تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
صاحبة كتاب «لا تقعي في حب رجال مصريين»: يجذب انتباه النساء وغير عادل للرجال

طفلة صغيرة في عمر الخامسة تعيش في إحدى المدن الأوروبية تعلقت بحلم بعيد في قارة أخرى، سكن في قلبها صورة لبلد لم تعرفها لكنها سمعت عنها، وظلت تحلم أن يكون هذا البلد موطنها، لكن لم تستطع تحقيق هذه الأمنية حتى بلغت الـ20 وجاءت إلى مصر.

 

"سجدة عفيفي" أو "سفيتلانا"، شابة في الـ28 من عمرها، متزوجة من رجل مصري، وأنجبا ابنتهما الوحيدة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي غلاف كتابها "don't fall in love with Egyptian men" أو "لا تقعي في حب رجال مصريين"، بعضهم ظن أنه إصدار حديث، والبعض الآخر كتب أنه وهميا لا وجود له، لكن بالبحث عن أصل الموضوع، وجدنا أنه ليس مجرد كتاب، بل خلفه قصة لفتاة، ولدت في جمهورية التشيك، وكانت تحلم بالحياة في مصر منذ طفولتها.

 

حاولت سجدة، في حديثها لـ"الشروق"، أن تتذكر متى تحديدا بدأت القصة، متى وقعت في غرام مصر، لكن ذاكرتها لم تسعفها، إلا أنها كانت تملك خريطة للعالم كبيرة في غرفتها، تنظر لها كل يوم وتشير إلى حيث تقع، وكانت والدتها تحكي لها قصصا عن حضارتها القديمة، لكن المفارقة أنها كانت لا تحب مصر، لذلك لم تجد سجدة سوى تعبير "حب هذه البلد هو اختيار الله"، لتعبر عما حدث من شغف منذ طفولتها.

 

تقول سجدة: "وقعت في حب مصر والتاريخ المصري منذ أن كنت طفلة صغيرة، وكان حلمي أن أصبح عالمة مصريات، لذلك كنت متأكدة من أنني سأكون هنا يومًا ما، وسأتزوج من رجل مصري، وأنجب أطفالًا مصريين، لقد كان الحلم الذي بفضل الله تحقق".

 

لم تكن هذه الأفكار التي تنمو في عقل الطفلة الصغيرة يتقبلها الأهل، بل وقف الأب والأم ضدها بشدة، لكنها لم تستسلم وقاتلت من أجل ما تريد -على حد وصفها- وفي عمر الـ17 اكتشفت الإسلام واعتنقته: "لم أتمكن من القدوم إلى مصر حتى بلغت الـ20 من عمري، لكن بمجرد أن أتيت إلى هنا شعرت أنني في منزلي، ثم تزوجت من رجل مصري، ونحن معًا منذ 8 سنوات، وأعيش حياة سعيدة معه في مدينة الإسكندرية".

 

• كيف ننقذ النساء الأجنبيات من الرجال المحتالين؟

 

"لا تقعي في حب الرجال المصريين"، يثير عنوان الكتاب -الذي قررت سجدة كتابته منذ عامين، وهو متاح بالفعل بإصدارين إلكتروني ومطبوع، الغضب لمجرد رؤية غلافه، دون النظر لمحتواه، حيث تقول سجدة إنها تقابل كثير من التعليقات السلبية التي تكتفي بالحكم من الخارج، لكن في المقابل يوجد كثير من التعليقات الإيجابية الأخرى.

 

بدأت قصة الكتاب بالصدفة، كانت الإسبانية "فانيسا بيرموديز" تعيش في القاهرة، وتتابع المدونة التي أنشاتها سجدة، وأصبحت صديقة لها، بعد أن قررت ترجمة محتوى المدونة إلى اللغة الإسبانية، وأثناء حديث مشترك بينهما، قصت عليها المشكلات التي تواجهها السفارات في القاهرة، لكثرة الشكاوى التي تقدمها النساء الأجنبيات؛ بسبب وقوعهن في عمليات نصب على يد رجال مصريين.

 

تقول سجدة: "منذ أن سمعت حديث صديقتي، فكرت في كيفية مساعدة النساء الأجنبيات البريئات، أو ربما يكن ساذجات للغاية، لذا فهن يقعن في الغش، الحقيقة هي أن عقلية المصريين مختلفة تمامًا عن الأجانب، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الكثير من سوء الفهم بسهولة بالغة، لذلك قررت كتابة دليل للمرأة الأجنبية حول كيفية حماية نفسها في مصر، ومساعدتها على فهم الثقافة المصرية، وخاصة كيفية التعرف على الرجال المحتالين".

 

 

وأضافت سجدة: "تعمدت اختيار هذا العنوان الصعب لجذب انتباه النساء، وأعرف أنه ربما يكون غير عادل للرجال المصريين الطيبين، وأنا مقتنعة أنهم كثيرون، لكنها كانت الطريقة الوحيدة بالنسبة لي للفت الأنظار، وأخطط لتأليف كتاب عن الرجال المصريين الطيبين والصادقين أيضًا".

 

أكثر ما يشعرها بالسعادة هو ردود الفعل الإيجابية، خاصة من النساء اللاتي يخبرنها أن الكتاب كان مفيدا لهن، وأنقذهن بالفعل من عمليات نصب، وروت قصة سيدة ألمانية كتبت لها عن تعرضها للاحتيال من رجال مصريين، وكانت لا تستطيع كشفهم في البداية، لكن الكتاب ساعدها في فهم الحياة أكثر، وهي الآن متزوجة من رجل مصري، وتم ترجمة الكتاب إلى اللغتين الإسبانية والبولندية، وتعمل الآن على إصدار النسخة الألمانية.

 

• ليس كتابا فقط.. مدونة سجدة الخاصة عن تاريخ مصر

 

في عام 2016، بدأت سجدة في إطلاق مدونتها، وأرادت حينها الكتابة عن الحضارة المصرية القديمة، لتحقيق حلم الطفولة، لكنه توقف بسبب الزواج وتربية ابنتها، فكانت المدونة طريقتها للتعبير عن حبها لهذا التاريخ العظيم -على حد وصفها- وكان الأمر في البداية مجرد هواية، لكن مع مرور الوقت أدركت زيادة زوار الموقع وتعدد رغباتهم، وفضول الكثيرين لمعرفة الكثير عن مصر، ليس فقط على المستوى التاريخي، لكن الثقافي والحياة الاجتماعية.

 

تحتوي المدونة على أقسام مختلفة عن التاريخ والأماكن ووصفات الأطعمة وقصص حب جمعت بين مصريين وأجانب، وقصص شخصية تتعلق بها.

 

تقول سجدة: "أود أن أعلن بكل الطرق ولأي شخص أنني أعشق هذا البلد، وأن مصر هي وطني الحقيقي، لأنها رائعة جدا، حضارتها الساحرة التي ألهمت العالم ونقلت علومها في الطب والهندسة لجيرانها، إنه شيء يجب أن نفخر به ونحكي عنه، وننقله لكل الناس".

 

أصدرت أيضا كتابا عن الأكلات المصرية، وتُعد سجدة حاليا كتابا جديدا تصفه بأنه "رومانسيا"، سيكون عن حياتها الخاصة، وكيف أتت إلى مصر، وما عاشته في البداية وكيف قابلت زوجها ونشأت بينهما قصة حب.

 

 

 

المصدر: الشروق 

23 أغسطس, 2021 02:15:49 مساء
0