تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
إبراهيم اليازجي كتاب "لغة الجرائد"

كتاب "لغة الجرائد" لإبراهيم اليازجي نشر الشيخ إبراهيم في مجلة "الضياء" مقالات تناول فيها لغة الجرائد وهي من أوسع وسائل الإعلام انتشارًا وبيّن ما يقع فيه الكاتبون فيها من أخطاء لغوية ونحوية ، ثم بدا له أن يجمع هذه المقالات في كتاب أصدره بعنوان " لغة الجرائد "، وقد قدم لكتابه بمقدمة ذكر فيها الداعي إلى كتابة هذه المقالات ، وهو انتشار الصحف وأثرها في لغة القُراء .

 

كتاب "لغة الجرائد" لإبراهيم اليازجي

المقدمة

كتاب "لغة الجرائد" لإبراهيم اليازجي

 

 وقد وجد في لغة الجرائد التي كانت منتشرة في زمنه أخطاء كثيرة لغوية ونحوية ، فأراد تصحيحها وبيان وجه الصواب فيها. قال في المقدمة : " لا نزال نرى في بعض جرائدنا ألفاظًا قد شذت عن منقول اللغة، فأنزلت في غير منازلها ، أو استعملت في غير معناها ، فجاءت بها العبارة مشوّهة، وذهبت بما فيها من الرونق وجودة السبك ، فضلاً عما يترتب على مثل ذلك من انتشار الوهم والخطأ ، ولا سيما إذا وقع في كلام من يوثق به ، فتتناوله الأقلام بغير بحث ولا نكير . ولا يخفى أن الغلط في اللغة أقبح من اللحن في الإعراب ، وأبعد من مظانّ التصحيح ، لرجوعها إلى النقل دون القياس ، فيكون الغلط فيها أسرع تفشيًا وأشد استدراجًا للسقوط في دركات الوهم . " ثم يقول : " ولَما كان الاستمرار على ذلك مّما يُخاف منه أن تفسد اللغة بأيدي أنصارها والموكول إليهم أمر إصلاحها، وهو الفساد الذي لا صلاح بعده ، رأينا أن نفرد لذلك هذا الفصل نذكر فيه أكثر تلك الألفاظ تداولاً ، وننبه على ما فيها ، مع بيان وجه صحتها من نصوص اللغة

كتاب "لغة الجرائد" لإبراهيم اليازجي

أبرز الأغلاط التي ذكرها:

وبعد هذه المقدمة القصيرة شرع يذكر ما يقع في لغة الجرائد من أغلاط لغوية ونحوية ، وقد جاوز عدد الألفاظ والتراكيب والعبارات التي ذكرها الثلاثمئة .

من أبرز الأغلاط التي ذكرها:

  • قول: "هذا الأمر قاصر على كذا"، والصواب : مقصور عليه ، ففي معجم لسان العرب نجد : قصرت نفسي على الشيء إذا حبستها عليه، وألزمتها إياه. ومن كلام العرب : ناقة مقصورة على العيال ، أي وقف عليهم يشربون لبنها.
  • قول: "غصن يافع" ، أي نضير ، وزهرة يانعة ، وروض يانع ، واليانع في اللغة هو الناضج ، فيقال: ثمر يانع وينيع . وهذا الخطأ وقع في كلام بعض القدماء ، ومنه قول أحد الشعراء في الرثاء : يا من حواه اللحدُ غُصنًا يانعًا. فصفة اليانع ينبغي ألا تستعمل إلا بمعنى الناضج .
  • قول: "أرفقته بكذا"، و "جاء فلان مرفوقًا بصديقه" ، و"أرسلت الكتاب برفق فلان" ، وكل ذلك من الخطأ الشائع ، لأن فعل الرفقة لا يستعمل إلا في المفاعلة وما في معناها، فيقال : رافقته وترافقنا .
  • قول : "اقتصد كذا من المال"، بمعنى : وفّر . ومعنى اقتصد : اعتدل وتوسّط في الأمر ، وهو فعل لازم ، والصواب أن يقال : وفّر مبلغًا من المال.
  • قول: "ذهب الرجلان سويّة" ، أي معًا ، ومعنى السويّة السَّواء والتساوي، فيقال : قسموا المال بينهم بالسويّة ، أي بالعدل والسَّواء .
  • قول : "احتار في الأمر" ، من الحيرة ، ولم يسمع افتعل من هذا الفعل ، وإنما يقال : حار في أمره وتحيَّر .
  • قول: "فوّضت فلانًا بالأمر" ، أي رددته إليه ، والصواب : أن يقال فوضت الأمر إلى فلان . ولم يذكر اليازجي المثال القرآني وهو قوله تعالى في سورة غافر : وأفوض أمري إلى الله .
  • قول: "هو يسعى لنوال بغيته" ، والصواب : لنيل بغيته ، والنوال هو العطاء .
  • قول: "حرمه من العطاء" ، وفعل حرم يتعدى إلى مفعولين ، والصواب أن يقال : حرمه العطاء .
  • قول: "لا يخفاك أن الأمر كذا" ، وفعل يخفى يتعدى بحرف الجر (على)، فيقال : لا يخفى عليك. وعليه قولـه تعالى فـي سـورة آل عمران: "إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" .
  • قول : "هذا أمر يأنفه الكريم"، والصواب : يأنف منه . وهذا الأمر يمسّ بكرامتي ، والصواب يمسّ كرامتي .
  • وقول : "انطلت عليه الحيلة"، والصواب: جازت عليه الحيلة . (وقع شوقي في هذا الخطأ : وانطلى الجور عليه ) .
  • قول: "أوشك على الموت"، فهذا الفعل ينبغي أن يستعمل بعده الفعل مسبوقًا بأن فيقال: أوشك أن يموت وأوشك أن يفعل.
  • قول: "عدد القوم ينوف على كذا" ، والصواب: يُنيف والفعل رباعي وهو أناف أي زاد. ويتصل بهذا قولهم: نيف وعشرون، والأفصح : عشرون ونيِّف .
  • قول: "بينهما شراكة في الأمر" ، والصواب: شِركة .
  • قول: "أفرغ الإناء من الماء"، والصواب: فرّغ وأخلى، أما أفرغ فمعناه : صَبّ. وقولهم: هو مدمن على الشراب، والفعل أدمن يتعدى بنفسه .
  • قول: "هو في طور النقاهة من المرض" ، والنقاهة مصدر نَقِهَ الكلام ينقَه أي فهمه، والمصدر : النَّقَه والنُقُوه والنقاهة، أما مصدر نَقِه من المرض ونَقَه فهو: النَّقَه والنُّقُوه .
  • وكثير من الأفعال الثلاثية يستعملونها خطأ رباعية، نحو : أراع القوم وهو أمر مُريع، والصواب : راع فهو رائع ، وأرعبه الخطب فهو مرعب ، والصواب : رعبه فهو راعب، ويقولون : فلان مهاب والصواب : مَهيب . ويجمع بعضهم لفظ : غريب ، على أغراب ، والصحيح : غُرَباء .
  • ومن الأخطاء الشائعة استعمال لفظ (المنتزه) والصواب : (المتنزه) . واستعمال لفظ ( سميك) بمعنى صفيق غير صحيح؛ فالسمك والسماكة هما الارتفاع .
  • وكذلك استعمال عبارة: تعرّف على فلان ، خطأ صوابه تعرّف به .
  • ومن الأخطاء الشائعة على أقلام بعض الكُتّاب تأنيث ما ينبغي تذكيره مثل ألفاظ : الرأس ، والبطـن ، والحَشا. ويقولون : تناول طعام الغذاء والصواب : الغَداء .
  • وقد شاع على أقلام الكاتبين استعمال تعبير (على الرغم من) ، وهو تعبير مترجم عن اللغة الأجنبية ترجمة حرفية ، فيقولون مثلاً : أزوره على رغم هجره لي ، والصواب : على هجره لي أو مع هجره لي ، [ والرغم معناه التراب ، ويقول العرب : فعلته على رغم أنفه ، أي قسرًا ] . وقولهم: اعتنق المذهب، مأخوذ عن اللغة الأجنبية، والفصيح أن يقال انتحل المذهب، أو انتسب إليه
  • ومن الأخطاء في استعمال المصادر والأسماء قولهم : حضرنا خطوبة فلان ، والصواب : خطبة ، وخصوبة الأرض، والصواب خصب الأرض.
  • ويجمعون لفظ (وفاة) على (وفيّات) بالتشديد، والصواب بالتخفيف: وَفَيَات .
  • واستعمل لفظ (مشاهير) جمعًا لمشهور، وهذا خطأ لأن مفعول لا يجمع جمع تكسير ، كما صرّح العالمان ابن الحاجب والصبّان، والصواب جمعه جمع مذكر سالم : مشهورون .

 

 

 

المصدر: البوابة 

11 أكتوبر, 2021 02:56:55 مساء
0