تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
قراءات إبداعية ونقدية تنحاز للهوية العربية وتحلق في فضاء الأنوثة بـ«ديوان الهريس الثقافي»

بين الانحياز الهوية القومية العربية الجامعة، وبين التحليق في فضاء الأنوثة، جاءت مشاركات الشعراء في اللقاء الذي أقامه ديوان الهريس الثقافي، عبر تطبيق (زووم)، يوم الاثنين الماضي، بحضور كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه.

أولى المشاركات كانت للشاعر د. جهاد محمد بكفلوني، الذي قرأ قصيدة بعنوان «خسرت الرهان»، في مستهل اللقاء، وفي نهايته قرأ قصيدة «غيرةُ تفّاحةٍ»، وفيها يقول: «مرّتْ وثوبُ العصرِ ينفضُ قمحَهُ/ ليعيرَ بيدرُهُ الغروبَ قميصا/ فوقفتُ أخزنُ خطوَها في مسمعي/ وتراً يرقّصُ شدوَهُ ترقيصا/ في شُرفةٍ جمعَ البريقُ كنوزَهُ/ يهدي أصابعَها اللَّدانَ فصوصا/ وعلى يدي تفّاحةٌ لمذاقِها/ عسلٌ يمحّصُ شهْدَهُ تمحيصا/ مرّتْ فشهوةُ شرفتي مشبوبةٌ/ ترعى لميثاقِ اللّهيبِ نصوصا/ حتّى إذا اقتربتْ هوتْ تفّاحتي/ أتُرى تبدّلَ صفوُها تنغيصا؟!/ وعرفتُ بعدَ تأمّلٍ وعذرْتُها/ إذ لم تجدْ من أن تثورَ مَحيصا/ العطرُ كانَ بوجنتيها غالياً/ وبمرَّ فاتنتي استحالَ رخيصا».

تاليا كانت المشاركة للشاعرة عبير أحمد الخضراء فقرأت قصيدة بعنوان «عنادي»، وفيها تقول: «عنادي في الهوى كجنون شعري/ وعطري لا يفوح سوى بأمري/ سأمضي في العلا أطوي السحابا/ وأغرق بحرهم بمياه بحري/ فلست كأي أنثى في جمالي/ ولكني سقيت العمر صبري/ ستبقى في سجون القلب تحيا/ وأدفن آهتي في جوف صدري..».

وتحت عنوان «أثر الغيد» جاءت قصيدة الدكتور أكرم جميل قنبس، وفيها يقول: «ما زال حب الغيد يغري ابن آدم/ وما زالت الغيد الحسان له تشدو/ وما الحب إلا همسة وابتسامة/ وقلب رهيف للمنى المشتهى يعدو/ وآمال عمر لا يكل سميرها/ إلى الأمل المنشود يحدو به الوعد/ يلاحق بدرا في فجاج خياله/ إذا ما اعتراه في مسيرته الوجد/ على ذمة الأشواق نلقي ظلالنا/ وينهل من ترياق إحساسنا الجهد..».

أما الشاعر د. عادة جودة فقرأ قصيدته «لا تلمني» وفيها يقول: «لَا تَلُمْنِي إِنْ كَانَ صَوْتِي احْتَجَبْ/ وَاسْتَمِعْ صـَمْـتًـا فِـيـهِ كُـلُّ الْـعَتَبْ/ وَاسْـتَـلِـمْ عَيْنًـا حَلَّ فِيهَا الْأَرَقْ/ سَاهَرَتْ نَبْضًـا حَاصَرَتْهُ اللُّعَبْ/ لَا تَلُـمْ قَلْبًـا تَـاهَ فِــيهِ الشَّــجَنْ/ لَا تَلُـمْ دَمْعًـا مِــنْهُ خَـدِّي الْتَهَبْ/ لَا تَقُلْ تُهْنَا أَوْ غَدَرْنَــا الزَّمَنْ/ بَلْ هُزِمْنَا مِذْ فَرَّقَتْنَا الْحِزَبْ/ كَمْ تَعِبْنَا كَمْ نَالَ مِنَّا الْأَلَمْ/ كَمْ خَسِرنَا كَمْ هَاجَمَتْنَا الْكُرَبْ..».

من جانبه قرأ الشاعر غزاي درع الطائي قصيدة قال فيها: «إعزفْ على الرّوحِ إنَّ الرّوحَ كالوترِ/ وغَنِّ وامــرَحْ كعصفورٍ على الشَّجَرِ/ بغدادُ لـــو أسفَرَتْ: كالشَّمسِ والقمرِ/ بغدادُ لـــو ضحكتْ: كالنَّصرِ والظَّفرِ/ بغدادُ يا روعـــــةَ الأنسامِ في السَّحَرِ/ يا روعــــــةَ النَّهرِ والأطيارِ والشَّجرِ/ يا روعــــــةَ النّاسِ في شتّى أماكنِهِمْ/ يا روعــــــــةَ الغيمِ والأورادِ والمطرِ/ بغدادُ إنْ مــــــــرَّ في أشجارِها خطرٌ/ فكلُّ مــــا في جميعِ الأرضِ في خطرِ..».

وقرأ الشاعر نايف الهريس قصيدته «العزة في الوطن»، وفيها يقول: «قصيد الفدا ثارت به صور/ سرت في رحاب الكون تبتدر/ بنت في سآمات العدا محنا/ بوقع النهى تهوي وتنفجر/ وحزّت رقاب الكيد تفرسه/ بأيدي فتى من صلب من نفروا/ لتمحيص دمع الحق في وطن/ على شفتيه البسمة الظفر/ لثوار شدّ لحزم حين عدوا/ وشبّوا لهيب الثأر وانتشروا..».

وقدم الأستاذ الدكتور إياد الحمداني مداخلة نقدية تأملت مجمل الجوانب الفنية في قصائد اللقاء، متوقفا عن مجازات تلك القصائد، حيث جاءت منسجمة مع الذائقة العربية الراهنة، وهو ما يتوافق مع ما ذهب إليه الآمدي حين قال: (إن للاستعارة حدا تصلح فيه، فإذا جاوزته فسدت وقبحت)، مؤكدا أن الإفراط والمبالغة في استخدام الاستعارات من شأنه أن يجعل الشعر مبهما ومغرقا في الغموض، الأمر الذي نجده في الكثير من الشعر العربي الحديث. ومن ثم تتبع الناقد الحمداني البعد القومي في بعض القصائد التي قرئت في اللقاء على غرار قصيدتي الشاعرين الطائي والهريس.

وشارك الشاعر عبد الرحمن المبيضين بقصيدة «قهر وجهل»، وفيها يقول: «كل الذي يجري بذي الأوطان/ قهر لنا ضحك على الأذقان/ في العالم العربي جهل مطبق/ وخيانة للدين والأوطان/ وتنكر لمبادئ الذين القويم وما أتى بمحكم القرآن/ أين الكبار؟ وكيف صارت أرضنا/ نهبا تموج بطغمة الزعران..».

وقرأ الشاعر محمود العرابي قصيدة قال فيها: طرقت يدُ القدَرِ المريرةُ بابي/ ففقدتُ من هولِ المصابِ صوابي/ العسفُ حولي عابَ كلَّ حميدةّ/ وأحال حالَ الأمنِ تَبَّ خرابِ/ الصدرُ ضاقَ من الهُمومِ وهولِها/ والعينُ أعيتْ فائضَ المُنسابِ/ والقلبُ ذابَ ونبضُه متأرِّقٌ/ قد شاب شيبَ مُفارقٍ لشبابِ/ إنّ الهمومَ إذا تلملم شرُّها/ جاءتْ تُكشّرُ عن ردى الأنيابِ..».

وقرأ الشاعر فتحي الكسواني قصيدة قال فيها: «إِنّــي رَأيتُــكِ فـِي الْمَنــامِ أميـــرَة/ تَتَهامَسينَ بِثَغّــــرِكِ الْمُتَبَسِـــــــمِ/ حتى انْتَشَيتُ وَفَاضَ قَلْبِي بِالْهَوى/ مِنْ سِحْرِها وَجَمالِها الْمُتَنعِّمِ/ يَرْنو إِليكِ الْمَجْدُ فِي عَلْيائِــــــــه/ ثَمِلَ الْحَبيبُ بِصَوْتِكِ المُتَرَنِّمِ/ الْبَدْرُ قَدْ سَكَنَ الْمُحَيّا عَاشِقـــــــاً/ فبدا الضياءُ عَلى رَقِيقِ الْمَبْسَـــــمِ..».

أما الشاعر حسين الجمرة فقرأ قصيدة بعنوان «خائنة»، الإلهام وفيها يقول: «تنئين عني وقد واعدت قافيتي/ أن تبرحيها ولم يُدن لك الهجر/ أنا أحب حضور البان في خلدي/ كذاك يعشق أن يحظى به البر/ أنا كتبت لك الأشعار مختدعا/ حتى أراك فينمو داخلي البذر/ فإن منعتِ عن الإلهام مرتويا/ قولي حنانيك ماذا فادني الشعر..».

كما قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة من كلمات الشاعر نايف الهريس حملت عنوان «الرسالة» ومطلعها: «بيوم عظيم الشأن للعرب/ أقادَ الهدى فانفضّ الشهب».

 

 

 

المصدر: الدستور

28 أكتوبر, 2021 10:47:16 صباحا
0