تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
وزير الثقافة رفيق اللحام ظل منحازاً لقضية العرب من خلال أعماله عن مدينة القدس

نظمت وزارة الثقافة مساء يوم أمس الأول، بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، حفل تأبين رائد الفن التشكيلي، شيخ الفنانين التشكيليين «محمد رفيق» اللحام، في المركز الثقافي الملكي، بحضور وزير الثقافة علي العايد، وأسرة الفنان الراحل، وطلبته، والعديد من المثقفين والتشكيليين والأكاديميين الأردنيين، وممثلين عن مؤسسات ثقافية وفنية.
وأكد وزير الثقافة علي العايد حضور الفنان رفيق اللحام، بصفته قامة فنية كبيرة على الصعيد الوطني والثقافي المحلي والعربي، وباعتباره ممن صاغوا وجدان الجيل وتركوا بصماتهم على المكان، وحملوا رسالة الأردن الحضارية بكلّ حبٍّ وشغفٍ وإخلاص.



وقال إن المنجزات الفنيّة للحام، تؤكّد أنّه رسم ملامح الأردنّ في وجدانه، فكانت لوحاته أيقونات لذاكرة الوطن ورموزه وإنجازاته، ومنها الطوابع التي تمثل السيادة الوطنية ومفرداتها التاريخية وتؤرخ للأردن وقيادته الهاشمية الفذة على مدى عقود.


وأضاف العايد أنّ ألوان لوحات اللحام كانت مستمدة من ألوان تراب الوطن، وجبهات جنده وسواعد فلاحيه ومواقف قيادته الوطنية في الأردن وفلسطين؛ فقد كان واحداً من الفنانين الرواد، طيلة مسيرته الفنيّة، وكان واحداً من المثقفين وأصحاب المشاريع الحقيقية ليس في الفن، فحسب، بل في حمل خطاب الدولة الأردنية وتأكيده خطاباً ثقافياً عربياً إسلامياً وإنسانياً، في كل محطاتها النهضوية منذ أن رأى النور بعد تأسيس الدولة بعقد من الزمان وكان عمره عشر سنوات.


وأكّد العايد أنّ الفنان اللحام، الذي يُعد من القامات الباسقة التي أسهمت في بناء الدولة الأردنية، التي نعبر مئويتها الثانية اليوم، ترك لنا إرثاً راسخاً كرائد من جيل الرواد المبدعين، فقد حاول، ومنذ وقت مبكر، تأسيس ونشر الوعي الجمالي من خلال «ندوة الفن» التي ضمت الكثير من الهواة الذين أصبحوا من الرواد وحملوا رسالة الفن عنوانا وهدفاً للتعبير عن التحولات المتحققة في مؤسسات الدولة مبكراً، وهو الهدف ذاته الذي تحقق في مشاركة عدد من الرواد في تأسيس رابطة التشكيليين الأردنيين لتكون بيت الفنانين، وكذلك في سعيه لتوحيد كلمة الفنانين العرب من خلال مشاركته الفاعلة في تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين العرب مطلع السبعينيات من القرن الماضي.


وأشاد العايد بالفنان اللحام الذي بقي مخلصاً للفن وعاشقاً للوطن، خصوصاً في مذكراته «رحلتي مع الفن والحياة» التي سجل فيها روح المكان العَمَّاني كما رسمه في لوحاته، إضافة إلى أنّه ظل منحازاً لقضية العرب من خلال ما عبّر عنه في أعماله التي رسمها عن مدينة القدس والتي نافت عن الألف لوحة.


وأكّد العايد أنّ ذكرى الفنان الراحل ستبقى خالدةً بيننا، من خلال فنّه الذي لا يغيب، ومن خلال تلاميذه وإرثه الفني في مختلف الموضوعات والتقنيات التي تشكل مرجعاً للدارسين والفنانين، لا سيما وقد جمع بين الخط والرسم، والهندسة والتصميم والكتابة، كما جمع بين حبه للوطن ومحبته للإنسانية، فكان مثالا للفنان الإنسان.


وأعلن العايد في ختام كلمته أنّ وزارة الثقافة ومن منطلق اعتزازها بمنجز الفنان اللحام، ستقوم بطباعة كتابه «رحلتي مع الفن والحياة»، ضمن مشروع مكتبة الأسرة، لتكون سيرته العطرة متاحةً لمحبيه والباحثين والدارسين لتاريخ الثقافة والفن الأردني على الدوام.


وقد اشتمل الحفل على فيلم قصير بعنوان (ناسك الفن) تضمن شهادات حية لمجموعة من الفنانين التشكيليين وآل الفقيد عن مسيرة الفنان الراحل.


كما ضم الحفل على كلمة للدكتور خالد خريس مدير المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، والتي تناولت عِلاقة الفنان الراحل بالفن التشكيلي منذ البداية ودراسته للفن في عدة دول، وعمله في المواقع الرسمية والتعليمية وما قدمه للوطن من بصمات هامة.


أما كلمة للفنان التشكيلي صديق الراحل الفنان هاني الحوراني قال، إن الفنان الراحل كان رفيقا لكل الفنانين، وإنه كان معطاءً لجميع من حوله ومخلصا في عمله، وتنقل في أكثر من حرفة منذ بداية عمله لإتقانه أكثر من حرفة.


فيما توجه رئيس رابطة الفنانين التشكيليين إبراهيم الخطيب بالعزاء لفقدان القامة الفنية الهامة وقال، إن ما تركه شيخ الفنانين برحيله من إرث فني وثقافي وحضاري يخفف مصاب العزاء اليوم.


واستعرض الخطيب جانبا هاما من مسيرة الفنان ومحطات عمله في الفن التشكيلي.


بينما قدمت السيدة دينا اللحام ابنة الفقيد كلمة عائلته، وشكرت جهود وزارة الثقافة والفنانين والأصدقاء لمساهمتهم في حفظ ارث والدهم الفنان وما قدمه للوطن.

 

 

المصدر: الدستور

13 سبتمبر, 2021 10:30:26 صباحا
0