قصائد تتغنى بالأنوثة وتحتفي بــالأمّ وتـتــأمـل «مــرايـــا الـوجــع»
أقام ديوان الهريس الثقافي، لقاء إبداعيا، يوم الاثنين 9 آب 2021، وعبر منصة (زووم)، وبمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه، وتضمن اللقاء قراءات إبداعية جديدة.
أولى القراءات كانت للشاعر إسلام علقم، الذي قرأ مجموعة من القصائد التي حلقت في فضاءات الأنوثة، في قصيدته «صادقان يُكذّبان»، يقول:
«هي لا تحبّ الشعر لكن صدّقت/ أنّ الورود لأجلها تتفتحُ/ أنّ الشبابيك الثمولة/ والأراجيح الكسولة/ والخفايا والحكايا/ إن رأتها؛ تفرحُ/ هي لا تُصدق أي شعرٍ محزنٍ/ يستلٌ أوردة القلوبِ ويُزهرُ/ لكنّها قد أجهشت للدمع لمّا/ كلمتها الأسطرُ/ وغدت تُمسّدُ كلّ حرفٍ/ كلّ معنى، كلّ جرحٍ يَقطرُ../ هي لم تُصدّق أيّ بابٍ أو أثيرٍ/ جاء بي/ لكنها ختمت على كذبي بكل جفونها/ يبقى ويُحفَظُ في رحيق أنوثتي../ هي هكذا خلقت بهالة سحرها/ لا صواب يثيرها/ هي لا تفكّر بالحقائق كلّها/ اللا حقيقة حين تَصْدُقُ/ حين تبرقُ، حين تشرقُ/ وحدها ستثيرها».
تاليا كانت القراءة للدكتور أكرم جميل قنبس، الذي شارك بقصيدة عن الأم»، وفيها يقول:
«لنا في سناها النور والعلم والرشد
وفي فضلها تاقت لمن فرها الخلد
هي الأم للآمال والرحلة التي بها
تكمل الدنيا ويستبشر الوعد
كأن عيون الغيم تسكب عطرها
على روضة غناء يعشقها الورد
وتسكننا حبا ونعلم أنها
مدار من العلياء يحيى بها المجد
ونحن أسارى قلبها منذ فجرنا
وما زال هذا القلب يعمره الود..».
وتحت عنوان «صوفية الكأس» جاءت مشاركة الشاعر نايف عبد الله الهريس، عبر قصيدة غزلية ذات بعد عرفاني متصوف، يقول فيها:
«تهيأ، هنا كأس الوجود دعا
لمشفى أنين القلب إن وجعا
لنرسي سنا العينين أشرعة
بمينا سهاد الحب منضجعا
على خدر معشوق تخامر مع
عشيق أثاب الساقي الضلعا
به سكرة للشوق مرضعة
تعيد الصبا في روح من صدعا
وأرخى ثياب الليل ثم سجى
وصبّ الندى من ردنه نشعا..».
من جانبه قرأ الشاعر د. سعيد أصيل قصيدة بعنوان «مرايا الوجع»، من ديوانه «يأتي الحلم خجولا».
وقرأ الشاعر د. عبد الله فنون قصيدة بعنوان «صخرة المعراج» وفيها يقول:
«وقفت بصخرة المعراج يوما
لأبصر قبلة أولى أمامي
وعيني صوب مكة في اتجاه
ترى في قلبها البيت الحرام
وتبصر أحمدا يسعى حثيثا
على متن البراق كما السهام
له نور يسير بكل صوب
بديع لا يصور بالكلام
يرافقه ملاك الوحي صبحا
ويرعى سيره تحت الغمام..».
وقرأ الشاعر صبحي الششتاوي قصيدة بعنوان «دنيا الغرام»، وفيها يقول:
«أنا الذي أمسكتُ الغيمَ وأفلتني/ وبتُ مبعثراً بعد أن رمقتني/ عرَّجتْ تسقي من نظراتِها وجعي/ يا وجعاً يصرخُ في كياني/ ويؤلمُني/ سأهربُ من هذا المساء/ ومن حلمي/ وأمضغُ الوقتَ في زمني/ أقبلَتْ إليَّ كإقبالِ مسافر/ تحملُ مودّعةً قديمَ اللقاء/ تغمدُ الحسامَ في صدرِ الأمس/ كم أضناني وجودي وحدي/ رغمَ الكثيرِ الكثيرِ نحوي/ في دنيا الغرام/ عصفتْ بأبهى الصورِ/ وكلِّ أطيافي ونُسقي».
وقدم الناقدان د. عمر عبد العزيز ود. رائد الحاج تأملات نقدية حول قصائد اللقاء، الذي شارك فيه كذلك الفنان عمر القصاص بمقطوعات موسيقية وغنائية من التراث العربي الأصيل.
المصدر: الدستور