تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الإعلام في مئوية الدولة

بمناسبة الاحتفالات بمئوية المملكة الأردنية الهاشمية، نظمت مديرية ثقافة إربد وبالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي وفرع رابطة الكتاب في إربد وملتقى المرأة ندوة بعنوان «دور الإعلام في مئوية الدولة الأردنية»، بمشاركة الزميل الإعلامي والشاعر عمر أبو الهيجاء والباحث عبد المجيد جرادات مقدما ومشاركا، وسط حضور من المثقفين.
واستهل الندوة أبو الهيجاء بورقة حملت عنوان «الإعلام الثقافي في مئوية الدولة» بدأ ورقته معرفا بالثقافة وإعلام الثقافة والعلاقة بينهما فقال: ثمة عوامل مشتركة بين المجتمعات الإنسانية حيث يتشابهون في العديد من العادات والتقاليد في المأكل و المشرب والملبس إلى جانب اللغة والتراث، و هو ما يؤكد على أن هذه الثقافات تتجانس وتتفاعل مع بعضها البعض، فالثقافة إذن ركن أساسي مُعبر ويُعبر عن هوية الشعوب.

ورأى أبو الهيجاء أن الإعلام هو لسان أي دولة والناقل الأول لأية معلومة سواء أكانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية في السلم أو في الحرب في وقت قصير، والإعلام يتمثل في وسائل كثيرة من محطات التلفزة والانترنت والمجلات والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة والبريد الالكتروني وغير ذلك إلى ما توصل العلم إليه من تكنولوجيا المعلومات، حيث أن الدولة الأردنية سارت قدما مع التطور المعرفي والتكنولوجي.
وذكر أن ثمة علاقة وثيقة ووطيدة بين الشأن الثقافي ووسائل الإعلام في كل المجتمعات العربية والدولية، مبينا أن للثقافة وإعلام الثقافة الدور الكبير في التأثير على هذه المجتمعات، فالثقافة الحصن المنيع لأي دولة التي تحمي هويتها من الاندثار، والدولة التي تفتقد إلى الثقافة وإلى تاريخها وحضارتها هي دولة تفتقر إلى مقوماتها وكيانها وهويتها وتكون دولة مريضة ومستلبة الإرادة بكل أشكال الحياة المعاصرة.
وتحدث أبو الهيجاء عن الإعلام الثقافي لوزارة الثقافة وكذلك الصحف اليومية والتلفزة والبرامج الثقافية والإذاعية منذ تأسيس الدولة الأردنية ودعم الهاشميين للجسم، لافتا النظر إلى أن بعض الصحف الورقية تحوّلت بشكل كامل للنشر الالكتروني في الدول العربية و الأجنبية، لكن الصحف الأردنية بقيت محافظة على مستوى النشر الورقي والالكتروني معا آخذة بالاعتبار التطور في النشر كجريدة الدستور الأردنية التي أولت الاهتمام الكبير بالشأن الثقافي منذ تأسيسها في العام 67 من القرن من الماضي فأنشأت الدائرة الثقافية وعمل فيها خيرة المثقفين فيها، وكما أسهمت إسهاما كبيرا في نشر الثقافة الأردنية، فكانت الملاحق الثقافية لنشر الإبداعات للمثقفين ودعم المواهب الشابة، و خرّجت عبر صفحاتها العديد من الأدباء والشعراء والنقاد والروائيين الذين كان لهم الشأن الكبير في المشهد الثقافي والسياسي والحكومي، وكذلك جريدة «الرأي» التي كان لها الأثر الهام في المشهد الثقافي والإعلامي، وجريدة « صوت الشعب» وجريدة «الغد» و»العرب اليوم» وغير ذلك من الصحف اليومية والأسبوعية، حيث لهم الدور الكبير في الإعلام الثقافي خلال مئوية الدولة الأردنية.
فيما استعرض الباحث جرادات مراحل تطور العمل الإعلامي حيث أشار إلى أن الإذاعة الأردنية أدت دوراً متميّزاً في المجالين التنويري والتثقيفي خلال المئوية الأولى للدولة الأردنية، مركزا على المنهجية التي كانت تقدم فيها البرامج التوعوية مثل (مضافة أبو محمود) والعديد من البرامج الثقافية التي كانت تنهل من منظومة القيم السائدة وعادات وقيم المجتمع الأردني،
وفي سياق حديثه عن الصحف والمجلات، أشار الكاتب عبدالمجيد جرادات، إلى التجربة المتميّزة لرواد الصحافة الذين أسسوا جريدة الدستور وجريدة الرأي وصوت الشعب والعرب اليوم، مؤكداً على أن الصحف الأردنية مثلت بشهادة خبراء من خارج الأردن الوجه الحضاري لتطور نظم الحياة في الدولة الأردنية، ثم تطرق لدور التلفزيون الأردني منذ تأسيسه في مطلع عقد السبعينيات، وبعد ذلك ترحم على أرواح الراحلين: محمود الشريف، حسن التل، كامل الشريف: محمود الكايد العواملة، ابراهيم سكجها، سليمان عرار وطارق مصاروة.
وكما أشار جرادات إلى أن وسائل الإعلام تواجه العديد من المصاعب في أداء رسالتها، بسبب ضعف الإيرادات المالية التي تدفع في العادة للعاملين فيها وتسهم بتسديد نفقاتها، وهي ظاهرة لا تقتصر على الدولة الأردنية، لكنها تطال معظم الدول الكبرى والصناعية.
وفي نهاية دار نقاش موسع دور الإعلام في مئوية من قبل الحضور الذين أشادوا بدور الإعلام الأردني ومشيدين بصحيفة «الدستور» الصرح الإعلامي الكبير ودور جريدة والصحف الأخرى وكذلك مؤسسات الدولة ودورها الإعلامي المميز.

 

 

 

المصدر: الدستور

18 أغسطس, 2021 11:00:34 صباحا
0