تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟ هو أحد علماء الدين الإسلامي، والذي ولد عام 1445 ميلاديا، وعاش في مصر أيام الدولة المملوكية، وترك عددًا كبيرًا من الكتب، في شتى المجالات في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والتصوف والأدب.. وغيرها.

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟

حياته

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟

 

وعاش «السيوطي»، في عصر كثر فيه العلماء الذين نبغوا في علوم الدين، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة 864 هـ، 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، وألف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني".وكان منهج «السيوطي» في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود".

ومن أشهر شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم أيضًا عن شيخ الحنفية "الأقصرائي" و"العز الحنبلي"، و"المرزباني" "وجلال الدين المحلي" و"تقي الدين الشمني" وغيرهم كثير، حيث أخذ علم الحديث فقط عن 150 شيخًا من النابهين في هذا العلم.

ولم يقتصر تلقي «السيوطي» على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن "آسية بنت جار الله بن صالح"، و"كمالية بنت محمد الهاشمية" و"أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني"، و"أم الفضل بنت محمد المقدسي" وغيرهن كثير.

- رحلاته

كان الإمام السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى بلاد الشام واليمن والهند والمغرب وتشاد ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم، ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني.

وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن في أول الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية.

- ريادة ثقافية

السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث ملأ نشاطه العلمي في التأليف مختلف الفروع في ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان موسوعي الثقافة والاطلاع.

وأعانه على كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وهو في سن الأربعين حتى وفاته، وثراء مكتبته وغزارة علمه وكثرة شيوخه ورحلاته، وسرعة كتابته، فقد اتسع عمره التأليفي 45 سنة، حيث بدأ التأليف وهو في السابعة عشرة من عمره، وانقطع له22 عامًا متواصلة.

من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟

- أهم مؤلفاته

زادت مؤلفات السيوطي على الـ300 كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان 415 مؤلفا، وأحصى له "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها البعض كابن إياس إلى 600 مؤلف، ومن مؤلفاته في علوم القرآن والتفسير: "الإتقان في علوم التفسير"، و"متشابه القرآن"، و" الإكليل في استنباط التنزيل"، و"مفاتح الغيب في التفسير"، و"طبقات المفسرين"، و"الألفية في القراءات العشر".

 

أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات.

ومن مؤلفاته: "الدر المنثور فى التفسير المأثور"، "الاتقان فى علوم القرآن"، "لباب النقول فى أسباب النزول"، "الناسخ والمنسوخ فى القرآن"، "تناسق الدرر فى تناسب السور"، "الأزهار الفائحة على الفاتحة"، "القول الفصيح فى تعيين الذبيح".

- تلاميذه

أشهر تلاميذ السيوطي هو "شمس الدين الداودي" صاحب كتاب "طبقات المفسرين"، و"شمس الدين بن طولون"، و"شمس الدين الشامي" محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير "ابن إياس" صاحب كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، وزين الدين الشماع.

- وفاته

توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة، في 20 أكتوبر 1505 ميلاديا، ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، ومنطقة مدفنه تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه، وقبره معروف هناك.

 

المصدر: البوابة 

05 أكتوبر, 2021 11:17:28 صباحا
0