تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
«الرواد الكبار» يقيم ندوة استذكارية حول الفنان التشكيلي الراحل رفيق اللحام

أقام منتدى الرواد الكبار، يوم أمس الأول، ندوة استذكارية حول الفنان التشكيلي الراحل رفيق اللحام، حضرها لفيف من رفاقه في مجال الفن التشكيلي إلى جانب عائلته ومديرة المنتدى هيفاء البشير وأعضاء اللجنة الفنية والثقافية في المنتدى.

تضمنت الندوة التي أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص على تلاوة من القرآن الكريم، كما أشاد زملاء الفنان بأبرز المحطات الفنية في تاريخ اللحام منذ الخمسينيات من القرن الماضي حيث فهو كما يطلق عليه زملائه «شيخ الفنانين الأردنيين».

ألقت القاصة سحر ملص كلمة رئيسة الجمعية ميسون العرموطي التي تعذر حضورها. قائلة «نجتمع في هذه الأمسية الحزينة لنستذكر قامة إبداعية وفنية كبيرة هو الفنان الراحل اللحام الذي غادرنا بعد حياة حافلة بالعطاء المتميز ذي النكهة الخاصة»، لافتة إلى أن اللحام كان أحد أعمدة الفن الأردني والعربي، وقد خصص له قاعة في منتدى الرواد باسم «رفيق اللحام»، حيث كان له حضور دائم وأثرى المشهد الفني وترك بصمة وذكرى لا تنسى.

وأشارت كلمة العرموطي إلى مساهمات اللحام الزاخرة، التي أثرت الوسط الفني الأردني في مواقع ومجالات عدة، كما عزز الحضور العربي من خلال لوحاته وألوانه الجميلة والتي توشح بعضها بالخط العربي وبقباب القدس، نستذكر اللحام بكل اعتزاز لقد كان عضوا فاعلا في اللجنة الفنية والثقافية، مبينة أن منتدى الرواد يرسخ أسماء القامات الثقافية والإبداعية حيث تطلق أسماؤهم على القاعات مثل قاعة عبدالله رضوان، قاعة نايف أبو عبيد، وقاعة رفيق اللحام.

فيما قالت مديرة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير إن حياة اللحام كانت حافلة بالعطاء والإبداع كان دائماً رفيقاً بالفن وأدواته وبالخط العربي الأصيل، وإسهاماته راسـخة في وجدان المجتمع الفني بدءاً بالأردن وانطلاقاً للعالم العربي والعالمي، يسجل للأردن خسارته الفادحة برحيل شيخ التشكيليين الأردنيين فهو خسارة للمشهد الثقافي الأردني بشكل عام، ترك مساحات مضيئة ومسيرة حافلة بالإبداع.

وتابعت البشير أستذكر مساعدته شخصياً منذ بدايات الخمسينيات، ومواقفه الأصيلة حيث كان يفتح لنا الأبواب في مرافق وزارتي الأشغال والسياحة، سعياً لنا في عملنا الاجتماعي، لافتة إلى أن اللحام نهل شروطً الفن من بقاع العالم من روما، ونيويورك، ومسقط واللاذقية والشارقة، والولايات المتحدة، نفخر بدوره في دراسة الخط العربي الأصيل وتوظيفه باللوحات، لافتة إلى أنها عندما قامت بتأسيس منتدى الرواد الكبار سارع اللحام ليسجل بصوته مؤازرته للمنتدى وتعزيز رسالته الثقافية كما قام المنتدى بإطلاق اسمه على الجناح الفني في الطابق الأول «قاعة رفيق اللحام»، في مطلع عام 2010 قبل إحدى عشرة سنة وستبقى شاهدة تعزيزاً لدوره على مر السنين.

فيما قال الفنان الزميل جمال عقل إنه عندما يتحدث عن رحيل شيخ الفنانين، فانه يتحدث عن: رحيل الحكمة والخبرة والتاريخ والتوثيق والإبداع والتميز. فقد ترك رحيله فراغا مؤلم في جسد المشهد التشكيلي الأردني والعربي، فقد كان حاضرا في رسائل العشاق والأهل والاشتياق عبر رسوماته وتصاميمه لطوابع البريد، وكان متواضعا جدا يستمع للجميع ويجالس الفنانين الشباب يوجههم وينصحهم دون تعالي وساهم مساهمة كبيرة في ترسيخ الفن الأردني عبر الاشتغال على الأمر منذ بداية الخمسينيات والمساهمة الفاعلة في تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين والتي كانت تعرف سابقا باسم «الندوة».

وأضاف عقل: نتحدث عن فنان من أوائل من ادخلوا الحرف في التشكيل الأردني أي «الحرف العربي وقيمته الرمزية والتراثية والتي انتبه لها اللحام واشتغل على الحرف كثيرا في مجمل أعماله»، إضافة لأعمال الجرافيك التي تميز وأبدع بها وترك فيها بصمة مهمة لا يمكن تقليدها من خلال لوحات جرافيكية مهمة في مسيرة التشكيل الأردني، وتعزيتنا أنه ترك لنا أسلوبا وتاريخا فنيا مشرفا وتلاميذ كثر نهلوا من إبداعه اللامتناهي.

وخلص عقل إلى أن اللحام استطاع أن يضع اسمه كنجم في سماء التشكيل العربي وتجاوز حدود الأردن بإنتاجه الفني المدروس والمجبول بعرق البحث والتجريب، كان فنانا شاملا وكان إنتاجه غزيرا وبكل المجالات الحياتية فقد اشتغل بالرسم والتصميم والحروفية، وقدم الكثير لوطنه وفنه عبر السهر والتعب لإنجاز تاريخ فني مشرف لا ينكره أحد عبر ستين عاما من عمره، لافتا إلى أن اللحام قامة فنية لن تفيه الكلمات حقه ولن نجد منها ما يرتقي لحجم هذا العطاء اللامحدود عبر سنين طويلة ومرحلة فنية دقيقة بإمكانياتها المتواضعة ليكون الفن الأردني بكل هذا الألق الذي نشهده اليوم.

وألقت الدكتورة نسرين اللحام كلمة أهل الفقيد فيها الكثير من الحميمية حيث جاءت الكلمة عبارة عن رسائل وجهتها غالى والدها الراحل تبين له وضع العائلة بعد رحيله قائلة «أريد أن اخبر عن أمي التي كان يفترض أن تكون إلى جانبك حينما تأتي إلى منتدى الرواد، أخبرك أنها قوية ومتماسكة لم تنهر بفقد شريك لازمته ما يزيد عن نصف قرن. وآبت إلا أن تتابع كافة تفاصل عزائك كما اعتادت في المناسبات السعيدة وحين استقبال الأصدقاء. أبي الحبيبي أريد أن أخبرك أننا جمعيا بخير».

ثم استذكره العديد من الفنان الذي حضروا هذه الندوة مستحضرين مقتطفات من مواقفه ومسيرته الفنية ومساندته في المشهد الفني الأردني وهم «د. صالح أبو شندي، عبد الرحيم وأكد، ياسر الدويك، د مازن عصفور، د كرام النمري، د. خالد خريس، فادية عابودي، محمد دغليس».

 

 

المصدر: الدستور

09 أغسطس, 2021 10:49:02 صباحا
0