللقاح أو اختبار سلبى بالخلو من الفيروس، كشرط لدخول كافة الأماكن الثقافية.
المصدر: اليوم السابع